بلغ أنوشيه من العمر 16 عامًا. منذ بضعة أشهر، وفي أعقاب فرارها من أفغانستان، استقلت هي وعائلتها قاربًا من تركيا، متجهين إلى اليونان. كانت هي الناجية الوحيدة من الرحلة ووصلت إلى أوروبا وحدها.

لحسن الحظ، تمكن فريق من منظمة (ميتادراسي METAdrasi) اليونانية غير الحكومية من مساعدة أنوشيه، وذلك من خلال برنامج لرعاية الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، لتحصل إيلينا التي تقيم في أثينا على الضيافة والرعاية.

تقول إيلينا على موقع المنظمة على الإنترنت: "في البداية، كانت أنوشيه حزينة للغاية. كانت تقضي ساعات وحدها في غرفتها، ولا ترغب بالأكل أو التحدث". تضيف إيلينا: "أخذتها في نزهة في الحديقة .. حاولت التواصل معها. عرضت عليها صورها عندما كنت في مثل عمرها. طلبت منها أن تعلمني بعض الكلمات من لغتها ولأول مرة رأيتها تضحك. اقترحت أن نطبخ طعاماً بوصفة جديدة معًا، وقدمتها إلى ابنة أخي الصغيرة، والتي بدورها قدمت لها سوارًا كهدية، وشيئاً فشيئا، عادت للاستمتاع بالحياة وعادت ابتسامتها إلى وجهها ". واليوم، تعيش أنوشيه مع خالها في بلد آخر، لكنها لا تزال على اتصال مع إيلينا.

كيف يمكن مساعدة طفل لاجئ في اليونان؟

في جميع أنحاء أوروبا، يوجد الآلاف من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم أثناء رحلة الهجرة مثل أنوشيه، أو سافروا بمفردهم. في العام الماضي، وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان ما يقرب من 11000 طفل غير مصحوبين بذويهم من بين ما يقرب من 140،000 شخص يصلون إلى اليونان وإيطاليا وإسبانيا طلبًا للحماية. ومع مطلع شهر مايو من عام 2019، كان هناك 3788 طفلاً غير مصحوبين بذويهم مسجلين في اليونان وحدها. يواجه العديد من هؤلاء الأطفال بيئات غير آمنة عند وصولهم إلى أوروبا. قد يكونون بلا مأوى أو في بعض الحالات، يُجبرون على البقاء في مراكز الاحتجاز أو مراكز الشرطة.

أطلقت منظمة (ميتادراسي METAdrasi) برنامجاً بعنوان "رعاية الأطفال غير المصحوبين بذويهم والمنفصلين عنهم" بتمويل من برنامج منح إي إي إيه EEA (وهو برنامج يهدف إلى تقليل التباينات الاقتصادية والاجتماعية في الاتحاد الأوروبي) من خلال مؤسسة (بودوساكي)، وهي مؤسسة خيرية خاصة في اليونان. منذ أغسطس 2016، تم دعم البرنامج من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بتمويل مشترك من المفوضية الأوروبية.

يقوم البرنامج بربط الوالدين (الأزواج أو الأفراد) والمهتمين بتوفير الرعاية البديلة، بالأطفال اللاجئين الذين يعانون الوحدة بعيداً عن ذويهم ويحتاجون إلى دفء وأمان الأسرة.

مكن للعائلات اليونانية، بما في ذلك الشركاء غير المتزوجين، والأسر ذات الوالد أو الوالدة الوحيدين والأسر التي ليس لديها أطفال، التقدم بطلب للمشاركة في البرنامج، كما يمكن للمواطنين الأجانب الذين عاشوا في اليونان بشكل قانوني لفترة طويلة التقدم بطلب ايضاً.

ولتربية طفل، يجب أن يتمتع المتقدم بالطلب بصحة جسدية وعقلية، وأن يكون مستقراً مالياً وألا يقل عمره عن 30 عامًا، ولايزيد عن 60 عامًا.

عندما ترى المنظمة توافقاً بين أب أو أم مفترضين وأحد الأطفال، فإنها تتأكد من أن الوالد لا يقل فارق السن بينه وبين الطفل الذي يرغب في تبنيه لا يقل عن 18 عامًا، ولا يزيد عن 50 عامًا.

الذي يجب على المتبني فعله

من المتوقع أن يتحمل الوالد الحاضن أو المتبني لطفل المسؤولية الكاملة عن الاحتياجات اليومية للطفل ورعايته، بما في ذلك تقديم الدعم العاطفي للطفل، من خلال توفير بيئة آمنة ومستقرة له، حيث يمكن للطفل او الطفلة تنمية شخصيته وأن يتكيف بسلاسة مع المجتمع اليوناني.

ويعتمد طول مدة بقاء الطفل مع الحاضن أو الحاضنة على احتياجات والوضع القانوني لكل طفل.

كيف تتقدم بطلب لرعاية طفل غير مصحوب بذويه؟

على من يرغب بذلك التواصل مع منظمة (ميتادراسي METAdrasi) غير الحكومية والاستعلام حول رعاية طفل لاجئ:

هاتف رقم (+30) 214 100 8717

البريد الإلكتروني foster@metadrasi.org

يجب ملئ نموذج التقدم بالطلب على الموقع الإلكتروني:

 https://metadrasi.org/en/campaigns/foster-care-for-unaccidden-separated-children/

إذا كنت في أثينا، يمكنك حضور اجتماعات في يوم الأربعاء الأول والثالث من كل شهر من الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة مساء، وذلك في مقر المنظمة لمعرفة المزيد من المعلومات. 

 

ماريون ماكريغور/ عماد حسن

مهاجر نيوز