لماذا يعد غياب الزعيم أمراً بالغ الحساسية في كوريا الشمالية؟
٢ مايو ٢٠٢٠
في بلد غامض، يبقى غياب الرئيس الذي يملك سلطة مطلقة، أمرا شديد الحساسية، فالسؤال عن هوية من قد يخلفه في حالة وقوع طارئ يفتح البلد أمام سيناريوهات لم يمر بها منذ إنشائه.
إعلان
في إعلان أرادت من خلاله كوريا الشمالية تكذيب التقارير التي تحدثت عن تدهور كبير لصحة زعيم البلاد كيم جونغ أون، نقلت وسائل إعلام رسمية في هذا البلد افتتاح كيم لمصنع خاص بالأسمدة أمس الجمعة، في أوّل ظهور علني له على التلفزيون الرسمي منذ غيابه عن المشهد السياسي في دولته، خاصة احتفالات 15 أبريل/ نيسان، التي تتزامن مع عيد ميلاد جده كيم إيل سونغ، مؤسس النظام، وهي أبرز الاحتفالات السياسية في كوريا الشمالية.
ويعود اهتمام الإعلام العالمي بأيّ غياب مفترض لكيم إلى الوضع السياسي في كوريا الشمالية في حال لم يعد الرئيس قادرا على توّلي الحكم، فإذا غاب كيم الذي يحكم البلد منذ عام 2011، سيجد هذا البلد الشيوعي نفسه للمرة الأولى مقابل خلافة غير مخطط لها مسبقاً، لأن أولاد كيم صغار جدا، ولا يوجد خلف معروف له للحاكم الذي يُعتبر "المرشد الأعلى" في البلاد، وقام بسلسلة من التطهير لعدد من معارضيه أو من ينافسوه على سدة الحكم.
ونشرت رويترز تقريرا مطولا عن المرشحين لخلافة كيم، جاء فيه أن كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى للرئيس، التي تتولى رسميا منصب نائبة مدير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم وكذلك هي كبيرة موظفي شقيقها بشكل غير رسمي، تملك سيطرة على المهام الأساسية للحزب.
لكن جو ميونج-هيون الزميل في المعهد الآسيوي للدراسات السياسية في سيول قال لرويترز: "ليس من المرجح أن تتسلم كيم يو جونغ مقاليد الحكم، لكن يمكنها أن تساعد في بناء نظام تصريف أعمال كوسيط للسلطة لحين أن يكبر الأطفال وقد يعود كيم جونج تشول ليساعد لبعض الوقت".
ويقول أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إهوا في العاصمة الكورية سيول، ليف إريك إيسلي، لفرانس برس إن "شخصية وكيم وتاريخه العائلي وهيكلية النظام الكوري الشمالي تجعل صحته عنصراً رئيسياً في استقرار السياسية الخارجية للبلاد".
من يخلف الزعيم؟
وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي اليوم السبت كيم يسير مع ابتسامة عريضة على وجهه ويدخّن سيجارة، أثناء افتتاح معمل الجمعة في سونشون، شمال بيونغ يانغ. كما نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورا للحدث، ويظهر فيها كيم برفقة شقيقته وكبار الشخصيات في البلد، لكن دون التمكن من التحقق من هذا الظهور من مصادر مستقلة.
وطرحت رويترز أسماء أخرى لخلافة الزعيم الكوري، منها تشوي ريونج هاي، الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية بصفته رئيسا للجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى، إلى جانب رئيس الوزراء السابق باك بونج جو الذي أشرف على مساعي الشمال لتبني بعض آليات السوق الحر لإنعاش الاقتصاد، بينما استبعدت الوكالة كيم جونغ تشول، الأخ الأكبر للزعيم، إذ لا دور له في قيادة البلاد ويعيش حياة هادئة يعزف فيها الموسيقى.
ووصلت التكهنات بشأن صحة كيم لحد قول وسيلة إعلامية يابانية أنه بحالة غيبوبة. وبدأت التقارير الإعلامية عن صحته عندما قام موقع يديره كوريون شماليون منشقون في كوريا الجنوبية، إن كيم خضع لعملية جراحية بسبب مشاكل في القلب، فيما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية على لسان مسؤول إن واشنطن تدرس معلومات حول وجود كيم في حالة خطيرة جدا بعد العملية.
إ.ع/ص.ش (أ ف ب، رويترز)
"قطار الزعيم".. مقر رئاسي متنقل
عادة ما يستخدم زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون القطار للسفر إلى الخارج. وهذا ما فعله في رحلته إلى فيتنام حيث لعقد قمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. لكنه ليس السياسي والرئيس الوحيد الذي يحب السفر وعقد لقاءات في القطار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/KCNA
قطار الزعيم مصفح وبطيء!
كان بإمكان زعيم كوريا الشمالية السفر لمدة خمس ساعات بالطائرة إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكنه اختار السفر لمسافة 4 آلاف كيلومتر بالقطار ولمدة 60 ساعة إلى هانوي. والمدهش أن القطار المصفح الذي يستخدمه كيم يونغ أون بطيء نسبيا، إذ تتراوح سرعته ما بين 60 و 80 كيلومتر في الساعة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/KCNA
الخوف من السفر بالطائرة
قطار الزعيم الكوري فخم وفاره جدا. اانطلق القطار يوم السبت (23 شباط/ فبراير) من كوريا الشمالية، وسيصل العاصمة الفيتنامية هانوي في الموعد المحدد لقمة مع ترامب يوم الأربعاء (27 شباط/ فبراير). وتجدر الإشارة إلى أن والد أون أيضا، كيم يونغ إيل كان مغرما بالسفر بالقطار، ويبدو أن الزعيم الكوري كيم يونغ أون لديه خوف من السفر بالطائرة لذا غالبا ما يسافر بالقطار.
صورة من: picture-alliance/Yonhapnews
السفر بطائرة صينية
خوف زعيم كوريا الشمالية من السفر بالطائرة، يبدو أنه صحيح. إذ أنه سافر إلى سنغافورة في حزيران/ يونيو العام الماضي بطائرة من الخطوط الجوية الصينية للقاء الرئيس الأمريكي دنالد ترامب. وهذا ما يرجح الشائعات التي تقول إن طائرته الرئاسية غير قادرة على الطيران.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ministry of Communications and Information of Singapore/T. Tan
ميركل أيضا تسافر بالقطار
المسشتارة أنغيلا ميركل أيضا واجهت مشاكل مع طائرتها الحكومية، إذ اضطرت للسفر بطائرة عادية نهاية العام الماصي لحضور قمة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث لم يكن ممكنا السفر بالقطار إلى هناك. وفي هذه الصورة التي تعود لعام 2009، تسافر ميركل مع سكرتير حزبه آنذاك، رونالد بوفالا، على متن قطار "راين غولد اكسبرس" الفخم.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
قطار فخم مميز
قطار "راين غولد" الفخم كان في عشرينات القرن الماضي مخصصا للرحلات معينة مميزة. وفيما كان المواطنون العاديون يسافرون على متن قطارات من الدرجة الثالثة، كان السفر بهذا القطار الفخم شيئا مميزا جدا. وفي الماضي كان الكثير من السياسة يحبون السفر على متن القطارات الفخمة الفارهة.
صورة من: Imago/Becker&Bredel
مقر حكومي متنقل
في الصورة كونراد أديناور، مستشار ألمانيا الأول بعد الحرب العالمية الثانية، على متن قطار مع مستشاريه ومعاوينه أثناء الحملة الانتخابية لحزبه الاتحاد المسيحي الديمقراطي في سبتمبر/ أيلول 1957. وكان القطار يحتوي على كل ما كان يحتاجه المستشار الألماني: قسم للجلوس والاجتماع وقسم للنوم والراحة ومكاتب عديدة مختلفة. وكان القطار بالنسبة لكونراد أديناور بمثابة مركز للحملة الانتخابية ومقر حكومي متنقل.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
مغرم بالقطارات والسفر بها
فيللي براندت، مستشار ألمانيا بين عامي 1969 و1974، كان مغرما أيضا بالقطارات والسفر بها. في الصورة براندت مع الصحافيين في قطار خاص أثناء الحملة الانتخابية لحزبه الاشتراكي الديمقراطي عام 1972.
صورة من: Imago/Sven Simon
بوتين بمفرده في القطار!
ليس زعيم كوريا الشمالية وحده يقطع مسافات طويلة بالقطار، الرئيس الروسي أيضا يسافر أحيانا بالقطار من مدينته سان بطرسبورغ إلى فلاديفستوك، حوالي 10 آلاف كيلومتر. الصورة تعود لعام 2012 حيث يجلس بوتين في المقصورة الرئاسية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
بوتين ليس وحيدا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شين جينبينغ صيف عام 2018 على متن قطار سريع حديث يسافر إلى مدينة تيانجين الصينية العملاقة. ويعرف الصينيون كيف يمكنهم توفير الراحة والهدوء لضيفهم الروسي، بوضع باقة ورد جميلة ملونة على الطاولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Tass/A. Druzhinin
ساسة يحبون اللعب والتسلية بالقطار
إن لم يسافر يمكنه اللعب بالقطار أيضا. في الصورة وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، حصل على هدية أثناء زيارته للصين عام 2017، الهدية كانت عبارة عن نموذج لقطار صيني سريع حديث، حيث كان مضيفه الصيني، عمدة منطقة شاندونغ، كان يعرف أن زيهوفر يحب التسلية بالقطارات ولديه في البيت نموذج مصغر لقطار مع كل مستلزماته من سكة حديد وإشارات ضوئية وجسور وأنقاق ومحطات. إعداد: ماركو مولر/ ع.ج