كييف تؤكد التقدم قرب باخموت وموسكو تعلن صد هجوم في دونيتسك
٥ يونيو ٢٠٢٣
أكدت أوكرانيا مواصلة التقدم بالقرب من مدينة باخموت الإستراتيجية، بالتزامن مع إعلانها حالة التأهب الجوي في خمس مناطق. بينما أكدت موسكو "صد" هجوم أوكراني واسع النطاق في دونيتسك وأسر "مخربين أوكرانيين" حاولوا عبور الحدود.
إعلان
أعلنت السلطات الأوكرانية مجددًا حالة التأهب الجوي اليوم الإثنين (الخامس من حزيران/يونيو 2023) في خمس مناطق في أوكرانيا، وذلك وفقًا لبيانات الخرائط على الإنترنت لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية.
وذكرت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء أنه تم إعلان حالة التأهب في مناطق سومي وبولتافا وخاركيف ودنيبروبتروفسك وميكولايف، وكذلك أجزاء من منطقتي خيرسون وزابوريجيا الخاضعتين لسيطرة كييف، وذلك في الساعة 15,8 صباحًا بتوقيت كييف وموسكو. وفي وقت سابق اليوم الإثنين، تم إعلان حالة التأهب الجوي في سومي وبولتافا وخاركيف ودنيبروبتروفسك، وتم إلغاؤها بعد مرور بعض الوقت.
وكانت هجمات الجيش الروسي التي تستهدف البنية التحتية الأوكرانية قد بدأت في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك بعد يومين من هجوم استهدف جسر شبه جزيرة القرم، الذي حملت السلطات الروسية مسؤوليته على الأجهزة الخاصة الأوكرانية. وتم شن الضربات على منشآت الطاقة وصناعة الدفاع والقيادة العسكرية والاتصالات في أنحاء البلاد. ومنذ ذلك الحين، يتم إعلان حالة التأهب الجوي في المناطق الأوكرانية كل يوم، وفي بعض الأحيان في جميع أنحاء البلاد.
وعلى الصعيد العسكري، قال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اليوم الإثنين إن قوات بلاده تواصل التقدم بالقرب من باخموت. وتابع سيرسكي قائلًا إن القوات الأوكرانية نجحت في تدمير موقع روسي بالقرب من المدينة، مضيفًا عبر تطبيق تليغرام للمراسلة "نواصل المضي قدمًا".
هجوم أوكراني واسع النطاق في دونيتسك
من جهتها أعلنت روسيا الإثنين أنها صدت "هجومًا واسع النطاق" للقوات الأوكرانية في دونيتسك التي ضمتها موسكو، في ظل تصاعد حدة القتال عند الحدود بين البلدين. وتؤكد كييف منذ أشهر أنها تستعد لشن هجوم مضاد كبير على أمل استعادة المناطق التي خسرتها منذ أطلقت روسيا عمليتها العسكرية في شباط/فبراير 2022. وأفاد جيشها مؤخرًا بأن أي إعلان لن يصدر عن بدء العملية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية "شن العدو هجومًا واسعًا في خمسة قطاعات من الجبهة" في جنوب دونيتسك الأحد. وأضافت في منشور على "تليغرام": "شاركت (في الهجوم) ست كتائب آلية وكتيبتا دبابات تابعة للعدو"، مؤكدة أن الجنود الأوكرانيين استهدفوا "القطاع الأضعف، برأيهم، في الجبهة". وتابعت "لم ينجز العدو مهامه، لم ينجح".
ونشرت الوزارة ما قالت إنه تسجيل مصور للمعركة أظهر مدرعات أوكرانية تتعرّض لإطلاق نار كثيف. وذكر البيان أن رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف أنه "كان خلال هذه الفترة في أحد مراكز القيادة المتقدمة في هذا الاتجاه". ويسيطر انفصاليون موالون لموسكو على أجزاء واسعة من دونيتسك منذ العام 2014. وتعد دونيتسك من بين أربع مناطق في شرق أوكرانيا ضمتها روسيا رسميًا في أيلول/سبتمبر العام الماضي، وتشمل لوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أعلن الجيش الروسي أيضًا صد "مجموعة تخريبية من الإرهابيين الأوكرانيين" حاولت عبور الحدود قرب قرية نوفايا تافولجانكا في منطقة بيلغورود. وأفاد في بيان أن "العدو تعرّض لقصف مدفعي وتشتت عناصره وتراجعوا". وذكر حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف أن القتال مستمر قرب نوفايا تافولجانكا وأقر بأن القوات المولية لأوكرانيا احتجزت أسرى من الجانب الروسي خلال اشتباكات عبر الحدود. وقال: "دخلت مجموعة تخريبية. هناك معارك في نوفايا تافولجانكا. آمل بأن يتم تدميرهم جميعًا".
أول إقرار رسمي باحتجاز أسرى
وكانت هذه المرة الأولى على مدى النزاع المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا التي يقر فيها مسؤول روسي باحتجاز قوات موالية لأوكرانيا أسرى من جانب روسيا. وتأتي المعارك في محيط القرية بعد توغل مسلح من أوكرانيا الشهر الماضي في منطقة بيلغورود والذي أجبر روسيا على استخدام مدفعيتها وقواتها الجوية داخل أراضيها. وأعلن قوميون روس مناهضون للكرملين مسؤوليتهم عن العملية.
وأظهر تسجيل مصوّر نشره القوميون وُجّه لحاكم المنطقة ثلاثة "سجناء" وصفهم خاطفوهم بأنهم "مجرّد جنود أرسلهم زعماؤكم إلى هذه الحرب". ويبدو أحدهم مصابًا وعلى سرير مستشفى. ودعوا الحاكم للقائهم في كنيسة في نوفايا تافولجانكا يوم عيد العنصرة الأرثوذكسية. أكد غلاكوف بدوره أنه مستعد للتفاوض من أجل استعادة الأسرى. وقصفت القوات الأوكرانية بشكل مكثّف مناطق روسية على الحدود هذا الأسبوع، ما أجبر الآلاف على الفرار من المنطقة التي تقع فيها مدينة بيلغورود. وشاهد مراسلو فرانس برس في المنطقة متطوعين يقدمون مساعدات إنسانية للنازحين الروس.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن أي الهجمات التي طالت الأراضي الروسية، لكن مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك قال الأحد إن الوضع في المناطق الحدودية "يجب أن يُنظر إليه على أنه مستقبل روسيا". وفي ظل الهجمات المتزايدة على جانبي الحدود، شهد النزاع الأوكراني تصعيدًا في الأسابيع الأخيرة. وأفادت السلطات الأوكرانية عن مقتل امرأتين جراء قصف روسي الأحد في بلدة فوفتشانسك في خاركيف قرب الحدود مع بيلغورود. وقال مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف إن "ضربات العدو تسببت في مقتل مدنيتين تبلغان 62 و74 عامًا".
م.ع.ح/ح.ز (د ب أ ، أ ف ب)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).