تعرضت كييف لأحد أعنف الهجمات منذ بدء الحرب ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. تزامن هذا مع انتقادات متبادلة بين ترامب وزيلينسكي، حيث هددت واشنطن بالانسحاب من عملية السلام، مطالبة كييف بالتنازل عن القرم وأربع مناطق أخرى.
الجيش الأوكراني يقول إن روسيا أطلقت 70 صاروخا و145 مسيرة خلال أحد أعنف الهجمات الصاروخية.صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
إعلان
قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب أكثر من 63 في هجوم صاروخي "واسع" تعرّضت له كييف فجر الخميس (24 أبريل/نيسان 2025). ويعتبر الهجوم من الأكثر فتكا في العاصمة الأوكرانية، منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت 70 صاروخا و145 مسيرة على ست مناطق أوكرانية. ونقلت فرانس برس عن مصدر قوله إن القوات الجوية الأوكرانية "رصدت وتقفت 215 هدفا جويا للعدو" مشيرا إلى تدمير 112 منها.
وكان آخر هجوم صاروخي تعرضت له كييف في مطلع نيسان/أبريل وأدى يومها إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
وفي خاركيف في شرق أوكرانيا، قال رئيس البلدية إيغور تيريخوف إن المدينة "تتعرض لهجوم بصواريخ كروز للمرة الثانية في ليلة واحدة" ما أدى إلى سقوط جريحين على الأقل.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين يظهر من خلال أفعاله، وليس أقواله، أنه لا يحترم أي جهود للسلام ويريد فقط مواصلة الحرب"، منتقدا "مطالبات موسكو المتطرفة بانسحاب أوكرانيا" من المزيد من أراضيها كشرط للسلام.
وأتت هذه الهجمات الصاروخية وبواسطة مسيرات على أوكرانيا فيما وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة أولى إلى جنوب إفريقيا التي لطالما اعتبرت موافقها مؤيدة لروسيا.
وعقب الهجوم، أعلن زيلينسكي أنه سيختصر زيارته التي يقوم بها لجنوب إفريقيا من أجل العودة إلى أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على منصة إكس "سألغي جزءا من برنامج هذه الزيارة وسأعود إلى أوكرانيا فورا بعد اجتماعي مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا" مؤكدا من جهة أخرى أن الضربات الروسية "يجب ان تتوقف فورا ومن دون شروط".
أسفر الهجوم الصاروخي عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة أكثر من 63 في كييف. صورة من: Gleb Garanich/REUTERS
واشنطن تهدد بالانسحاب من عملية السلام
وفي سياق متصل تجدد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي بخصوص جهود إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، إذ انتقد ترامب زيلينسكي لرفضه الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.
إعلان
من جانبه قال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس إن على روسيا وأوكرانيا الموافقة على مقترح السلام الأمريكي وإلا "انسحبت الولايات المتحدة من العملية"، في تكرار لتحذير وجهه ترامب الأسبوع الماضي.
وفي حديثه للصحفيين في الهند، قال فانس إن المقترح يدعو إلى تجميد الحدود "عند مستوى قريب من الوضع الحالي" و"تسوية دبلوماسية طويلة الأمد من المأمول أن تفضي إلى سلام دائم". وأضاف "السبيل الوحيد لوقف القتل فعليا هو أن يلقي الجيشان أسلحتهما لتجميد هذا الأمر".
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، قائلا "لا يوجد ما نناقشه هنا. الأمر مخالف لدستورنا".
ووصف ترامب ذلك التعليق بأنه مثير للجدل ويجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق للسلام، قائلا إن شبه جزيرة القرم فُقدت منذ سنوات "وليست مسألة مطروحة للنقاش من الأساس".
وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال "لا أحد يطلب من زيلينسكي الاعتراف بأن القرم أرض روسية، ولكن إذا كان يريدها، فلماذا لم يقاتلوا من أجلها قبل 11 عاما عندما سلمت لروسيا دون إطلاق رصاصة واحدة؟".
ولا تزال روسيا تطالب بأن تتنازل أوكرانيا عن القرم وأربع مناطق أخرى تحتلها كشرط لأي اتفاق لإنهاء الحرب. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمجلة "لو بوان" الفرنسية إن على القوات الأوكرانية الانسحاب من جميع الأراضي التي ضمتها روسيا إذا كانت كييف تسعى إلى السلام.
وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014 في خطوة لاقت تنديدا دوليا. ولا يعترف بسيادة روسيا عليها إلا القليل من الدول.
وانتقد ترامب زيلينسكي حيث قال إن الولايات المتحدة تحاول وقف أعمال القتل في أوكرانيا، و"إنهم كانوا قريبين جدا من التوصل إلى اتفاق" للسلام.
وقال ترامب في تصريح للصحفيين إن روسيا مستعدة للتفاوض على حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأضاف "أعتقد أن لدينا اتفاقا مع روسيا، ويجب أن نتوصل إلى اتفاق مع زيلينسكي". وتابع ترامب قائلا: "كنت أعتقد أن التعامل مع زيلينسكي سيكون أسهل. حتى الآن كان الأمر أصعب، لكن لا بأس".
ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأوكراني إن كييف ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام.
تحرير عبده جميل المخلافي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.