حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء (09 أبريل/ نيسان 2013) من أن حادثة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى وضع "يخرج عن السيطرة" في شبه الجزيرة الكورية، وذلك بعد أن حذرت كوريا الشمالية من حرب "نووية-حرارية" وشيكة. وقال بان خلال زيارة إلى روما "مستوى التوتر حالياً خطير جداً، حادثة صغيرة ناجمة عن حسابات أو أحكام خاطئة يمكن أن تخلق وضعاً يخرج عن السيطرة".

وأضاف "دعوت الدول المعنية في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها إلى ممارسة نفوذها على القيادة الكورية الشمالية. اتصلت بالقيادة الصينية وسأناقش الموضوع مع الرئيس (باراك) أوباما الخميس".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "مستوى التوتر في شبه الجزيرة الكورية لا يساعد أحداً"، مضيفاً أن على كافة الأطراف أن "تهدئ التوتر وتطلق الحوار". وشدد على أنه يبذل "جهداً كبيراً من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية". وقال "بصفتي مواطناً كورياً (جنوبيا)، أنا قلق ومنزعج بشدة". وحث بان أيضاً كوريا الشمالية على إعادة فتح مجمع كايسونغ الصناعي الذي وصفه بأنه "أحد أكثر مشاريع التعاون نجاحاً بين الجنوب والشمال" ويمكن أن يساعد على بناء العلاقات.

من جانبه حث وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله كوريا الشمالية على عدم الاستمرار في تأجيج الصراع في المنطقة. وأدان فيسترفيله أثناء مشاركته في مؤتمر لنزع التسلح في لاهاي الثلاثاء الدعوة التي وجهتها كوريا الشمالية للأجانب بمغادرتها وقال مشيرا لذلك: "هذا تهديد خطير ليس فقط للاستقرار في المنطقة بل للبنية الأمنية الدولية".

واشنطن ستتعامل مع سيناريوهات صواريخ كورية

ومن جهته أعلن قائد القوات الأميركية في منطقة آسيا المحيط الهادئ الاميرال سام لوكلير الثلاثاء أن الولايات المتحدة لن تسقط اي صاروخ باليستي تطلقه كوريا الشمالية ما لم يشكل تهديدا لحلفائها او للاراضي الاميركية. واضاف الاميرال الاميركي امام اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "لن يستغرق منا الامر وقتا طويلا لتحديد وجهته ومكان سقوطه"، مضيفا انه "لا ينصح" باسقاط صاروخ لا يشكل تهديدا.

وفي بروكسل قال حلف شمال الاطلسي اليوم إن الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن سيزور كوريا الجنوبية هذا الاسبوع في الوقت الذي تصعد فيه كوريا الشمالية التهديدات بحرب وشيكة ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وقال مسؤول في حلف الاطلسي ان زيارة راسموسن في الفترة من 11 إلى 13 أبريل/ نيسان لكوريا الجنوبية والتي ستليها رحلة الى اليابان هي زيارة مقررة منذ وقت طويل وليست مرتبطة بالوضع في كوريا الشمالية.

ونشرت بيونغ يانغ على ساحلها الشرقي صاروخين من نوع موزودان الذي يمكن ان يبلغ مداه نظريا اربعة الاف كيلومتر اي ما يجعله قادرا على اصابة كوريا الجنوبية واليابان او جزيرة غوام الاميركية. وقال مسؤول كوري جنوبي كبير إن "الشمال مستعد على ما يبدو لاطلاق هذه الصواريخ دون انذار".

وقالت كوريا الشمالية الثلاثاء ان شبه الجزيرة الكورية تواجه حربا "حرارية- نووية" ونصحت الاجانب في كوريا الجنوبية بالتفكير في المغادرة، وهو تحذير قوبل بعدم اكتراث. وجاء ذلك التحذير بعد تحذير مماثل الاسبوع الماضي للسفارات الاجنبية المتواجدة في بيونغ يانغ بالتفكير في اخلاء السفارات بحلول 10 أبريل/ نيسان، مع اعلان كوريا الشمالية انها غير قادرة على ضمان سلامة الموظفين في حالة اندلاع نزاع.

ويوجد للولايات المتحدة اجهزة رادار لمتابعة مسار الصواريخ الباليستية في اليابان وعلى متن مدمرات تجوب المنطقة اضافة الى صواريخ مضادة للصواريخ على متن هذه السفن. كما نشرت اليابان وكوريا الجنوبية صواريخ مضادة تحسبا لاطلاق صاروخ كوري شمالي.

م.س/ ع.غ ( أ ف ب، رويترز، د ب أ)