الجمهوريون يخفقون في انتخاب رئيس لمجلس النواب الأمريكي
٤ يناير ٢٠٢٣
أخفق النواب الأمركيون بعد ثلاث محاولات في انتخاب الجمهوري كيفن مكارثي رئيسًا للمجلس، في سابقة لم تحدث منذ مئة عام. ولم يتمكن مكارثي من تهدئة غضب مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق ترامب، ما يعكس حدة الخلافات بين الجمهوريين.
إعلان
أرجأ مجلس النواب الأمركي مساء (الثلاثاء الثالث من يناير/ كانون الثاني 2023) إلى صباح الأربعاء جلسة انتخاب رئيس له بعد ثلاث جولات اقتراع فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، في سابقة لم تحدث منذ مئة عام. وخلال جولات الاقتراع الثلاث المتتالية فشل مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، في إقناع مجموعة من زملائه من مؤيّدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفاً لنانسي بيلوسي إذ إنّ هؤلاء ظلّوا على رأيهم بأنّه معتدل أكثر ممّا ينبغي.
وتعكس هذه النتيجة حدة الخلافات في صفوف الجمهوريين الذين فازوا بالأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في تشرين الثاني/ نوفمبر. وفي ختام جولات الاقتراع الثلاث الفاشلة اتّفق النوّاب على إرجاء الجلسة حتى صباح اليوم الأربعاء لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات خلف الكواليس. وكان الجمهوريون تعهّدوا إثر فوزهم بالأغلبية في مجلس النواب باستخدام قوّتهم التشريعية هذه لإطلاق سلسلة تحقيقات بشأن إدارة الرئيس جو بايدن. لكن قبل أن يشنّوا هذه الحرب على الرئيس الديموقراطي يتعيّن عليهم الاتّفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب.
ويحتاج انتخاب "رئيس مجلس النواب"، ثالث أهم شخصية فيالمشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، أغلبية من 218 صوتاً. وهي عتبة لم يتمكن كيفن مكارثي من بلوغها خلال جولات التصويت الثلاث وبعد أن قرّر نحو عشرين نائباً من مؤيّدي ترامب عرقلة انتخابه. وقال مات غيتز النائب عن ولاية فلوريدا "كيفن لا يؤمن بأي شيء وليس لديه أيديولوجية". ومع ذلك، فإن ترشح مكارثي يحظى بتأييد واسع داخل حزبه، إذ قوبل الإعلان عن ترشحه الثلاثاء بتصفيق حار وقوفاً في صفوف النواب الجمهوريين.
لكنّ موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية. ويمكن لانتخاب رئيس لمجلس النواب أن يستغرق بضع ساعات... أو أسابيع: في العام 1856، لم ينتخب النواب رئيساً للمجلس إلا بعد شهرين و133 دورة اقتراع. ويبدو أنّ مكارثي سعى لتقديم ضمانات لمعارضيه تفادياً لعرقلة حظوظه: في العام 2015 فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب.
لكنّه أيضا لا يستطيع الذهاب بعيدا وإبعاد الجمهوريين المعتدلين. رغم أن هامش المناورة لديه بات محدودا، ليس هناك حاليا أي منافس جدي له. يتم فقط التداول باسم النائب من أوهايو جيم جوردان كبديل محتمل بدون أن تكون فرصه جدية. ومع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكّن بايدن وحلفاؤه الديموقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة.
لكن مع سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ، لن يتمكن خصومهم من القيام بذلك أيضا. والسؤال الذي يطرح اليوم في الكابيتول هو: هل سيكون الجمهوريون معارضين على الدوام لبايدن ومشاريعه؟ وللإجابة على هذا السؤال يتعيّن عليهم أولاً أن يشكّلوا جبهة موحّدة، في وقت صوّت فيه عدد من نوابهم مع الديموقراطيين، كما حصل مؤخراً أثناء التصويت على الموازنة قبل عيد الميلاد. وبالتالي فإنّ نجاح الجمهوريين في انتخاب "زعيم" سيكون أيضا مقياسا لمدى قدرتهم على إلحاق الضرر بالرئيس.
وفي الواقع فإنّ وجود مجلس نواب معادٍ له سيكون بمثابة نعمة سياسية لبايدن إذا ما أكّد نيته الترشح مجددا في العام 2024، وهو قرار عليه أن يعلنه مطلع هذا العام. وحرص الرئيس على عدم التعليق على الخلافات الجمهورية، وأكدت المتحدثة باسمه كارين جان بيير أنه لن "يتدخل في هذه العملية". وفي حال حدوث شلل تشريعي، سيلقي بالتأكيد باللائمة على الجمهوريين الضعفاء في عملية التعطيل، على أمل قلب الامور لتصب في مصلحته.
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب)
الولايات المتحدة: الرابحون والخاسرون في انتخابات التجديد النصفي
أسدلت الانتخابات النصفية في أمريكا ستارها، وفي الوقت الذي سيطر فيه الديمقراطيون على مجلس النواب الأمريكي، احتفظ الجمهوريون بمجلس الشيوخ. فمن هم الرابحون والخاسرون في هذه الانتخابات؟
صورة من: Reuters/E. Miller
وأخيرا.. سكان أصليون في الكونغرس
الديمقراطيتان شاريس ديفديس وديبرا هالاند أول أمريكيتين من السكان الأصليين تدخلان الكونغرس. ديبرا هالاند محامية تبلغ من العمر 57 عاما، هي واحدة من الأمريكيين الأصليين الذين تقدموا للانتخابات، والتي استطاعت أن تكسب الرهان.
صورة من: Reuters/B. Snyder
محاربة قوية
الديموقراطية شاريس ديفديس من السكان الأصليين. وقد فازت الناشطة والمحامية في ولاية كنساس. لتصبح واحدة من أعضاء مجلس النواب. تعيش السيدة البالغة من العمر 38 عاما، والتي أعلنت عن مثليتها، في ولايتها المحافظة. وكانت في وقت سابق محاربة فنون قتالية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kansas City Star/J. Sleezer
النجمة
هي أصغر عضو في الكونغرس الأمريكي على الإطلاق، تمكنت من هزيمة منافسها الجمهوري أنطوني باباس في الانتخابات النصفية في دائرتها الانتخابية. ألكسندريا أوكازيو كورتيس، نجمة موسيقى الروك اليسارية، لا يتجاوز عمرها 29 عاما.
صورة من: Reuters/A. Kelly
سياسية من جذور فلسطينية
الديموقراطية رشيدة طليب هي من بين المسلمتين اللتين حصلتا لأول مرة على مقعد في مجلس النواب. طليب (42 عاما)، هي ابنة مهاجرين فلسطينيين. هزمت السيدة خمسة مرشحين آخرين في مقاطعة ميتشيغان في الانتخابات التمهيدية التي جرت في أغسطس/آب الماضي. كما تفوقت في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لتضمن لها مقعدا داخل الكونغرس.
صورة من: Reuters/R. Cook
مسلمة ومحجبة
الديموقراطية إلهان عمر هي ثاني امرأة مسلمة تجلس الآن في مجلس النواب. تعود أصول إلهان إلى الصومال، وكانت قد هربت من الحرب الأهلية في البلاد عندما كان عمرها ثماني سنوات، وعاشت في مخيم للاجئين في كينيا مع أسرتها، ووصلت إلى الولايات المتحدة عام 1997. وهي أول عضوة بالكونغرس ترتدي الحجاب.
صورة من: Reuters/E. Miller
أول حاكم ولاية مثلي
تمكن الديموقراطي جاريد بوليس من الفوز على المرشح الجمهوري ووكر ستابلتون. وقد أصبح رجل الأعمال بوليس أول مثلي ينتخب حاكما لولاية أميركية.
صورة من: Reuters/E. Semon
الجمهوريون ضد ترامب
فاز مرشح الرئاسة السابق ميت رومني بعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية يوتاه. لم يظهر كثيرا بعد هزيمته أمام بارك أوباما عام 2012. الجمهوري البالغ من العمر 71 عاما، يُعد منتقدا شديدا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
صورة من: Getty Images/G. Frey
بطل اليسار الكبير
لم ينجح بيريني ساندر في الترشح للانتخاب الأمريكية قبل سنتين، بيد أنه نجح هذه المرة في الدفاع عن مقعده في مجلس الشيوخ. ساندر البالغ من العمر 77 عاما، تمكن هذه المرة من الظفر بمنصبه.
صورة من: picture-alliance/AP/C. Krupa
خسارة محبوب اليسار
لم يتمكن الديموقراطي بيتو أورورك من إحداث المفاجأة التي كان ينتظرها حزبه، في تكساس. في حين فاز السناتور المنتهية ولايته تيد كروز بعد سباق شهد منافسة محتدمة، وقد حصل على دعم من ترامب.
صورة من: Getty Images/C. Somodevilla
الطيار يغيب عن الكونغرس
في ولاية كنتاكي، قاتل المرشح الديمقراطي آمي ماكغراث، الطيار السابق بمشاة البحرية الأميركية، على المقعد الجمهوري للولاية في مجلس النواب بالكونغرس. لكنه خسر بفارق ضئيل أمام الجمهوري اندي بار.
صورة من: Reuters/J. Sommers
حاكمة سوداء؟ لم يحن الوقت بعد...
أرادت الديموقراطية ستايسي أبرامز أن تكون أول "حاكمة سوداء البشرة" في تاريخ الولايات المتحدة. لكنها خسرت الانتخابات في ولاية جورجيا الجنوبية ضد الجمهوري برايان كيمب. وقد حظت ستايسى أبرامز بشعبية كبيرة بعد أن أعلنت الإعلامية أوبرا وينفرى دعمها لها فى انتخابات الكونغرس.
صورة من: Reuters/L. Bryant
لم ينفعه دعم أوباما!
حاول الديموقراطي أندرو جيلوم (39 عاما) الظفر بمنصب حاكم ولاية فلوريدا، لكنه خسر بفارق ضئيل أمام الجمهوري رون دي سانتيس. ودعم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما جيلوم بشكل شخصي.
صورة من: Reuters/C. Hackley
الفرصة الضائعة
الديموقراطية كريستين هولكويست كانت ستكون أول حاكمة متحولة جنسيا، لكن هولكويست خسرت في ولاية فيرمونت أمام المرشح الجمهوري فيل سكوت الذي فاز بنسبة 55 في المائة. جينيفر فاغنر/ مريم مرغيش.