لإنقاذ الأرض..قمة العشرين تناقش تحديات المناخ الوجودية
٢٩ أكتوبر ٢٠٢١
يلتقي قادة مجموعة العشرين في روما للاتفاق على عدة خطوات عاجلة يجب اتخاذها لإبقاء هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق. لكن خلافات الصين والولايات المتحدة قد تكون عائقاً أمام هذا الهدف.
إعلان
بدأ قادة مجموعة العشرين في الوصول إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي تعقد حضورياً للمرة الأولى منذ تفشي وباء كوفيد-19 والتي سيعقبها قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26" في غلاسكو باسكتلندا.
وأظهرت مسودة بيان أن قادة مجموعة العشرين سيحددون خلال مطلع الأسبوع الخطوات العاجلة التي يجب اتخاذها لإبقاء هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق.
وجاء في مسودة البيان لقمة المجموعة التي تعقد في روما "نلتزم بمعالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ". وتعد القمة تمهيداً مهماً لقمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في اسكتلندا.
ووفقا للمسودة، سيقول الزعماء إنهم يقرون بأن تأثيرات تغير المناخ التي قد تحدث عند الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة فوق معدلات ما قبل العصر الصناعي "تقل كثيراً" عن تأثيراته إذا وصلت لدرجتين وبأن "خطوات فورية يجب أن تتخذ لإبقاء هدف 1,5 درجة قابلا للتحقق".
أزمة سياسية تطغى على أزمة المناخ
ومن المعروف أن الولايات المتحدة والصين تنتجان معاً أكثر من نصف غازات الاحتباس الحراري في العالم، وقد يكون التعاون بين القوتين الاقتصاديتين حاسمًا لنجاح مؤتمر المناخ العالمي.
لماذا تلكؤ بريطانيا وأمريكا والصين في التخلص من الفحم؟
04:39
لكن هناك عصراً جليدياً بين واشنطن وبكين قد يعرقل جهود مكافحة تغير المناخ، لذلك يولي علماء البيئة والخبراء اهتمامًا خاصًا بالعلاقة بين البلدين قبل قمة المناخ في غلاسكو باسكتلندا.
وتتعارض أغراض البلدين في العديد من القضايا، من قضايا التجارة إلى التسلح إلى النزاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى معاملة الصين لتايوان وهونغ كونغ وأقلية الإيغور. أجواء جعلت احتواء صعود الصين اقتصاديًا وعسكريًا أحد الأهداف الرئيسية لسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ولكن نظرًا لأن مكافحة الاحتباس الحراري تعد مسألة شديدة الأهمية، فقد اتخذ بايدن نهجًا ذا شقّين في التعامل مع بكين: السعي إلى التقارب بشأن سياسة المناخ والاعتماد على "المنافسة الاستراتيجية" في القضايا الأخرى.
المناخ كورقة مساومة وضغط
واعترف مبعوث بايدن للمناخ، جون كيري، الذي سافر إلى الصين مرتين بهذه الصفة مؤخرًا، قائلاً: "ليس سراً أن هناك خلافات كثيرة بين الصين والولايات المتحدة، ولكن فيما يتعلق بالمناخ، فإن التعاون هو السبيل الوحيد للخروج من اتفاقية الانتحار العالمية الحالية".
لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي لم يتأثر كثيراً بكلمات كيري وقال: "لا يمكن وضع التعاون المناخي بين الصين والولايات المتحدة فوق المناخ العام للعلاقات الصينية الأمريكية".
وفي واشنطن، أثارت هذه الجملة مخاوف من أن تستخدم الحكومة الصينية مسألة حماية المناخ كورقة مساومة للحصول على امتيازات في مجالات أخرى. لكن بعد وقت قصير، أعلن الزعيم الصيني شي جين بينغ خلال الجلسة العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن بلاده ستتوقف عن تمويل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج، وهو ما لاقى ترحيباً باعتبارها خطوة مهمة لحماية المناخ، وذلك رغماً من استمرار الصين في الاعتماد على الفحم في المنازل.
وقبيل بدء مؤتمر المناخ العالمي، قدمت الصين أهدافها المناخية المحدثة إلى الأمم المتحدة يوم الخميس، وعلى ضوءها، تريد الصين خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأكثر من 65 بالمائة مقارنة بعام 2005. وفي السابق، كان الهدف هو تخفيض 60 إلى 65 بالمائة بحلول عام 2030. وتخطط الصين بحلول عام 2060 على أبعد تقدير لأن تكون محايدة مناخياً.
ع.ح./و.ب. (رويترز، ا ف ب)
من وحي مؤتمر "كوب23" ـ الفن في مواجهة التغير المناخي
أنشطة متنوعة يشهدها مؤتمر المناخ العالمي "كوب 23" بمدينة بون الألمانية. الفنانون بدورهم لفتوا الأنظار بأعمال متنوعة سَلطت الضوء على مواضيع هامة كالحفاظ على الغابات واستخدام الطاقة المتجددة وحماية الدبب القطبية...
صورة من: DW/A. Kumar
في الجلسة الافتتاحية قال فرانك باينيماراما رئيس وزراء جزر فيجي، وهي الدولة المنظمة للمؤتمر، "علينا أن نُبحر معاً ونعمل جميعنا يداً بيد كي نُحقق كل أهدافنا". ولعل هذا الزورق التقليدي لجزر فيجي يُذكر الوفود بالمشاعر التي تجمعهم معاً.
صورة من: DW/H. Kaschel
تعني التالانوا: عملية الحوار الشامل التشاركي الشفاف الذي يهدف إلى خلق شكل من أشكال التعاطف للتوصل إلى تبني قرار من أجل الصالح العام. وقد قال رئيس وزراء جزر فيجي: "نود أن نُجري حواراً تسوده روح التفاهم والإحترام". تميز جناح جزر فيجي بالأثاث والنباتات التقليدية لجزر فيجي لتشجيع الزوار على الإحساس بشعور سكان الجزر التي تقع في المحيط الهادي.
صورة من: DW/P. Große
Global crochet
الدول النامية هي الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، ويأمل المشاركون في المؤتمر الذبين يمثلون مختلف دول العالم أن يتوصلوا إلى وضع قواعد تهدف إلى حماية كوكب الأرض من العواقب المدمرة للإحترار الذي يتعرض له كوكب الأرض. هذه الخيمة التقليدية التي نُصبت في حديقة ريناو في مكان إنعقاد المؤتمر، وقد حيكت من مئات القطع التي قام بنسجها مئات الاشخاص الذين ينتمون إلى مختلف بلدان العالم.
صورة من: DW/P. Große
مصير مُحْزِن للدببة القطبية، فالحيوانات أيضا تُعاني من ظاهرة التغير المناخي. الجفاف والفيضانات والعواصف تدمر البيئة الطبيعية للحيوانات أيضاً، والمثال الأكثر تعبيراً على ذلك كله هو المصير المُحْزِن للدببة القطبية نتيجة لظاهرة الإحترار العالمي وذوبان الجليد الذي يُشكل البيئة الطبيعية للدببة القطبية. مُجسم لدب قطبي يُعْرض ضمن فعاليات المؤتمر
صورة من: DW/P. Große
للغابات أهمية كبيرة في المحافظة على النظام البيئي وإمتصاص ملايين الأطنان المترية المكعبة من غاز ثاني أوكسي الكربون من الغلاف الجوي. وقد جلب النشطاء من جمعية حماية الغابات الألمانية هذا العمل الفني إلى مكان إنعقاد المؤتمر في مدينة بون.
صورة من: DW/P. Große
The world in peril
يهدف إتفاق باريس للتغير المناخي إلى المحافظة على مستوى الإحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين، وبالفعل يعاني العالم حالياً من من عواقب وآثار وظواهر التغير المناخي مثل الجفاف والفيضانات، وبإستطاعة زوار المؤتمر في مدينة بون الإطلاع على كيفية تأثير التغير المناخي على مجريات حياتهم اليومية. وقد أعدت وزارة التنمية الألمانية مشروعاً بإرتفاع عشرين متراً يُمَثل التغير المناخي في العالم.
صورة من: DW/P. Große
من المفترض على المدى الطويل أن يحلَ إستخدام الطاقة المتجددة محل الوقود الإحفوري. بعد الصين والولايات المتحدة تأتي الهند في مرتبة أكبر ثالث دولة في العالم تتسبب بتلويث البيئة وفي الوقت الذي تُعلن فيه الولايات المتحدة الأمريكية إنسحابها من إتفاق باريس للتغير المناخي تُعلن الصين والهند مضاعفة جهودهما للحد من الإنبعاثات الحرارية، وتعبر الهند عن طموحها ضمن هذا التوجه عن طريق جناحها في المعرض الوطني.
صورة من: DW/P. Große
ناشد نشطاء المناخ والبيئة قبل وأثناء إنعقاد المؤتمر التخلي السريع عن إستخدام الفحم. وقد كان الكثير منهم يحتجون قبل وأثناء إنعقاد مؤتمر التغير المناخي ويطالبون بوضع حد للإعتماد على الوقود الإحفوري. وقد تظاهر عدد كبير من النشطاء وساروا في شوارع مدينة بون وحملوا اللافتات التي تعبر عن سخطهم وإحتجاجهم .
صورة من: DW/P. Große
في إحدى مظاهرات الإحتجاج التي سبقت إنعقاد مؤتمر التغير المناخي إرتدى المتظاهرون ملابس الدمى والأقنعة في محاولة لتجسيد شخصية دونالد ترامب، رئيس الدولة الوحيدة التي خرجت من إتفاق باريس للتغير المناخي، ومن المتوقع أن يُضرَ هذه القرار بالدببة القطبية الحقيقة وليس من يرتدون هذه الأزياء.
باتريك غروسه/ غالية داغستاني