بعد رحلة فرار من أفغانستان استغرقت سنتين، وصلت زينب وزوجها إلى اليونان وحطا رحالهما في مخيم موريا المكتظ باللاجئين. تلجأ زينب إلى الرسم للهروب من معاناتها اليومية، في وقت تكافح فيه من أجل ألا تنجب مولودتها البكر في خيمة.
إعلان
في صباح تشريني دافئ، على غير العادة، التقينا زينب نورزي في مبنى كان في السابق مصنعاً للمشروبات الروحية. حولت منظمات خيرية المصنع إلى مركز نشاط مجتمعي يضم: صالون تجميل وصالون حلاقة ومطبخا يقدم وجبات مجانية، ومرسما جدرانه مغظى بألوان زاهية. المرسم هو المتنفس الوحيد لزينب في وسط البؤس الذي يطبق على حياتها.
على بعد بضعة كيلومترات يقع مخيم موريا للاجئين، الذي وصلته زينب وزوجها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. فرّ الزوجان قبل سنتين من أفغانستان التي تعصف بها الصراعات ويغيب عنها الأمن والاستقرار.
أوضاع كارثية
تشكو زينب من سوء الأوضاع في المخيم، ولكن ما هاجسها الأكبر هو طفلتها التي من المتوقع أن ترى النور في كانون الثاني/يناير المقبل، تقول"أنا لست شخصاً واحداً، بل اثنين"، وتشير إلى بطنها المتكور. تصف زينب المخيم بأنه "الجحيم". وأفادت تقارير موثوقة لمنظمات حقوقية أن العنف والاعتداءات الجنسية ونقص الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الطبية، حقيقة يومية معاشة في المخيم. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلاً لقي حتفه بفعل "الجفاف الشديد".
يتعين على زينب الانتظار طويلاً للحصول على طعام لا تستسيغ معدتها هضمه والمشي أكثر من عشر دقائق للوصول إلى المراحيض. تخشى من المشي على الطرق الوحلية المسببة للتزحلق. في الليل غالباً ما تصحو على أصوات سعال الأطفال في الخيم المجاورة. البرد يصعب على زينب التنفس: "كل ليلة أصحو من النوم باكية".
التقت زينب محامين في محاولة منها للحصول على مأوى مناسب لطفلتها القادمة إلى الحياة: "لا أريد لابنتي أن تولد في مخيم".
الحوامل في خطر
"حالة زينب ليست فريدة من نوعها"! تقول هيلاري مارجوليس، الباحثة في حقوق النساء في هيومن رايتس وتش. نشرت الباحثة تقريرا يفصل العنف الذكوري الذي تتعرض له النساء في مخيم موريا.
في زيارتها الأخيرة عام 2017 للمخيم رصدت مارجوليس وجود عدد كبير من الحوامل، بعكس اليوم حيث بدت أعدادهن ضئيلة. ورصدت أدلة قليلة على نقل الحوامل إلى البر الرئيسي بناء على خطورة وضعهن الصحي. وشاهدت نسوة يغادرن المستشفى مع مواليدهن إلى الخيمة من جديد.
تمت الموافقة على انتقال زينب إلى البر الرئيسي في نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بيد أن الموعد المحدد ليس بعيداً عن موعد ولادتها. "أشعر بالحزن. صلوا من أجلي"، تقول زينب. وقد أنهت مؤخرا رسم لوحة تظهر فيها ثلاثة وجوه: أب وأم ينظران إلى الأسفل باتجاه ابنتهما.
وأخيراً أبرق نور في نهاية النفق: وجد محامون مسكناً لزينب في ليسبوس. ويبقى أمر حصولها وزوجها على حق اللجوء معلقاً في ثنايا المستقبل، بيد أن المؤكد الآن هو أن طفلتها لن تبصر نور الحياة في خيمة.
مهرجان أفلام حقوق الإنسان في برلين .. قصص إنسانية برؤية مختلفة
قد لا تحظى أفلام حقوق الإنسان بمشاهدات كثيرة، ولكن بالمقابل أهميتها كبيرة لتناولها معاناة البشر من الصراعات وغياب العدالة .. جولة مصورة لأفضل الأفلام المشاركة بمهرجان برلين لحقوق الإنسان تتناول قصصا إنسانية.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart
"ما تريده ولاء"
نشأت ولاء بمخيم للاجئين في الضفة الغربية بدون والدتها التي كانت بالسجن. و"ما تريده ولاء" هو الانضمام لقوات الأمن الفلسطينية، هذا الحلم الصعب التحقيق، وثقه صانع الأفلام الكندي كريستي غارلاند في فيلم وثائقي. فقد رافق غارلاند الفتاة المتمردة منذ أن كانت في الـ 15 من العمر حتى وصولها لسن الـ 21، حيث وظفت ما بداخلها من غضب لتحقيق حلمها بأن تصبح ضابطة شرطة.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Christy Garland
"من أجل سما"
فيلم افتتاح مهرجان برلين لحقوق الإنسان، الذي يستمر حتى الـ 25 من شهر سبتمبر، هو رسالة حب من أم سورية لابنتها، حيث وثقت السيدة تجربة زواجها وإنجابها لطفلتها "سما" من قلب مدينة حلب بكل ما شهدته من صراع ودمار. وفاز الفيلم بالعديد من الجوائز، في مقدمتها جائز أحسن فيلم وثائقي بدورة مهرجان كان لعام 2019.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Waad al-Kateab/Edward Watts
"المُدعيين"
الاغتصاب في أوقات الحروب دائما ما تم اعتباره من الأثار المصاحبة للحروب. تنقلت صانعة الأفلام، ليزلي توماس، مابين الكونغو الديمقراطية والبوسنة والهرسك وكولومبيا لتوثيق سعي ثلاث محاميات للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي أثناء الحروب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Leslie Martin
"داعش غدا. أرواح الموصل الضائعة"
سيطر نظام ما يعرف بالدولة الإسلامية على العراق لثلاث سنوات عاش خلالها نصف مليون قاصر بمفردهم، حيث تم تدريب الأطفال كي يتحولوا لعناصر انتحارية. ويحاول المخرجان فرانسيسكا مانوشي واليسيو رومينزي التعرف على مصير هذه القنابل البشرية الموقوتة الباقية من الحرب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Francesca Mannochi/Alessio Romenzi
"هنا الكونغو"
يوثق المصور الصحفي دانييال ماكيبه الأزمة الإنسانية التي تشهدها الكونغو الديمقراطية من خلال تتبع أربعة نماذج: كاشف قضية فساد وقائد عسكري وخياط وتاجر معادن. ويعرض الفيلم الوثائقي ما يعنيه أن تعيش بدولة لم تشهد بعد تسليم سلمي للسلطة منذ استقلالها بعام 1960.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Daniel McCabe
"نوفايا"
نوفاية هي صحيفة تم تأسيسها عام 1990 بقيمة جائزة نوبل للسلام الحاصل عليها آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، حيث تعتبر الصحيفة الاستقصائية الوحيدة الباقية التي تنتقد النظام في روسيا. ومن خلال هذا الفيلم الاستقصائي، يعرض اسكولد غوروف حالة الطوارئ الدائمة كما تعكسها أعمال صحفيين تسببت في مقتلهم، مثل أنا بولتكوفسكايا واناستازيا بابوروفا.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Askold Kurov
"ما تبقى بعد الملحمة"
تحاول المخرجة النمساوية ناتالي بورغرس اكتشاف الأثار التي تخلفها سفن المهاجرين الحالمين بعبور البحر المتوسط، والذين لا يصل الكثير منهم لوجهتهم، من خلال لقاء أفراد ساعدوا لاجئين في الوصول لجزيرة لسبوس اليونانية وأسرة سورية فقدت 13 فردا لم يتم العثور على أجسادهم بعد.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Nathalie Borgers
"أبي وأمير الحرب"
تربت الصحفية كلاريس غارغارد، المولودة عام 1988، على حكايات مساهمة والدها في بناء بلدها ليبيريا، ولكن حين حاولت الصحفية أن تكتشف ما إن كان والدها قد تورط مع الديكتاتور تشارلز تيلور بكل ما ارتكبه من جرائم حرب، وجدت أن الحقيقة أكثر تعقيدا من قصص طفولتها.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Shamira Raphaëla/Clarice Gargard
#فيدرشتاند
هي كلمة ألمانية تشير للمقاومة يمكن شرحها بأكثر من طريقة، وهي أيضا اسم فيلم وثائقي حاولت مخرجته، بريتا شونينغ، تقديم ثلاث ناشطات فيه؛ الأولى يسارية تتضامن مع المهاجرين في العاصمة اليونانية أثينا، والثانية تنتمي لأقصى اليمين بالعاصمة النمساوية فيينا، والثالثة شاعرة مسلمة تحارب التمييز بالعاصمة الألمانية برلين.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Britta Schoening
"لعنة الثروة"
تعد الاكوادور من الدول الغنية بالبترول، إلا أن ثلث الاحتياطي بها يوجد في منتزه ياسوني الوطني، والذي يعتبر واحدا من ركائز النظام البيئي على الأرض وموطن قبائل السكان الأصليين. وتحاول المخرجة البولندية إيفا ايوارت تتبع مبادرة تم إطلاقها عام 2007 لترك ياسوني بحالها في مواجهة مصالح الشركات الدولية وما يعرضوه من تعويضات مالية للتنقيب عن البترول.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart