1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون في سوريا - رغبة في المعرفة وبحث عن آفاق

١١ فبراير ٢٠١٧

شباب سوريون لم يذهبوا إلى المدرسة منذ سنوات طويلة ولكنهم متعطشون للمعرفة، رغم ظروف عيشهم في مخيم للاجئين في لبنان. في بر إلياس تسعى جمعية ألمانية لفتح آفاق جديدة ولو لبعض العشرات منهم، كما جاء في تقرير منى النجار.

Libanon Bar Elias Bekaa Schüler im Hof: Schüler der Bina Handwerkerschule im Hof ((c) DW/M. Naggar)
طلبة سوريون يرفعون أعلام ولاية بايرن، التي ساهمت في مشروع مدرسة للتدريب المهني للاجئين السوريين في لبنانصورة من: (c) DW/M. Naggar

لدى حمزة وعمر شعور بالسعادة، فمنذ عدة أيام يداوم الشابان على الذهاب لقسم التقنيات الكهربائية بمدرسة بناء للتكوين المهني. وعن هذا الشعور يقول حمزة الذي يبلغ من العمر 17 سنة: "وأخيرا أصبح بإمكاني أن أتعلم مهنة، والمهنة التي أحبها أيضا". ويشاطره في هذا الرأي صديقه عمر، البالغ من العمر 15 عاما، موضحا وجود شعور سعادة لدى والديه أيضا، حيث أصبح بإمكانه أن يتعلم مهنة تؤمن له دخلا في المستقبل. منذ فرارهم إلى لبنان قبل بضع سنوات، لم يذهب المراهقان السوريان إلى المدرسة.

ويعتبر إيهاب عثمان، وهو لاجئ سوري في لبنان وكهربائي متمرس في تدريب الشباب، أن الحماس هو الشرط الرئيسي في التكوين المهني ونجاحه. ويضيف أن " التدريب المهني المقدم من طرف مدرسة بناء، يستقطب العديد من الشباب الذين اضطروا إلى مغادرة المدرسة والبحث عن عمل لإعالة أسرهم. ولا يستطيع أغلبهم الحصول على شهادة مدرسية. ولكن هؤلاء الشباب يستحقون فرصة جديدة."

لم يكن كل الطلاب الذين يقوم عثمان بتدريبهم قد تركوا المدرسة في وقت مبكر. فالبعض منهم تمكن من إتمام التدريب ككهربائي بالموازات مع التعلم في المدرسة أو إلى جانب العمل.

شعور السعادة بآفاق جديدة: على اليسار عمر وبجانبه حمزة في الورشة التابعة للمدرسةصورة من: (c) DW/M. Naggar

التمدرس في لبنان بالنسبة للأطفال اللاجئين السوريين تحت سن 17 عاما يستفيد منه فقط نصف عدد الأطفال اللاجئين السوريين تحت سن 17 عاما، وذلك على الرغم من الجهود المتزايدة التي تبذلها الحكومة اللبنانية والجهات الدولية المانحة . أما الوضع التعليمي والتدريب المهني للشباب السوريين ابتداءا من سن 18 عاما فهو أسوء. ولهذا تسعى الحكومة اللبنانية في السنوات الثلاث المقبلة التركيز بشكل أكبر على التدريب المهني.

طموح المتدربين

يبدو الفصل الدراسي الذي يدرس فيه عمر وحمزة في وضع جديد. فجدران ورشة العمل في حلة جديدة والأدوات والأجهزة أيضا. انطلق العمل بمدرسة بناء قبل وقت قصير فقط. وهي تقدم تدريبا مهنيا للكهربائيين بالإضافة إلى ستة تخصصات أخرى، بما في ذلك مهنة رعاية المرضى والمسنين. ويتيح تعلم هذه المهن فرصا جيدة للحصول على عمل بعد التخرج.

المدربة في مدرسة بناء، راما آل تيناوي، تقدم دروسا ودورات في رعاية المرضى. الشابة  السورية البالغة من العمر 21 سنة كانت تطمح لأن تصبح صيدلانية، ولكن الحرب في وطنها أحبطت مخططاتها. وهي تقوم الآن في لبنان بتدريب إضافي كممرضة وتنقل معرفتها لطلابها في مدرسة بناء.

مخيم للاجئين في بلدة بر إلياس في منطقة البقاع صورة من: (c) DW/M. Naggar

وتُثني راما على التجاوب الإيجابي مع طلابها حيث تقول:" الجدير بالانتباه هو الطموح الكبير للمشاركين، فعيونهم تشع وهم متعطشون لتعلم الجديد. عندما هربنا إلى لبنان، كنا نعتقد أن مستقبلنا قد ضاع، ولكن الآن تُفتح لنا أبواب جديدة." من جهتها تقول أمينة :"إن التدريب المهني لرعاية المرضى قد يساعدني، سواء هنا في لبنان أو بعد العودة إلى سوريا، وفي كل مكان أيضا. كما أكتسب منه خبرة جديدة."

تدريب مهني برعاية ألمانية

مدرسة التأهيل المهني هي عبارة عن مبنى من ثلاثة طوابق يقع في منطقة هادئة في بر إلياس، وهي بلدة في وادي البقاع، في الجزء الشرقي من لبنان. وإضافة إلى اسم المدرسة المكتبوب على المدخل الرئيسي توجد لافتة صغيرة  إلى جانب العلم اللبناني كتب عليها "مساعدة الشرق"، وهو إسم الجمعية الألمانية التي تدير المدرسة.

تحضى مدرسة بناء بدعم مالي ومعرفي من ألمانيا، وبالتحديد من ولاية بافاريا. الولاية الألمانية تسعى بذلك إلى فتح آفاق للاجئين في أوطانهم لجعل رحلة الهرب إلى أوروبا أقل جاذبية.

بر إلياس تبعد عن الحدود السورية بحوالي اثني عشر كيلومترا. في هذه البلدة الصغيرة يعيش حوالي 50 ألف لبناني ومثل عدد من اللاجئين السوريين. ووفقا لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد لجأ إلى منطقة البقاع الضعيفة اقتصاديا حوالي 350 ألف لاجئ سوري، حيث يشكل هذا العدد نسبة 35 في المئة من مجموع عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان.

مدرسة بناء تمنح حاليا الفرصة ل 60 طالبا من اللاجئين السوريين. وتأمل جمعية "مساعدة الشرق"، في أن يتم أيضا استقبال طلاب لبنانيين في المستقبل.

منى النجار/ أ.ب

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW