1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون في ألمانيا يمدون يد العون لنازحين في شمال العراق

٣٠ يناير ٢٠١٧

رغم ظروف حياة اللجوء الصعبة في ألمانيا، لاجئة عراقية تتطوع لجمع التبرعات للنازحين العراقيين في شمال العراق، فهي مرت بنفس ظروفهم القاسية عندما اضطرت للفرار من تلك المنطقة لتعيش معاناة كل اللاجئين من اليونان وإلى ألمانيا.

Deutschland - Verein Sammelt spenden für Flüchtlinge im Irak
متطوعون مسؤولون عن التبرعات إلى النازحين في العراقصورة من: H. Wnasih

في تمام الساعة الخامسة عصراً وقبل غروب الشمس بقليل، خرجت هازه من دورة تعليم اللغة الألمانية والتي تعمل فيها كمتطوعة لتعليم الوافدين الذين لا يحق لهم الحصول على دورات لدراسة اللغة. وفي حديثها مع DW عربية تقول هازه: "بعدما قمت بإقناع منظمة الكاريتاس في مدينة شترلين بفتح دورات لتعليم اللغة الألمانية للأشخاص الذين لا يحق لهم المشاركة في دورات الأندماج، بدأتُ بتدريس اللاجئين اللغة آملةً بإيصالهم إلى مستوى يُمكنهم من إجتياز إختبار المستوى الأول والثاني".

هازه صالح، عراقية من كركوك في شمال العراق، تعيش لوحدها مع إثنين من أخواتها في ألمانيا بعد وفاة والدها ووالدتها في العراق، واضطرت بعدها لمغادرة البلد. رغم ذلك لم تنسى بلدها ولم تستطع تجاهل ما يحدث هناك من حرب وغبن وخاصة بعد نزوح آلاف العراقيين القادمين من الموصل إلى كركوك وأقليم كردستان.

لاجئة تسعى لتخفيف معاناة أبناء بلدها بجمع التبرعات

"عندما أجبرت على ترك العراق والهجرة إلى ألمانيا في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2015 حيث بداية الشتاء القارس في اليونان ومقدونيا وصربيا وفي ظل درجات حرارة تحت الصفر، لم يكن معنا ما يقينا من برد الشتاء هناك إلا بعض الأغطية التي كانت توزعها المنظمات الإنسانية علينا والتي كانت بالكاد تقينا برد الشتاء". وتضيف هازه لـDW  عربية، أنها مرت بظروف مشابهة لما يعيشه النازحون في العراق حاليا عند هجرتها من العراق.

تواصل هازه تعبيرها عن شعورها لمعاناة اللاجئين النازحين من الموصل على حدود الدول الأوروبية وفي شمال العراق قائلةً: "كُنا أحيانا نتجمد ونرتعش من شدة البرد وأحياناً أخرى كنا نفقد الأحساس بأطرافنا بسبب المشي لمسافات طويلة، لهذا يصعب عليَ تحمل ما يمر به اللاجئون والنازحون دون أن أفعل شيئاً لتخفيف معاناتهم".

بالإضافة إلى عملها التطوعي مع اللاجئين في ألمانيا ومساعدتهم في تعلم اللغة الألمانية وتقديم استشارات لهم، تعمل هازه دون كلل أو ملل من أجل جمع التبرعات للنازحين من الموصل.

 بدأت القصة عندما تحدثت هازه مع مُدرسها السيد فيلدمان في دورة تعليم اللغة الألمانية شارحةً له عدد النازحين الهائل في المخيمات في شمال العراق وعن رغبتها بمساعدتهم وهو بدوره شجعها في الإستمرار وتقديم المساعدة لتنفيذها بصفته أحد مسؤولي منظمة (جسر السلام)  Friedensbrücke Geldern e. V. في مدينة غيلدرن، وهي إحدى المنظمات الخيرية،  بعد ذلك استطاعت إقناع بقية الأعضاء بفكرة جمع التبرعات المادية وإيصالها إلى مخيمات النازحين في العراق.

المتطوعة هازه مع السيد فيلدمان تشرح في إحدى المدارس أوضاع النازحين في العراقصورة من: H. Wnasih

في حديث لـDW عربية مع مسؤول المنظمة السيد فيلدمان قال: "نحن لسنا الوحيدين بالتأكيد الذين يقومون بأعمال تطوعية لمساعدة اللاجئين في كل العالم، لكننا حالياً الوحيدين في المدينة نقوم بإرسال تبرعات من ملابس شتوية وغيرها إلى النازحين في العراق".

ويوضح فيلدمان بأن المساعدات تنظم في العراق عن طريق شاب عراقي تطوع بالذهاب إلى مخيمات النازحين لتوزيع الملابس الشتوية على الأطفال ويضيف قائلاً: "هكذا نكون متأكدين من وصول التبرعات إلى النازحين فهو يقوم بتوزيعها وشراء أغطية من المال المتبقي من التبرعات".

وتوضح هازه كيف عملت على شرح أوضاع النازحين في العراق أمام الألمان في مدينة غيلدرن قائلةً: "عملت من خلال عدة ندوات في المدارس والمنظمات على شرح حالة النازحين العراقيين في العراق بالصور والفيديوات إضافة إلى الإحصائيات بأعدادهم والتي استندت بها على تقارير الأمم المتحدة". من خلال هذه الندوات تمكنت هازه خلال شهر فقط مع بقية المتطوعين من شحن أكثر من 2000 كغم من الملابس الدافئة للأطفال وجمع أكثر من 1000 يورو والتي استخدم بعضها لتسديد إجور الشحن والبعض الآخر لشراء 850 غطاء للعوائل النازحة.

متطوعون يعملون على ترتيب الملابس الشتوية للنازحينصورة من: H. Wnasih

تطوع اللاجئين يخفف الشعور بالذنب

والجدير بالذكر بأن هازه ليست اللاجئة الوحيدة التي تعمل على جمع التبرعات، فبجانبها يعمل أربعة لاجئين آخرين منهم عراقيون وسوريون، الذين يشاركوها العمل التطوعي في المنظمة.

 قتيبة، اللاجئ السوري، الذي كرس وقته وجهده بالعمل التطوعي مع هازه، وصف خلال حديثة مع DW عربية عمله التطوعي بالإنساني وقال: "التحقت بفريق هازه التطوعي من خلال دورة تعليم اللغة الألمانية التي كنا ندرس فيها معاً وأنا سعيد بمساعدة النازحين في العراق، فهذا ما كنت أقوم به أيضاً ضمن مجموعة إغاثية في سوريا".

يعتبر قتيبة أن العمل التطوعي ومساعدة الآخرين لا علاقة له بأي دين أو بلد، فهو عمل إنساني هدفه إيصال المساعدات إلى المحتاجين في أي مكان. ويضيف قتيبة معبراً عن حزنه لعدم استطاعته مساعدة النازحين في سوريا قائلاً: "بسبب صعوبة وصول المساعدات إلى سوريا لا أستطيع في الوقت الحالي أن أعمل شيئا للأبناء بلدي، لكن هذا لا يعني أن لا أقوم بمساعدة نازحين آخرين"

اثنان من المتطوعين العرب في قاعة جمع التبرعاتصورة من: H. Wnasih

ويذكر المسؤول عن المنظمة السيد فيلدمان بأن المنظمة لا تعمل مثل هذه المشاريع التطوعية  للأول مرة، فمنذ عشرات السنيين تقوم بأعمال مشابهه ولديهم حاليا مشاريع إخرى في سري لانكا ورومانيا.

ويواصل السيد فيلدمان حديثه معDW عربية بالإشارة إلى عمل اللاجئين معهم واصفاً إياه بالرائع ويوضح قائلاً: "عمل اللاجئين معي من سوريا والعراق هو لشئ رائع وأنا أعتقد بأنهم من خلال هذا العمل التطوعي يحرصون على إساعد غيرهم فهم يشعرون بالواجب تجاه كل من مر بظروفهم وخاصة لعيشهم في بلد آمن بينما كثير من اللاجئين يعيشون في أماكن غير آمنة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة". ومن خلال حديث قتيبة مع DWعربية أوضح بأن عمله التطوعي هو لشئ بديهي وإنساني بالأخص بالنسبة إليه بعد ما مر به من ظروف قاسية ومعاناة في سوريا.

 

زينب الخفاجي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW