هرب علاء من جحيم الحرب في سوريا ولجأ إلى ألمانيا العام الماضي وقضى وقتا صعبا في أحد مراكز اللاجئين قبل أن يتم الموافقة على طلب اللجوء. علاء يستعد لحياة جديدة وسكن جديد، عازم على المضي قدما في التأقلم مع حياته الجديدة.
صورة من: DW/Claudia Dehn
إعلان
علاء حود قدم في خريف 2014 إلى ألمانيا هاربا من سوريا، بعد أن كادت رحلته أن تكلفه حياته. وهو من ضمن العشرات من اللاجئين الذين يعيشون حاليا في منطقة "راديفورمفالد" التي تقع محاذية لمدينتي كولونيا ودوسلدورف في ولاية شمال الراين وستفاليا. علاء يعيش في مبنى كان مدرسة ابتدائية في السابق. ويتقاسم حجرة مساحتها 20 مترا مربعا مع ثلاثة لاجئين آخرين. هي حجرة متواضعة والرفاهية الوحيدة الموجودة بها هي الصندوق الأسود المركب على حائط الحجرة الذي يبعث بالإشارات لخدمة الإنترنت اللاسلكية.
وهي وسيلة الاتصال التي تمكن علاء من التواصل مع العالم الخارجي حيث يقوم على سبيل المثال بمشاهدة الأفلام على هاتفه الجوال. "الأمر يكلف 5 يوروهات في الشهر"، يقولها مبتسما لإخفاء عناء العيش في مركز اللاجئين. "كل شيء على ما يرام"، يقول علاء بالألمانية وهي جملة يكررها كثيرا طوال ليوم.
لن يفتقد علاء مركز اللاجئين في منطقة "راديفورمفالد" حين ينتقل إلى مدينة بون الألمانية. لكنه، ومما لاشك فيه، سيفتقد رفقاءه في الحجرة:"لقد أصبحوا مثل عائلتي في الأشهر العشرة الماضية"، يقول علاء ابن الثمانية والعشرين عاما خلال مغادرته للمكان.
أغلب من يسكنون هنا في نفس سنه، ويأتي أغلبهم من العراق وسوريا وإريتريا. وقصصهم متشابهة وهذا ما يجمعهم. ولكن في العادة لا يبكي الرجال، بل يلقون بعض العبارات المتهكمة للتعبير عن أنهم سيفتقدون زميلهم علاء. علاء لا يملك الكثير من الأمتعة سوى حقيبتين وكيسا بلاستيكيا . لذلك فعملية انتقاله إلى مدينة بون سهلة.
المحطة التالية: بون
"الوقت الذي قضيته في منطقة "راديفورمفالد " كان مرحلة انتقالية"، يحكي علاء وهو في طريقه إلى مدينة بون. "الانتظار كلفني الكثير من الطاقة والأعصاب. 10 أشهر قضيتها منتظرا. الكثير من اللاجئين يشعرون بأن الوقت يسرق منهم و الكثير منهم يصابون بالاكتئاب ".
فألمانيا أصبحت بلدي الآن. ولذلك يجب أن أتعلم اللغة"صورة من: DW/Claudia Dehn
علاء يقع تحت ضغط بناء حياة جديدة في ألمانيا وأن يعجل بقدوم أسرته أيضا إلى ألمانيا. ولكنه تخطى حتى الآن الكثير من العقبات، من أهمها أن مصلحة الهجرة واللجوء الألمانية قبلت طلب اللجوء الذي تقدم به. وهذا يعني أنه يمكنه البحث عن وظيفة وسكن في أي مكان في ألمانيا. ولكن الطريق أمام اللاجئين ليس مفروشا بالورود. فللبحث عن سكن، "هناك الكثير من الناس الذين يستغلون هذه الفرصة ليتقاضوا مبالغ هائلة لكي يجدوا لك مكانا للسكن"، يحكي علاء تجربته في رحلة بحثه عن سكن مناسب.
وقد وجد بالفعل حجرة في شقة مشتركة في مدينة بون خلال تصفحه لمواقع الانترنت. وقبل أن يتم قبوله للحصول على هذه الحجرة تعرف على بقية السكان. نيكولاس إشتاري،26 عاما، يعمل في جامعة راين-بون-زيغ وهو أحد قاطني هذه الشقة المشتركة:"حين تعرفنا عليا عرفنا أنه الشخص المناسب للحصول على الحجرة. لقد تحدثنا معه لمدة ساعة كاملة حينما تعرفنا عليه أول مرة". أما علاء، من جانبه، فيعلق: "هم أناس طيبون. لقد شعرت بذلك على الفور". وهو سعيد بأنه سيتقاسم شقة يسكنها شباب ألماني، فهي "منفعة مشتركة للجميع"، على حد تعبيره.
حاويات وخيام وآمال كثيرة - كيف تأوي ألمانيا اللاجئين إليها
من المنتظر أن يتم استقبال حوالي 450 ألف لاجئ في ألمانيا، فأين سيقيمون؟ وكيف سيتم تأمين معيشتهم؟ في هذه الجولة المصورة نستعرض استعدادات مختلف المدن والبلدات لاستيعاب هذه الأعداد من اللاجئين من مختلف أنحاء العالم.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/P. Kneffel
عند وصول اللاجئين إلى ألمانيا، يتم إيواءهم بداية في مثل هذه المراكز لمدة ثلاثة أشهر قبل توزيعهم على المدن والبلدات الألمانية. الصورة هي لمركز لإيواء 850 لاجئ في مدينة تريير بولاية راينلاند بفالس،غرب ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Tittel
يفوق عدد اللاجئين الطاقة الاستعابية للكثير من مراكز إيواء اللاجئين. وقد تم تحويل بعض القاعات الرياضية إلى أماكن مؤقتة لاستضافة اللاجئين، على غرار هذه القاعة في مدينة هام، شمال ألمانيا، والتي تم تقسيم مساحتها البالغة 2700 متر مربع إلى غرف مؤقتة ب 14 سريرا في كل غرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
كانت مدينة آخن مجبرة منتصف يوليو/تموز على إيجاد أماكن مناسبة لإيواء 300 لاجئ قدموا دفعة واحدة إليها. ولم يكن للسلطات من إمكانية لإيوائهم جميعا عدا في مدرسة ثانوية. وقامت منظمات الإغاثة على غرار اليوهانيتر بتوفير أسرة وتحويل قاعات التدريس إلى غرف لاستضافة اللاجئين.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/R. Roeger
في ولاية سكسونيا-أنهالت، شرقي ألمانيا، قامت السلطات برفع الطاقة الاستيعاب للاجئين من خلال توفير خيام يتم استخدامها بشكل مؤقت خلال فصل الصيف إلى حين نقلهم إلى مآوي أخرى قبل حلول فصل الشتاء.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/J. Wolf
يوجد أحد أكبر مخيمات اللاجئين في ألماينا حاليا في مدينة دريسدن، عاصمة ولاية سكسونيا، شرقي ألمانيا، حيث يتواجد بها نحو ألف لاجئ من 15 بلد. ظروف العيش هناك صعبة حيث يتعين على اللاجئين الوقوف في صف طويل والانتظار للحصول على وجبات الطعام أو لقضاء حاجاتهم البشرية.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/A. Burgi
فضلت مدن أخرى استخدام الحاويات السكنية لرفع طاقتها الاستيعابية للاجئين الجدد. في مدينة تريير مثلا تم الشروع في استخدام هذه الحاويات منذ عام 2014، ويعيش فيها نحو ألف لاجئ.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/H. Tittel
رجال الإطفاء بصدد إخماد نيران أضرمت في 18 من يوليو/تموز في أحد المقرات المخصصة لإيواء اللاجئين في بلدة ريمشينغن الواقعة في ولاية بادن فورتينبيرغ، جنوبي ألمانيا. وقد تكررت في ألمانيا مثل هذه الاعتداءات، خاصة في الشرق والجنوب التي تعكس بعض المواقف الرافضة لقدوم اللاجئين.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل يتحدث مع أطفال في أحد مراكز إيواء اللاجئين في ولاية ماكلينبورغ-فوربوميرن، شمالي ألمانيا. السياسي الألماني يريد أن يطلع بنفسه على ظروف عيش اللاجئين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
في بعض البلدات الألمانية مثل بلدة إيكينتال، الواقعة بالقرب من ميدنة نورينبيرغ، جنوبي ألمانيا، قامت السلطات ببناء مقرات جديدة لإيواء نحو 60 لاجئا. ومن المقرر الانتهاء من أشغال البناء بحلول عام 2016
صورة من: Picture-Alliance/dpa/D. Karmann
إلى حين الانتهاء من أعمال البناء، يتعين على اللاجئين السكن في خيام. وفي أحد المنتزهات في مدينة ميونخ الألمانية قام 170 من العاملين لدى منظمات إغاثية أو في المطافئ الألمانية بنصب خيام وتوفير نحو 300 سرير لإيواء اللاجئين بشكل مؤقت.
صورة من: Picture-Alliance/dpa/S. Hoppe
10 صورة1 | 10
اللاجئون إثراء للمجتمع
نيكولاس إشتاري من جانبه يعبر عن امتعاضه من تفكير بعض الألمان وأفكارهم المسبقة الخاطئة تجاه اللاجئين. هي أمور تثير الذعر لدى الناس، حسب نيكولاس. في حين يرى نيكولاس أن علاء يعد أغناء للمجتمع الألماني، حتى وإن تعلق الأمر بمجرد "التحدث معه بالإنجليزية أو التعرف على بعض وصفات الأكل السوري"، يقول نيكولاس ضاحكا. وإذا ما كان علاء سيتحدث مع نيكولاس بالإنجليزية فعلا فهذا مازال أمرا غير معروف. فعلاء يخطط لتعلم اللغة الألمانية، "فألمانيا أصبحت بلدي الآن. ولذلك يجب أن أتعلم اللغة الألمانية".