سعد القصاب، قصة نجاح لاجئ سوري تمكن خلال فترة قياسية من اجتياز عائق اللغة، والذي أدى إلى حرمانه من التعليم، ليصبح أفضل طالب بعد اختياره من قبل المدرسة، والحصول بعدها على منحة في الكلية بعد تفوقه في امتحان القبول.
إعلان
قد تكون قصة سعد القصاب رحلة غير مألوفة منذ البداية، حيث اضطر أن يهرب من الملاحقة في سوريا، في رحلة محفوفة بالمخاطر ليصل أستراليا، إلا أن الصعوبات ظلت تلاحقه خاصة بعد أن رفضت المدارس استقباله بسبب مستواه السيء في اللغة الإنجليزية.
وعندما وصل سعد إلى مدينة ملبورن سنة 2014 هو وعائلته، كان لديه هدف واحد وهو أن يذهب إلى المدرسة، ووفقا لراديو AW3، الذي أجرى معه مقابلة، فإن لغة اللاجئ السوري كانت سيئة حقا بحسب اعتراف القصاب نفسه، ما أدى إلى عدم حصوله على مقعد دراسي. ويوضح سعد: "قالوا لي إنه علي تعلم اللغة الإنجليزية، وهو ما قد يستغرق سبع سنوات حتى أصل إلى المستوى المطلوب بحسب ما فهمت". وتابع "كنت في الواقع، قبل الحرب، أتمنى أن لا أذهب إلى المدرسة مرة أخرى، ولكن شعرت بالذنب بعد أن تم حرماني من التعليم"
وكان سعد عمره 14 عاما فقط عندما بدأت الثورة في بلاده عام 2011، وقال إنه لم يذهب إلى المدرسة هناك، إذ تحولت المباني العامة إلى مخيمات للاجئين أو قواعد للجيش.
وبسبب الحرب اضطرت العائلة للانتقال من ضاحية إلى أخرى، هربا من القنابل. ثم عبرت الحدود إلى لبنان، ثم توجهت العائلة إلى مصر حيث بقيت لمدة سنة، قبل أن تنتقل إلى ملبورن في أستراليا.
تعلم اللغة الإنجليزية
ويقول سعد إنه بدأ بتعلم اللغة الإنجليزية بجدية مع أخيه الأصغر بعد أن شاهد على جهاز التلفاز جلسة للبرلمان الاسترالي، وشاهد مساءلة لرئيس الوزراء في البرلمان، وبحسب اللاجئ السوري فإنه اكتشف أن متابعة هذه الجلسات هي الأفضل لتعلم اللغة الإنجليزية ويوضح "إنهم (أي النواب) يتحدثون بفصاحة في البرلمان، كما أنهم يتحدثون ببطء، ويمكنك العثور على الكلمات بعدها بسهولة."
ويقول سعد استمتعت جدا وأنا أشاهد هذه الجلسات، خصوصا أنها كانت مختلفا جدا عما عاصرناه في سوريا. ويقول سعد: "في سوريا لا يوجد هذا (الحوار)، إنه نظام الدكتاتور، وكل ما يفعله النواب هو التصفيق".
واستطاع سعد أن يتخرج خلال مدة وجيزة (عام ونصف تقريبا) من واحدة من أكبر المدارس الثانوية الكاثوليكية في أستراليا والحصول على علامات مرتفعة واختياره كأفضل طالب متميز، كما حصل سعد بعدها على معدل 96.65 عبر امتحان القبول الأسترالي لطلاب الجامعات (ATAR) ليتمكن بعدها من الحصول على منحة من كلية سيدنهام، في شمال غرب ملبورن.
وعن هذا يقول سعد القصاب إن "عائلته كانت سعيدة جدا، ومع ذلك فإن الفرح يبقى ناقصا جراء الأوضاع الصعبة في سوريا"، وتأمل العائلة أن يتمكن سعد من دراسة الطب حتى يتمكن من مساعدة الآخرين.
ع.أ.ج/ف.ي
مشاهير لم نعلم أنهم لاجئون
هربوا من بلادهم ربما لفترة قصيرة مؤقتة، ولكن الشهرة والنجاح والفرص كانت بانتظارهم لتحدث تغييراً كبيراً في مسار حياتهم وخططهم: ممثلون، وموسيقيون، وسياسيون، وعلماء. تعرَّفْ على 10 مشاهير لم تكن تعلم أنهم لاجئون.
صورة من: Imago/StockTrek Images
مارلينيه ديتريش
المغنية والممثلة الألمانية مارلينيه ديتريش التي تميزت بصوتها الجذاب وعيونها الساحرة. حصلت على الجنسية الأمريكية في عام 1939 بعد أن هاجرت من ألمانيا النازية. لاجئة بارزة، انتقدت هتلر بكل جرأة وغنت للقوات الأمريكية خلال الحرب في حين حُظرت أفلامها في ألمانيا. ولكنها قالت: "ولدت ألمانية وسأظل ألمانية إلى الأبد".
صورة من: picture-alliance/dpa
هنري كيسنجر
كان أستاذاً في جامعة هافارد في العلاقات الدولية ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الـ56 السابق. ومن أهم مؤسسي السياسة الخارجية الأمريكية. في عام 1938 هرب كيسنجر، المولود في بافاريا بألمانيا، مع عائلته إلى الولايات المتحدة خوفاً من الاضطهاد النازي. ومع ذلك قال كسنجر وهو في عقده التاسع: " مازالت ألمانيا جزء مني".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schiefelbein
مادلين أولبرايت
ولدت مادلين أولبرايت في ما يعرف اليوم بجمهورية التشيك، وهربت مع أهلها إلى الولايات المتحدة في عام 1948 عندما تسلم الشيوعيون الحكم في التشيك. وانخرطت في العمل السياسي لتتسلم أعلى منصب في الحكومة الأمريكية وتكون بذلك أول امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية (1997-2001).
صورة من: Getty Images/AFP/S. Loeb
ألبرت أينشتاين
عالم فيزياء يهودي ألماني، عرف بالنظرية النسبية وحاز على جائزة نوبل في الفيزياء. أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة في عام 1933 توضح له جلياً عدم التمكن من العودة إلى بلده بسبب النازيين. كانت مشاعره مختلطة عن الحياة في المنفى. وكتب ذات مرة بأنه محظوظ بفرصة العيش في برينستون إلا أنه يشعر بالعار لأنه يعيش بأمان في حين أن الآخرين في بلده يعانون الأمرين.
صورة من: Imago/United Archives International
جورج فايدنفيلد
ولد في فيينا في عام 1919، هاجر الناشر اليهودي اللورد جورج فايدنفيلد إلى لندن بعد أن ضمت النازية النمسا. شارك في تأسيس شركة للنشر، وشغل منصب مدير مكتب الرئيس الأول لإسرائيل. ومول حملات إنقاذ المسيحيين في العراق وسوريا. ومن أحد أقواله:" لا يمكنني إنقاذ العالم.. ولكن يتوجب علي سداد ديوني".
صورة من: picture-alliance/dpa/N.Bachmann
بيلا بارتوك
لم يكن المؤلف الموسيقي المجري الموهوب، وعازف البيانو اللامع بيلا بارتوك يهودياً، إلا أنه كان ضد نهوض النازية واضطهاد اليهود. انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 1940. ومن أحد أقواله: "الفكرة الرئيسية التي تهيمن علي هي أن الأخوة البشرية فوق كل الصراعات".
صورة من: Getty Images
ميلوس فورمان
ولد المخرج والممثل ميلوس فورمان في عام 1932 في التشيك وغادرها متجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد ربيع براغ في عام 1968. حيث رُشح فلمان له لجائزة الأوسكار، وهما: (One Flew Over the Cuckoo's Nest) عام 1975 و(Amadeus) عام 1984.
صورة من: picture-alliance/abaca/V. Dargent
ايزابيل الليندي
حصل الانقلاب على الرئيس التشيلي سيلفادور الليندي، عمّ الروائية إيزابيل الليندي في عام 1973. ونُفيت الأديبة التشيلية على إثر ذلك إلى فنزويلا بعد تعرضها للتهديد المباشر، ومن ثم استقرت في الولايات المتحدة الأمريكية. وصفت رواياتها بالواقعية السحرية ورشحت لجوائز عالمية. من أهم أعمالها: "بيت الأرواح" و "إيافا لونا".
صورة من: Koen van Weel/AFP/Getty Images
ميريام ماكيبا
كانت تلقب بـ (أم أفريقيا). أثار نشاطها ضد النظام العنصري غضب السلطات في بلدها جنوب أفريقيا مما دفعهم لتجرديها خلال جولتها في الولايات المتحدة الأمريكية ومنعها بذلك من العودة إلى ديارها. حازت أغنيتها (باتا باتا) على المرتبة الأولى عالمياً. عاشت هذه المغنية الأسطورة في الولايات المتحدة وغينيا قبل أن ترى بلدها مجدداً بعد عدة عقود في المنفى.
صورة من: Getty Images
الثور الجالس (سيتينغ بول)
من أشهر قادة الهنود الحمر، سكان أميركا الأصليين، في التاريخ. هل تعلم بأنه قضى عدة سنوات من حياته كلاجئ؟ هرب إلى كندا في عام 1877 بعد معركة لتل بيغ هورن شرقي مونتانا بأمريكا. عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1881 حيث أُسر وأطلق سراحه وأبقي تحت المراقبة لاحقاً.