علق شاب سوري في مطار كوالالمبور، بماليزيا لحوالي الـ9 أشهر وعاش أوقاتاً صعبة، بعد أن منع من دخول البلاد بسبب التأشيرة. غير أنه قد حصل مؤخراً على الإقامة الدائمة في كندا. فكيف تم ذلك دون مغادرته لمطار كوالامبور؟
إعلان
حصل لاجئ سوري تقطعت به السبل لأشهر في مطار ماليزي على إقامة دائمة في كندا وهو في طريقه إلى فانكوفر، بحسب ما أعلن محاميه يوم الثلاثاء (27 تشرين الثاني/ نوفمبر).
وباتت قضية اللاجئ حسن القنطار معروفة على نطاق واسع بعد أن نشر على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهره وهو يقتات من وجبات طعام تبرعت بها شركات طيران، أو يستحم ويقص شعره في حمامات أحد مطارات كوالالمبور.
وعلق القنطار في كوالالمبور منذ آذار/مارس، بعد أن منع من دخول ماليزيا لمسائل تتعلق بالتأشيرة. كما لم يتمكن من السفر إلى دول أخرى، وتم توقيفه الشهر الماضي.
وقال الرجل البالغ من العمر (36 عاماً) في فيديو نشره على "تويتر" أمس الاثنين (26 تشرين الثاني/ نوفمبر) "أعرف أنني أبدو وكأنني خرجت من العصور الحجرية والوسطى. آسف لذلك"، فيما بدت عليه علامات التعب ونمت لحيته. وأضاف: "في السنوات الثماني الأخيرة، كانت الرحلة صعبة وطويلة. وفي الأشهر العشرة الماضية كانت صعبة جداً وباردة".
وأعلن المسؤولون الماليزيون في وقت سابق أنهم سيعملون مع السلطات السورية لترحيله إلى بلاده، التي تشهد نزاعاً. غير أن محاميه أندرو بروير قال إن السلطات أحضرت القنطار مباشرة إلى مطار كوالالمبور يوم أمس قبل أن تضعه على متن طائرة متوجهة إلى فانكوفر. وقال بروير إن السلطات الكندية اعتبرت موكله لاجئاً ومنحته الإقامة الدائمة بموجب برنامج اللاجئين. وأضاف: "بالطبع سررنا جداً لأن ماليزيا وافقت على ما يبدو والتزمت بالقانون الدولي".
وفي شريط الفيديو، يقول القنطار إنه سيعبر ترانزيت في تايوان وسيصل إلى "الوجهة النهائية" في اليوم التالي. ويتابع "ما كنت لأنجح في ذلك بدون دعمكم ودعواتكم جميعا".
القنطار ليس طالب اللجوء الوحيد الذي احتجز في مطار لفترة طويلة. ففي عام 2015، أمضت أسرة عراقية أكثر من شهرين في حجرة تدخين في مطار بموسكو، وعاشت على ما كان يقدمه المسافرون لها من طعام وماء.
وفر ملايين السوريين من نزاع مدمر في بلادهم مستمر منذ سبع سنوات أودى بحياة أكثر من 350 ألف شخص.
ر.ض/ع.ش (أ ف ب)
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.