عثر لاجئ سوري في ألمانيا على كنز من آلاف اليوروهات، لكنه سارع إلى تسليم المبلغ الضخم إلى الشرطة. وتقديرا له على صدقه و "سلوكه المثالي والبطولي"، وعدت مدينة ميندن الشاب بمكافاة مالية هامة. تعرف على التفاصيل.
إعلان
ذكرت الشرطة في مدينة ميندن الألمانية أن لاجئا سوريا (25 سنة) قام بتسليمها أموالا قيمتها 150 ألف يورو. وعثر الشاب السوري على مبلغ 50 ألف يورو نقدا، بالإضافة إلى دفاتر ادخار برصيد يبلغ 100 ألف يورو كانت مخبأة في رف سري داخل خزانة حصل عليها في شكل تبرع من إحدى الجمعيات الخيرية.
ولم يتردد الشاب السوري في إبلاغ مكتب الأجانب في المدينة، ليبلغ بدوره مصالح الشرطة في مدينة ميندن، بعد تأكده من أن الأموال غير مزورة. وقامت الشرطة بالثناء على أمانة اللاجئ وقالت: "لقد قام هذا الشاب بتصرف مثالي وهو يستحق إطراءا كبيرا".
من جهة أخرى ذكرت الشرطة أنه من النادر جدا أن يتم الإبلاغ عن أموال ضائعة كالتي عثر عليها الشاب السوري. في المقابل ذكرت المتحدثة الرسمية لمدينة ميندن في ولاية شمال الراين وستفاليا أن من "حق الشاب السوري الحصول على نسبة ثلاث بالمائة من قيمة المبلغ أي ما يساوي 4500 يورو".
يذكر أن اللاجئ السوري وصل إلى ألمانيا في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحيدا، في حين ظلت عائلته في سوريا. واستقر به الحال في مدينة ميندن غربي ألمانيا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وأشارت الشرطة أنها لم تعثر إلى الآن على المالك الحقيقي للأموال الضائعة.
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)