لاجئ سوري يقدم شهادة ضد أنيس عمري أمام لجنة برلمانية
١٧ يناير ٢٠١٩
قال لاجئ سوري كان يتقاسم السكن مع منفذ هجوم الدهس الإرهابي في برلين، إنه أطلع مدير نزل اللاجئين على الميول المتطرفة للتونسي أنيس عمري عام 2015، إلا أنه لم يتم الاستماع له من قبل المسؤولين وسلطات الأمن إلا بعد الهجوم.
إعلان
صرح شريك سابق بالسكن لمنفذ هجوم الدهس الإرهابي ببرلين في نهاية عام 2016، أنيس عمري، اليوم الخميس (17 كانون الثاني/يناير 2018) أمام لجنة التحقيقات بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" أنه كان قد دق ناقوس الخطر في وقت مبكر للغاية عن الميول المتطرفة لدى التونسي أنيس عمري.
وقال السوري محمد ي. (26 عاما) اليوم إنه أطلع مدير نزل اللاجئين بمدينة إمريش غربي ألمانيا، الذي شارك فيه الغرفة مع عمري طوال شهر، على مخاوفه تجاه الأخير في خريف عام 2015 عن طريق مترجم فوري صديق له.
وأضاف أنه تحدث أيضا خلال جلسة استماع بالهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين (بامف) في صيف عام 2016 بشكل تفصيلي عن أنه يعتبر عمري متطرفا، موضحا أنه تلقى هناك للمرة الأولى انطباعا بأنه يتم الإصغاء له بانتباه، ولكنه أشار إلى أنه لم يتم الاستماع له من قبل مسؤولي الشرطة أو سلطات الأمن إلا بعد حدوث الهجوم.
سكان برلين: إذا أستسلمنا للخوف فسنخسر
01:38
يذكر أن عمري نفذ هجوم الدهس بشاحنة في سوق عيد الميلاد في 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2016. وأودى الهجوم بحياة 12 شخصا، وإصابة 70 آخرين، من بينهم أفراد أصيبوا بإصابات خطيرة. وفر عمري من ألمانيا عقب تنفيذ الهجوم، ولقى حتفه بعد ذلك بأيام قليلة برصاص الشرطة الإيطالية خلال محاولته الفرار من إحدى نقاط التفتيش.
وأضاف الشاهد اليوم أنه رأى بالصدفة في مفكرة لعمري علما لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأبلغ مدير النزل عن ذلك، لافتا إلى أن عمري كان -وفقا لتقييمه- شخصا يمكن توقع الشر منه.
وتابع الشاب السوري أن أنيس عمري تحدث بصورة متكررة عبر برنامج سكايب مع أصدقاء عن خطط للتوجه إلى سوريا والانضمام للجهاد ودعا شركاء السكن الثلاثة لذلك أيضا، كما أشار إلى أن عمري كان يشاهد مقاطع فيديو لعمليات انتحارية.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري