في أعقاب إعلان النتائج النهائية للانتخابات الألمانية وتأكيد تفوق الحزب الاشتراكي الديموقراطي على منافسه المسيحي الديمقراطي، اعترف أرمين لاشيت، بارتكاب أخطاء في المعركة الانتخابية.
إعلان
اعترف مرشح تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي لمنصب المستشار، أرمين لاشيت، بارتكاب أخطاء في المعركة الانتخابية. جاء ذلك في الجلسة التأسيسية لكتلة التحالف المسيحي بعد تقليصها في ضوء نتائج انتخابات البرلمان الاتحادي التي جرت أول أمس الأحد. ونقل مشاركون في الجلسة التأسيسية للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي عن لاشيت قوله إنه ارتكب أخطاء كمرشح رئيسي للتحالف وأعرب عن أسفه الشديد لهذا وقال إنه يود أن يقدم اعتذاره للذين تأثروا بهذه الأخطاء. ونقلت هذه المصادر عن رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف رالف برينكهاوس قوله إن لاشيت لم يصل إلى الناخبين. من جانبه، وجّه زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الشكر للنواب على معاركهم الشرسة التي خاضوها في الانتخابات.
وصرح لاشيت بأنه لا يزال يرى أن هناك فرصا لتشكيل ائتلاف حاكم مع الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر والمعروف باسم ائتلاف جامايكا (الذي يجمع بين ألوان الأحزاب الثلاثة الأسود والأصفر والأخضر). ونقل المشاركون في الجلسة عن لاشيت قوله إن هؤلاء الذين انتخبوا التحالف قالوا: "لا تستسلموا بمثل هذه السرعة في تشكيل ائتلاف جامايكا" مشيرا إلى وجود إشارات قوية من جانب الحزب الليبرالي نحو التحالف المسيحي.
فيما اعتبر الحزب البافاري المحافظ، حليف حزب أنغيلا ميركل، أن الاشتراكيين-الديموقراطيين الذين تصدروا نتائج الانتخابات الألمانية يحظون بأولوية لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي ماركوس زودر إن زعيم الحزب الاشتراكي-الديموقراطي "أولاف شولتس يملك فرصا أكبر ليصبح مستشارا الآن، هذا واضح".
وأوضح زودر "لا يمكن تبرير أي تفويض للحكم أخلاقيا استنادا إلى هذه النتيجة الانتخابية" التي سجلها المحافظون الأحد وهو أسوأ أداء لهم منذ العام 1949. وكان زودر ينوي الربيع الماضي الترشح لمنصب المستشار إلا انه تنحى لصالح لاشيت رغم انه أقل شعبية منه. وأكد "لا يمكن إعادة تفسير نتيجة الانتخابات (..) يجب القبول بها، هذه قاعدة أساسية في النظام الديموقراطي".
من جهته شدد زعيم كتلة الاتحاد المسيحي الاجتماعي في البرلمان ألكسندر دوبرينت على أن "الحزب الاشتراكي-الديموقراطي لم يتقدم بكثير إلا انه تقدم على حزبي الاتحاد" المشكل من الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي" بنتيجة الانتخابات التشريعية. وأضاف "لا يمكننا تاليا أن نطالب بحق تشكيل الحكومة تلقائيا" و"علينا ان ندرك أن الخضر والحزب الديموقراطي الحر يجب أن يكونا أول من يناقش مع الاشتراكيين-الديموقراطيين" بغية تشكيل الحكومة المقبلة.
ويضيق الخناق على لاشيت الذي تخلى عنه أيضا نواب أو كوادر عدة من حزبه. وفي حال انسحب الاتحاد المسيحي الاجتماعي من تحالفه مع حزب ميركل، لن يتمكن هذا الأخير حتى من محاولة تشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين لعدم حصوله على عدد كافٍ من المقاعد من دون البرلمانيين البافاريين.
وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا قد أعلن أنه يأمل في إجراء محادثات مع حزب الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن تشكيل حكومة ثلاثية. وقال أولاف شولتس، المرشح ليكون أول مستشار للحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ تولي ميركل المنصب عام 2005، إنه يأمل في إحراز تقدم. وأضاف شولتس على تويتر "أنا متفائل. سننجح في بناء ائتلاف عن طريق البراجماتية والاستعداد للتعاون".
صور ولقطات من يوم الاقتراع.. ملامح خريطة سياسية جديدة في ألمانيا؟
أكثر الانتخابات البرلمانية سخونة منذ 16 عاما تشهدها ألمانيا بطولها وعرضها. أكثر من 60 مليون ناخب يحق لهم اختيار نواب يمثلونهم في البوندستاغ. ومن هناك سيتم اختيار المستشار أو المستشارة لألمانيا. جولة في يوم الانتخابات.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
الأوفر حظا لمنصب المستشارية
أوضحت التوقعات حصول الاشتراكيين على ما يتراوح بين 25 و26% فيما حصل التحالف المسيحي على ما يتراوح بين 24 و25% . اولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي، نجح في كسب ثقة الناخب الألماني من خلال موضوعيته وخبرته خلال الحملة الانتخابية.
صورة من: Habbibal Hanschke/REUTERS
ماذا بعد؟
المرشح عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت الذي تراجع حزبه كثيرا مقارنة بآخر انتخابات جرت عام 2017. خيبة الامل بادية بوضوح على وجوه قيادة الحزب.
صورة من: John Macdougall/AFP/Getty Images
فرحة الإشتراكيين
الاشتراكيون متقدمون في النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية. الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني لارس كلينغبيل أعلن أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
التصويت عبر البريد ..نسبة تاريخية
بلغ عدد الناخبين الذين صوتوا عن طريق البريد في بعض المدن الألمانية 40 بالمائة. الصورة في مركز المعارض الدولي في ميونيخ، حيث تفرز الأصوات القادمة عبر البريد، نتائجها لا تظهر للعلن إلا بعد انتهاء التصويت، كي لا تؤثر على نتائج الانتخابات.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
أجواء بافارية في يوم الاقتراغ
ناخبة بزي بافاريا التقليدي تضع ورقتها الانتخابية في الصندوق في مركز الاقتراع بمنطقة بايرشتزيل في بافاريا. الحزب الحاكم في بافاريا هو الحزب المسيحي الاجتماعي الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي. الحزبان شكلا اتحادا مسيحيا منذ عقود يشكل جبهة المحافظين في الخريطة السياسية الألمانية.
صورة من: Uwe Lein/AFP/Getty Images
الكلب كان حاضراً
كلب قررت صاحبته أن لا تتركه وحيدا في المنزل عند خروجها للتصويت، كما يبدو فإن الكلب يبدو سعيدا بهذا الحدث الديمقراطي.
صورة من: Arne Dedert/dpa/picture alliance
في السر
الانتخابات البرلمانية في ألمانيا سرية، أي يمنع إظهار الاختيارات في الورقة الانتخابية كي لا يمكن التأثير على الناخبين الآخرين. السباق حامي الوطيس بين الاشتراكيين - الديموقراطيين والمحافظين على تولي السلطة خلفا للمستشارة أنغيلا ميركل التي قرّرت الخروج من الحياة السياسية بعدما حكمت البلاد على مدى 16 عاما.
صورة من: Steffi Loos/Getty Images
مركز اقتراع الكنيسة
كنيسة مارينمونستر استعملت كمركز اقتراع. وصل إجمالي عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلى 47 حزبا، ولكل ناخب صوتان أحدهما للمرشح المباشر عن دائرته الانتخابية والثاني للحزب، ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية 299 دائرة.
صورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance
التراخت
التراخت هي بدلة نسائية ترتديها المرأة في جنوب ألمانيا، في ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ. هذه السيدة قررت منح صوتها بالانتخابات، مرتدية الملابس التقليدية في ولاية بادن فورتمبيرغ. يحكم الولاية حزب الخضر ورئيس وزرائها منذ عام 2012 فينفريد كريتشمان، وهي الولاية الأولى التي يحكمها رئيس وزراء من هذا الحزب منذ تأسيسه.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
الأخطاء تلاحق لاشيت
الكاميرات تراقب مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشارية أريمن لاشيت، هذه المرة اصطادته وهو يضع الورقة الانتخابية من دون أن يطويها بشكل صحيح. لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين - فيستفاليا ويعتبر خليفة ميركل في سياستها المؤيدة للتعدية الثقافية.
صورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS
بالكمامة
مرشحة الخضر لمنصب المستشارية أنالينا بيربوك قبيل دخلوها المركز الانتخابي. ارتكبت زعيمة الحزب أنالينا بيربوك سلسلة من الأخطاء قبل الصيف، فاضطرت إلى الدفاع عن نفسها بمواجهة اتهامات بانتحال مقاطع من كتابها وتقاضي علاوات لم تصرح بها، الأمر الذي دفع بحظوظها للوصول إلى المنصب بالتراجع في استطلاعات الرأي.
صورة من: CHRISTIAN MANG/REUTERS
خيبة ما بعد الفرحة
بعد أن كان الحزب متقدما بنتائج الاستطلاعات في قبل أشهر وكانت مرشحته أنالينا بيربوك المرشحة الأوفر حظا لنيل منصب المستشارية، تراجع الحزب بسبب أخطاء المرشحة بيربوك. أظهر استقصاء ما بعد الاقتراع الذي أجرته القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني حصول الخضر على المركز الثالث بنتيجة تتراوح بين 14,5 و15% .
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
اليسار
حفلة لناخبي حزب اليسار، تبدو خيبة الأمل واضحة على الوجوه بعد ظهور نتائج الانتخابات. اذ حصل على 5 بالمائة فقط، حسب نتائج النتائج الأولية التي بثتها القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني.
صورة من: Cathrin Mueller/REUTERS
حزب البديل
حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، حصد ما بين 10 و11 بالمائة من النتائج . لا الإشتراكيون ولا الاتحاد المسيحي يرغب بتشكل ائتلاف يضم حزب البديل.
صورة من: Ronny Hartmann/AFP/Getty Images
خيبة أمل
شباب من الحزب المسيحي الديمقراطي وتبدو خيبة الأمل ظاهرة على وجوههم. بعد 16 عاما من حكم الحزب بقيادة المستشارة ميركل، تراجع الحزب بشكل كبير ليحصد ما نسبته 25 بالمائة حسب النتائج الأولية. إعداد: عباس الخشالي