لاعب كريكيت سابق يفوز بالانتخابات الباكستانية والمعارضة تحتج
٢٧ يوليو ٢٠١٨
رفضت أحزاب باكستانية نتائج الانتخابات التي أظهرت تفوقا واضحا لحزب حركة الإنصاف بزعامة لاعب الكريكيت السابق عمران خان، وتدرس المعارضة إمكانية تحرك مشترك احتجاجا على فوز خان، الذي تعهد في خطاب بالإصلاح ومكافحة الفساد.
إعلان
حقق لاعب الكريكيت السابق عمران خان تقدماً ساحقاً في الانتخابات الباكستانية، لكن حزبه لن يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية، وفقاً لنتائج رسمية بعد فرز الأصوات في 95 بالمئة من الدوائر الانتخابية اليوم الجمعة (27 يوليو/ تموز 2018).
وحصل حزب حركة الإنصاف الباكستانية بقيادة خان على 109 مقاعد في الجمعية الوطنية، مقارنة بـ62 مقعدا لأقرب منافسيه، حزب (الرابطة الإسلامية- جناح نواز) التابع لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، وفقاً للجنة الانتخابات الباكستانية.
وأثار التأخير غير المسبوق في إعلان النتائج الرسمية للانتخابات اتهامات بأن الجيش قام بتزوير الانتخابات لصالح خان. ورفضت كل الأحزاب السياسية تقريبا، باستثناء خان، نتائج الانتخابات وتخطط لعقد اجتماع مشترك في العاصمة إسلام اباد اليوم الجمعة لتحديد كيفية المضي قدما.
الانتخابات الباكستانية
02:49
وأعلن خان فوزه وتعهد بإجراء إصلاحات واسعة النطاق في خطاب متلفز أمس الخميس، حتى قبل بدء ظهور النتائج الرسمية. وذكر حزب "الرابطة الإسلامية-جناح نواز"، بقيادة شريف وحزب "الشعب الباكستاني"، بقيادة الرئيس السابق، آصف زرداري أنهما لن يقبلا النتائج، مستشهدين بما وصفاه بأنها مخالفات واسعة النطاق وصارخة في فرز الأصوات. وقال شهباز شريف، الشقيق الأصغر لنواز شريف، الذي يقود الآن (حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز) "إنها انتخابات مخزية. لا نقبل النتائج".
ودعا مولانا فضل الرحمن، رئيس تحالف من الأحزاب الإسلامية إلى إجراء انتخابات جديدة، قائلا إنها عملية ملوثة وتم التلاعب فيها وغير مقبولة لهم.
ورفضت لجنة الانتخابات الباكستانية الاتهامات بالتزوير، قائلة إن التأخير في إعلان النتائج، ناجم عن خلل في البرمجيات. وكان قد تم نشر أكثر من 370 ألف جندي لتوفير الأمن خلال الانتخابات، بعد أن أسفرت تفجيرات انتحارية دامية شنها متشددون إسلاميون قبل الانتخابات عن مقتل حوالي 180 شخصا.
ص.ش/ع.ج (د ب أ)
إرث غاندي وجناح ـ سبعة عقود من الصراع بين الهند وباكستان
في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1947 انقسمت "الهند البريطانية" إلى دولتين :الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. ويستمر العداء بين الدولتين لحد اليوم على الرغم من بعض الجهود لتحسين العلاقات الثنائية.
صورة من: AP
ولادة دولتين
في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.
صورة من: picture alliance/dpa/United Archives/WHA
شلال الدم
وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Images
حرب 1948
وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
العلاقة بين الولايات المتحد وكندا نموجاً
ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.
صورة من: AP
روايات مختلفة
إلا أن الحكومتان الهندية والباكستانية تقدمان روايات مختلفة جداً عن التقسيم. فبينما تؤكد الهند على حركة المؤتمر الوطني الهندي ضد الحكام البريطانيين - مع غاندي كمهندس رئيسي لها - تركز الكتب المدرسية الباكستانية على "صراع" ضد كل من القمع البريطاني والهندوسي. والدعاية الحكومية في كلا البلدين ترسم بعضها البعض كـ "عدو" لا يمكن الوثوق به.
صورة من: picture alliance/dpa/AP Photo/M. Desfor
توتر العلاقات
وبقيت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان متوترة طيلة العقود السبعة الماضية. وقد ساهمت قضية الارهاب الإسلاموي في توتر العلاقات بين البلدين في السنوات القليلة الماضية واتهمت نيودلهي اسلام اباد بدعم الجهاديين الاسلاميين بشن حرب في كشمير، التي تسيطر عليها الهند، كما تتهم الهند الجماعات التي تتخذ من باكستان مقراً لها بشن هجمات ارهابية على الأراضي الهندية. من جهتها تنفي اسلام اباد هذه الاتهامات.
صورة من: Picture alliance/AP Photo/D. Yasin
المضي قدماً نحو تحسين العلاقات
ويحث كثير من الشباب في كل من الهند وباكستان حكومات بلديهم على تحسين العلاقات الثنائية. ويرى المخرج الوثائقي وجاهات مالك، الذي يتخذ من إسلام آباد مقراً له، أن أفضل طريقة لتطوير العلاقات بين البلدين هي من خلال المزيد من التفاعل بين شعوبهما. وقال مالك لـDW: "التجارة والسياحة هما الطريق نحو تحسن العلاقات بالنسبة لنا. فعندما يجتمع المواطنون معا، ستحذو الدول حذوهم". الكاتب: جانينا سيمينوفا/ إيمان ملوك