لافروف: مستعدون لاستخدام "أي وسيلة" لتجنب هزيمة في أوكرانيا
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يكون الغرب قد "أخذ على محمل الجدّ" استخدام روسيا صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي ضدّ أوكرانيا، محذرا من أن بلاده مستعدة أيضا لاستخدام "أي وسيلة" لمنع "هزيمة استراتيجية".
إعلان
أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بثت الخميس (الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2024) بأن يكون الغرب قد "أخذ على محمل الجدّ" إطلاق بلاده صاروخا فرط صوتي جديدا ضدّ أوكرانيا، محذرا من أن موسكو مستعدة أيضا لاستخدام "كل الوسائل" كي لا تُهزَم في حربها ضد جارتها.
وقال لافروف في مقابلة أجراها معه في موسكو الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسن، المقرّب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، "نحن نرسل إشارات ونأمل في أن تكون الإشارة الأخيرة التي أرسلناها قبل أسبوعين" حين أطلق الجيش الروسي على أوكرانيا صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي، قد "أُخِذت على محمل الجدّ".
وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "أن يفهموا أنّنا مستعدّون لاستخدام أي وسيلة لمنعهم من تحقيق ما يسمّونه هزيمة استراتيجية لروسيا". وشدد لافروف على أن روسيا ترغب في "تجنب أي سوء تفاهم" مع واشنطن وشركائها، محذرا من أنها ستبعث "رسائل إضافية إذا لم يستخلصوا الاستنتاجات اللازمة". وتابع "نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا في شكل عام، مع كل البلدان، وبخاصة مع دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة".
وتأتي هذه التصريحات قبل أقل من شهرين من تنصيب ترامب، في حين تقول إدارة الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته جو بايدن إنها تريد "ضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي".
شكوك حول قدرة روسيا على إرسال تعزيزات إلى سوريا
02:17
وقد اتهم وزير الخارجية الروسي إدارة بايدن بتصعيد النزاع في أوكرانيا "كي تترك لإدارة ترامب إرثا سيئا قدر الإمكان". وقال لافروف "لا نرى سببا يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل مصلحة العالم". وأردف "رسميا نحن لسنا في حالة حرب، لكنّ ما يحصل في أوكرانيا يسميه البعض حربا هجينة، وأود أن أسميه أيضا حربا هجينة. من الواضح أن الأوكرانيين لا يستطيعون أن يفعلوا ما يفعلونه بأسلحة متقدمة بعيدة المدى من دون المشاركة المباشرة لأفراد عسكريين أمريكيين".
ما هو صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي؟
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، استخدمت روسيا للمرة الأولى صاروخ أوريشنيك الفرط صوتي ضد مدينة دنيبرو الأوكرانية، في تصعيد كبير للحرب المستمرّة منذ حوالى ثلاث سنوات.
إعلان
ويمكن لصاروخ "أوريشنيك" البالستي المتوسط المدى (يصل إلى 5500 كيلومتر)، حمل رؤوس نووية، والتحليق بسرعة 10 ماخ أي ثلاثة كيلومترات في الثانية، وفق موسكو.
وقالت روسيا إنها نفذت هذه الضربة ردا على ضربتين شنتهما أوكرانيا على الأراضي الروسية بصواريخ ATACMS الأمريكية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، وهي أسلحة يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.
وإذ حذّر لافروف من أن موسكو "مستعدة لأي احتمال"، أصرّ مع ذلك على أنها "تفضل كثيرا التوصل إلى حل سلمي من خلال المفاوضات على أساس احترام المصالح المشروعة لروسيا".
ومتطرقا إلى الشكل الذي قد يتخذه اتفاق السلام، قال الوزير الروسي إن كييف ستضطر، من بين أمور أخرى، إلى قبول السيطرة الروسية على "مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا". وأكد أن "هذه المناطق أصبحت الآن جزءا من الاتحاد الروسي، وفقا للدستور، وهذا أمر واقع".
وعلّق لافروف أيضا على وصول دونالد ترامب إلى السلطة، واصفا الرئيس الأمريكي المنتخب بأنه "شخص قوي جدا، ويريد تحقيق نتائج، ولا يحب المماطلة في أي شيء كان".
وقد وعد ترامب، الذي يتولى منصبه في كانون الثاني/يناير، بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعا، دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.
وتطرق لافروف أيضا إلى ملف الشرق الأوسط، واصفا الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "عقاب جماعي" للفلسطينيين "يتعارض مع القانون الإنساني الدولي". وقال الوزير الروسي أيضا إنه "قلق جدا" بشأن الوضع في سوريا، قائلا إنه يعتزم إجراء محادثات الجمعة مع مسؤولين أتراك وإيرانيين حول الوضع.
خ.س/ع.ج.م (أ ف ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.