لافروف: مشاورات روسية أمريكية بشأن انسحاب المسلحين من حلب
٥ ديسمبر ٢٠١٦
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سيبحثان في جنيف انسحاب المسلحين من شرق حلب، مشددا أن من يرفض المغادرة سيتم التعامل معه كإرهابي.
إعلان
نقلت وكالة "تاس" الروسية نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المقترح الذي تسلمه من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في روما يتعلق "بتنسيق المسارات والمواعيد لانسحاب جميع المسلحين دون استثناء من شرق حلب". وأضاف أن "المجموعات التي ترفض مغادرة شرق حلب سيتم معاملة عناصرها كإرهابيين ... فرفضهم المغادرة يعني المضي قدما في الصراع المسلح. سيتم معاملتهم وفقا لذلك، كإرهابيين ومتطرفين، وسندعم الجيش السوري في عملياته ضد هذه العصابات المسلحة".
وقال إن خبراء من روسيا والولايات المتحدة سيبحثون في البداية مسارات الخروج والإطار الزمني لانسحاب المسلحين وبعدها سيدخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ. وأوضح لافروف أنه و"خلال المشاورات، سيتفق الجانبان على مسارات مخصصة وجدول زمني لانسحاب جميع المسلحين من شرق حلب. وبمجرد تنسيق الأمر سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ للسماح بعملية الانسحاب". وذكر أنه جرى إرجاء المشاورات إلى السادس والسابع من كانون الأول/ ديسمبر بناء على طلب أمريكي، مضيفا "كنا مستعدون للقاء في جنيف اليوم، إلا أن الولايات المتحدة طلبت التأجيل ليومين"، مرجحا أن تنطلق مساء غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
في صور: معارك بلا هوادة وحرب بلا نهاية - حلب تحت النار
صورة من: Reuters/A. Ismail
"ماذا بقي من حلب؟"، لعل هذا السؤال الذي يطرحه هذا الطفل الذي يتأمل ما خلّفه القصف المتواصل على المدينة الجريحة المنكوبة؟ أو فقط لعله يتساءل عما بقي من بيت أهله وأين سيقضي ليلته دون سقف قد لا يقيه راجمات الأسد ولا قاذفات حلفائه الروس. في غضون ذلك، تتواصل معاناة عشرات الآلاف من سكان حلب...والعالم لا يحرك ساكنا!
صورة من: Reuters/A. Ismail
حتى عندما قصفت الصواريخ التي أطلقتها قوات الأسد مدعومة بقوات روسية المستشفيات، على غرار مستشفى ميم 10 والمعروف باسم "مستشفى الصخور" الواقع في شرق حلب وقُتل اثنان من المرضى وأصيب العشرات منهم، لم يحرك العالم ساكنا. البعض ندد وناشد... والأسد - مدعوما بحلفائه روسيا وإيران وحزب الله - يواصل الحرب على شعبه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وفيما تتفاقم معاناة المدنيين، تحتفل قوات الأسد بتقدمها على حساب فصائل المعارضة في حلب... ودمشق تؤكد أن جيشها سيواصل حملته العسكرية الكبيرة - بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي - لاستعادة السيطرة.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
في غضون ذلك، يشيع الحلبيون يشيعون موتاهم إلى مثواهم الأخير في حرب تعددت فيها الجبهات وتنوعت فيها الأطراف بين من يدعم الأسد جهراً وسراً وبين من يدعم المعارضة بالسلاح بشكل مباشر أو غير مباشر. حرب وُصفت بـ"الوحشية" من قبل الأمم المتحدة، فيما تتحدث الصور التي تصلنا عنها عن "بشاعة" تكاد لا تجد ما يضاهيها في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
ومن لم يحالفه الحظ بالهرب إلى خارج البلاد، يكون مصيره إما الموت أو الإصابة أو العيش في هلع يومي. الأكيد أن أكبر ضحايا هذه الحرب هم الأطفال. فقط بعض الصور التي تصلنا من حلب توثق مدى معاناة هؤلاء: ففي آب/ أغسطس الماضي، صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار وهو يجلس داخل سيارة إسعاف، الملايين حول العالم بعد إنقاذه من غارة استهدفت الأحياء الشرقية في حلب. وما لا نعرفه كان أعظم!
صورة من: picture-alliance/AA/M. Rslan
حتى قوافل المساعدات الإنسانية التي جاد بها المجتمع الدولي للتخفيف بعض الشيء من معاناة المدنيين في حلب لم تسلم من القصف. فقبل أسبوعين تعرضت قافلة مساعدات في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف ما أسفر عن مقتل "نحو عشرين مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية من الشاحنات"، وفق الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
صورة من: picture alliance/newscom/O. H. Kadour
وفيما يبقى المجتمع الدولي عاجزا حتى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حلب وإتاحة المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين المحاصرين، يبقى أصحاب الخوذات البيضاء "الأبطال" في عيون العديد من الحلبيين. رغم الحديد والنار ورغم الصواريخ والقاذفات، ظلوا في مدينتهم لمد يد المساعدة وإنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وبينما يقضي أقرانها في أغلبية دول العالم أوقاتهم في المدرسة أو في اللعب، تجد هذه الطفلة السورية نفسها مجبرة على الوقوف في صف طويل من أجل الحصول على بعض من الطعام الذي توزعه بعض المنظمات الانسانية - طبعا إن سملت هي بدورها من قصف قوات الأسد وقاذفات الطائرات الروسية. بالنسبة للعديد هذه الصورة إنما حالة تبعث للحزن، ولكنها واقع مر لعشرات الآلاف من الأطفال السوريين...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar
وفيما يتحمل العديد من الحلبيين الواقع المر بالكثير من الصبر، نفذ صبر واشنطن خلال مفاوضاتها مع روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وروسيا، التي عبرت طبعاً عن أسفها لذلك، تواصل دعمها للأسد. مراقبون يتحدثون عن لعبة بوتين في الشرق الأوسط من أجل حمل أمريكا وحلفائها الغربيين على إسقاط العقوبات المفروضة على بلاده بشأن دورها في أوكرانيا. إذن سوريا ليست إلا ورقة تفاوض للي ذراع أمريكا؟
صورة من: Getty Images/AFP/J. Samad
في الأثناء يواصل مجلس الأمن الدولي نقاشاته ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لم ينفك يتحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري - وخاصة المدنيين في حلب - ويناشد المجتمع الدولي وخاصة المنخرطين في الصراع السوري بعضا من "الشفقة"... والكل يدين ويكرر الدعوات إلى إيجاد حلول سياسية. فهل من آذان صاغية؟
صورة من: Reuters/A.Kelly
إلى حين إيجاد حل للأزمة السورية... إن وجد أصلا، يبقى العديد من المدنيين في حلب يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت القصف المتواصل دون أن تلوح في الأفق بادرة عن نهاية معاناتهم. فهل من أمل في غد أفضل؟
شمس العياري
صورة من: picture-alliance/AA/E. Sansar
11 صورة1 | 11
وحول اجتماع مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين للتباحث في أمر إقرار هدنة لسبعة أيام في حلب، ندد لافروف بمشروع القرار الذي تقدمت به إسبانيا ومصر ونيوزيلاندا، واصفا إياه بـ"الاستفزاز". وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو أن مشروع القرار "في جزء كبير منه عبارة عن استفزاز ينسف الجهود الروسية الاميركية".
تحطم طائرة روسية في البحر المتوسط
وتزامنت تصريحات لافرورف مع أخرى أدلى بها الجيش الروسي تفيد بتحطم طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 33 في البحر بعدما فشل هبوطها على حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزنيتسوف الموجودة في البحر المتوسط في إطار العمليات العسكرية في سوريا، حسبما نقلت وكالات انباء روسية.
وأوضح بيان الدخالية الروسية أن الحادث وقع بسبب "انقطاع الحبل" الذي يفترض ان يعلق بالطائرة لتخفيف سرعتها عند هبوطها، موضحا أن الطيار نجح في قذف نفسه في الوقت المناسب واستخدام المظلة من دون الإصابة بجروح.
وهي الطائرة الثانية التي تفقدها البحرية الروسية منذ وصول حاملة الطائرات هذه الى قبالة الشواطىء الروسية في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتحطمت في الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر طائرة مقاتلة من نوع ميغ 29 في البحر المتوسط بينما كانت أيضا تحاول الهبوط على حاملة الطائرات نفسها.
وترسو حاملة الطائرات الروسية قبالة الشواطىء السورية منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وتشارك في الضربات الجوية على مواقع للجهاديين والفصائل المسلحة في سوريا. بينما تشنّ المقاتلات الروسية منذ الثلاثين من أيلول/سبتمبر الماضي ضربات جوية لدعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.