في خطوة اعتبرها المراقبون إشارة إيجابية، عاد وزير الخارجية الروسي لافروف اليوم إلى لوزان للمشاركة في المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي. لافروف غادر لوزان يوم أمس وقال إنه سيعود إذا توفرت فرص واقعية لاتفاق.
إعلان
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء (31 آذار/مارس 2015) إلى لوزان، حيث تتقدم المفاوضات الماراتونية حول الملف النووي الإيراني لكن "ببطء"، كما قال مفاوض إيراني. وكان لافروف غادر لوزان أمس الاثنين واعدا بالعودة إذا ما توافرت "فرص واقعية" للتوصل لاتفاق.
ويحاول وزراء خارجية مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا) وإيران، تسوية المسائل الأخيرة للإعلان عن اتفاق حول الملف النووي الإيراني الشائك قبل نهاية الموعد المحدد في منتصف هذه الليلة 31 آذار/ مارس. وقد اجتمعوا بعد الظهر وانضم إليهم لافروف.
وصرح المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للصحافيين أن المفاوضات الماراتونية حول الملف النووي الإيراني تتقدم لكن "ببطء". وقال المسؤول الإيراني "نتقدم لكن ببطء. فنظرا إلى تعقيد المسائل وواقع أن الأمر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع، فان ذلك يجري ببطء".
توازنات المصالح قد يحسمها الوفاق الإيراني الدولي
بعد سنوات من الجدل والمفاوضات الحثيثة، تتفاوض ايران في فينا عاصمة النمسا مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) في محادثات يفترض أن تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
صورة من: Reuters
تصاعدت حدة التوتر في فيينا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني . روسيا ومنذ بداية التسعينات أمدت إيران عبر شركاتها بمكونات مفاعلاتها النووية، موظفة كل الملف لتحقيق مكاسب على حساب الغرب .
صورة من: tabnak
مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وتحقيق خصومه الجمهوريين فوزا واضحا، في مجلس الشيوخ، بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن انطلاقة جديدة، وهو يأمل في تحقيق نتائج ملموسة حول الملف النووي الإيراني فيما توعدت المعارضة الجمهورية بإفشال أي اتفاق قد يكون "ضعيفا وخطيرا".
صورة من: Reuters/Bourg
مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي لايزال قيد الإنشاء. تسعى إيران من خلال امكاناته الى الحد من كمية البلوتونيوم المستخدم في التخصيب النووي، بينما يريد الغربيون أن تتخلى إيران عن المشروع بشكل كامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan
التوصل لاتفاق يعد تأكيدا للدور الألماني الذي دعا مرارا إلى التفاوض لإنهاء الأزمة، وتأكيدا للبيان الذي أطلقته ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية، والذي ينص على السعي لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات داعيا دائما إيران إلى قبول "حزمة الحوافز" المقدمة دوليا.
صورة من: picture alliance/dpa
إبرام اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية و رفع الحظر عن النفط الإيراني سيؤدي إلى إنعاش اقتصاد هذا البلد وسيفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويتيح لإيران إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وإمكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم.
صورة من: Reuters/Leonhard Foeger
احتمالية الوصول إلى اتفاق قد توجه ضربة شديدة الى السياسة السعودية الإقليمية، فالسعودية تخشى كما يرى بعض المحللين أن الاتفاق سيكون مقدمة لرفع الضغوط السياسية والاقتصادية عن إيران، وإعادة تأهيلها إقليمياً، ما يعني اختلالا في التوازن السياسي لصالح إيران، وإطلاقا ليدها في كل من العراق وسوريا ولبنان.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
يرجّح المراقبون أن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، قد عزز من فرص انهاء المفاوضات ايجابيا ،كما أن حجم الأعباء التي ألقتها العقوبات الغربية بانكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، ساهمت في تليين مواقف الجانب المتشدد في إيران والذي رفض باستمرار أي تسوية سياسية.
صورة من: jamnews
حذرت الحكومة الإسرائيلية من "اتفاق سيئ" مع إيران وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها إزاء تهديدات القدرات النووية الإيرانية. والواضح أن نتنياهو يستهدف الضغط باتجاه تجريد إيران من قدرات التخصيب في الاتفاق النهائي بشكل كلي.
صورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon
يبقى الباب مفتوحا أمام تعاون إيراني - صيني متجدد بسبب الحاجة الصينية المستمرة للطاقة، وتتعزز هنا أهمية إيران كونها رابع أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من هنا دابت الصين على الاعلان عن تأييدها لحق إيران في الحصول على مفاعل نووي لأغراض سلمية. الكاتب: علاء جمعة
صورة من: Reuters
9 صورة1 | 9
على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء إن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني في لوزان "سيمهد الطريق" أمام طهران للحصول على السلاح النووي. وقال نتنياهو في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) "اكبر تهديد لأمننا ومستقبلنا كان وسيبقى محاولة إيران حيازة أسلحة نووية.الاتفاق الذي يجري صياغته في لوزان يمهد الطريق نحو هذا الهدف". وتعهد نتنياهو أن إسرائيل "ستقوم بكل ما بوسعها لضمان أمننا ومستقبلنا".
في غضون ذلك، أشارت المستشارة الألمانية انغلا ميركل إلى أن المفاوضات النووية مع إيران لا تزال صعبة. وفي أعقاب لقائها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند في برلين، قالت ميركل اليوم الثلاثاء: "نمني أنفسنا بختام ناجح (للمفاوضات) لكن هذا لم يتم إنجازه بعد". وأكدت المستشارة الألمانية على أن أي اتفاقية مع إيران يجب أن تضمن عدم قدرتها على التسلح النووي "هذا هو الشيء الذي نعتد به".