لافروف يقدم تطمينات لمصر بشأن إمدادات الحبوب الروسية
٢٤ يوليو ٢٠٢٢
بعد عقده محادثات في القاهرة، أرسل وزير الخارجية الروسي تطمينات إلى الشعب المصري بخصوص أزمة الغذاء، وأجرى لافروف محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويقوم لافروف بجولة إفريقية استهلها من مصر.
إعلان
قدم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطمينات لمصر بخصوص إمدادات الحبوب الروسية خلال زيارته للقاهرة اليوم الأحد (24 يوليو/ تموز 2022) وسط حالة من عدم اليقين بشأن اتفاق لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
واشترت مصر، وهي واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، العام الماضي نحو 80 بالمئة من تلك الواردات من روسيا وأوكرانيا. وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط في تعطيل الشحنات ورفع أسعار السلع العالمية بشكل حاد مما تسبب في صدمة مالية لمصر.
وبسبب الحرب وجدت مصر نفسها أمام معضلة لتحقيق التوازن بين علاقاتها القديمة مع روسيا وعلاقاتها الوثيقة بالقوى الغربية التي فرضت عقوبات على موسكو وسعت إلى عزلها.
وضغطت السفارات الغربية على مصر وجامعة الدول العربية قبل زيارة لافروف التي تضمنت محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وممثلين لجامعة الدول العربية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري "أكدنا التزام مصدري الحبوب الروس بالوفاء بجميع التزاماتهم". وأضاف "ناقشنا معايير محددة للتعاون في هذا المجال واتفقنا على مزيد من الاتصالات بين الوزارات المعنية ولدينا فهم مشترك لأسباب أزمة الحبوب".
وأكد وزيرا خارجية مصر وروسيا على توافق الرؤى بين مصر وروسيا فى العديد من القضايا، وشددا على عمق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال الوزيران، خلال مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة اليوم الأحد، إن هناك اتفاقا في الرؤي بين مصر وروسيا فى عدة قضايا، وأن علاقة الصداقة بين مصر وروسيا تتطوربشكل كبير.
وأشار شكري إلى تناول الأوضاع الإقليمية في ليبيا وسوريا والعراق والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن في كل مواضع التوتر بالمنطقة العربية، وعلى مستوى العلاقات الدولية كذلك، وأطر التنسيق في الأمم المتحدة حول القضايا العديدة التي تصب في مصلحة البلدين.
بدوره، كشف الوزير لافروف عن أنه تم زيادة التبادل التجاري بين مصر وموسكو بنسبة 5%، مشيرا إلى أن مصر وروسيا عازمتان على زيادة التبادل التجاري فيما بينهما.
وشدد لافروف على ضرورة إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط والعمل على حل القضية الفلسطينية بوساطة مصرية، مؤكدا ضرورة إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
وأكد أن "واردات القمح الروسي تخضع لعقوبات، ونحن لا نقوم بأية استفزازات فيما يخص المواد الغذائية وعلى الغرب أن يتوقف عن ممارساته في مواجهة أزمة الغذاء".
وتابع الوزيرالروسي والذي يتوجه بعد القاهرة إلى اثيوبيا والكونغو الديموقراطية وأوغندا أن "الرئيس فلاديمير بوتين أكد على ذلك أيضًا خلال محادثة هاتفية أجريت مؤخرًا مع الرئيس المصري السيسي". وذكر الوزير شكري أن "الأزمة مست مصر فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والاقتصادات العالمية وتأثرها بالتضخم وسلاسل الإمداد وانقطاعها".
السيسي ولافروف
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم وزير الخارجية الروسي، وذلك بحضور ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وجيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري .
وأكد السيسي خلال اللقاء على "دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة (الروسية الأوكرانية) سياسيا من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين".
ع.أ.ج/ ع غ (د ب ا، أ ف ب)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.