لاشك أن فيليب لام يعتبر من الأعمدة الأساسية في فريق بايرن ميونخ. فبالرغم من تقدمه في العمر، ترغب إدارة النادي البافاري في الاحتفاظ به لأطول مدة ممكنة. لكن قائد الفريق لام ينوي إنهاء مسيرته الكروية كليا عام 2018. وهو ما أكده لموقع "شبورت بيلد" الألماني عندما قال "من الواضح أن 2018 هو آخر عام لي كلاعب، حينها سأكون في الـ34 وسيكون لدي الوقت الكافي لتجهيز نفسي لتلك اللحظة. وحتى عندما قررت اعتزال اللعب دوليا مع المنتخب، حضرت نفسي جيدا لذلك. كما أنني لم أندم أبدا على القرار الذي اتخذته."

ويعني قرار لام بالاعتزال عام 2018 أن أمامه 3 سنوات، يمكنه من خلاله حصد المزيد من الألقاب.ولا شك أن اعتزال نجم موهوب مثل لام لن يكون سهلا بالنسبة له. فلام مولع بكرة القدم منذ طفولته، بل وحتى أن أغلب خبراء الكرة يرون أنه من أفضل من لعب في موقع الدفاع في تاريخ البوندسليغا. فلام لاعب موهوب أثبت مرونته وبراعته في اللعب في عدة مراكز: الظهر الأيمن والأيسر وفي الدفاع أيضا.

مؤهلات فريدة من نوعها

ونجح فيليب لام في دخول عالم الاحتراف من أوسع أبوابه. وأثبت لام ذاته في مركز الظهير الأيسر عندما كان في الـ20 من عمره. آنذاك كان يلعب في نادي شتوتغارت تحت قيادة المدرب فيلكيس ماغات معارا من بايرن ميونخ، ليتم استدعاؤه من قبل رودي فولر – مدرب المنتخب الألماني آنذاك- من أجل اللعب ضمن التشكيلة الأساسية للمانشافت.

ويجمع خبراء الكرة أن فيليب لام لديه مزايا فريدة. فإلى جانب موهبته الكروية، يعرف عنه إصراره وانضباطه وعزيمته القوية وذكاؤه، وهو ما أكده مدرب بايرن ميونخ بيب غوارديولا أيضا، عندما وصفه بأنه "أذكى لاعب تعاملت معه في حياتي المهنية".

وخلال مسيرته الكروية تمكن لام من حصد كل الألقاب التي يطمح إليها أي لاعب كرة قدم. فمع نادي بايرن ميونخ فاز بلقب البوندسليغا 6 مرات وحصل معه أيضا على كأس ألمانيا 5 مرات. كما فاز مرة واحدة بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2013، وفي العام ذاته فاز ببطولة كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي، وتوج في تموز/ يوليو 2014 بلقب بطل العالم.

لام بحاجة إلى الراحة أولا ومن ثم!

وقبل أن يبدأ لام بالتخطيط لحياته المستقبلية يرغب قائد بايرن ميونيخ بأخذ قسط من الراحة، خصوصا وأنه معروف بحبه العميق لعائلته. ووفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار، فإن لام لم يحدد الفترة التي يحتاجها ليستريح قبل أن يبدأ بتنفيذ مخططاته المستقبلية. وهو ما أشار إليه اللاعب شخصيا حين قال في تصريحه "لا أعرف تماما ما إذا كنت أحتاج إلى عام كامل لأستريح أم سأكتفي ببضعة شهور، فأنا أود الاستمتاع بالحياة قليلا".

وحتى الآن لا يوجد مخطط واضح أمام لام بعد اعتزاله الملاعب الخضراء، فهو لا يرغب بأن يصبح مدربا. ويأمل أن يستلم وظيفة إدارية في النادي البافاري، وهو ما ظهر جليا في تصريحاته لموقع "بيلد" عندما قال "أعتقد أنه من الممكن الحصول على وظيفة لي هنا، فأنا عضو في النادي منذ 1995 وأدين كثيرا للمسؤولين فيه".

ولا يمانع لام في العمل مع المنتخب الألماني، وهو ما أكده من خلال تصريحه لموقع "بيلد" الألماني عندما قال "لا أستبعد ذلك، فأنا أمضيت 10 سنوات رائعة مع المنتخب الألماني، وأنا ممتن لمسؤوليه".

ويرتبط لام بعلاقة وثيقة مع المنتخب الألماني، الذي كان قائدا له عندما اعتزل دوليا. وكثيرا ما شارك مع المنتخب الألماني للشباب في تمثيل بلاده. وانضم لام إلى التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني عام 2004 واستمر باللعب معه حتى 2014. وشارك لام خلالها في 111 مباراة دولية، آخرها المباراة التي لعب فيها أمام المنتخب الأرجنتيني، وتوج فيها بطلا للعالم، وليعتزل بعد ذلك اللعب الدولي تاركا بصمة تاريخية في عالم كرة القدم الألمانية.