لايبزغ يكسرالروتين ويصبح قطباً ثالثاً في الكرة الألمانية
عباس الخشالي
٢٧ أكتوبر ٢٠١٧
تألق لايبزغ لم يكن محض صدفة بل كان نتاج تخطيط وعمل دؤوبين. منافسته الشديدة مع بايرن ودورتموند غيرت من خريطة الكرة الألمانية وكسرت من الروتين الكروي. ولعل لقاء الثأر بين لايبزغ وبايرن سيبرهن على ثقله في البوندسليغا.
إعلان
لم يعد بايرن مهيمناً على الدوري الألماني، ولم يبق دورتموند منافسه الوحيد في بطولات ألمانيا، بل أن لايبزغ يؤكد يوما بعد يوم أنه قد أصبحا قطباً ثالثاً في كرة القدم الألمانية، وكسر الروتين المهيمن على الدوري لغاية الآن. فقد أحرج بايرن ميونيخ في لقاء بطولة الكأس يوم الأربعاء الماضي وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز عليه وأقصائه من البطولة. بل أن الفريق البافاري لم يتمكن من خطف هدف الفوز بعد التعادل بهدف لهدف، رغم لعب لايبزغ بعشر لاعبين بعد طرد مهاجمه كيتا. وحافظ لايبزغ على نتيجة المباراة حتى الوصول إلى ضربات الترجيح التي أهلت في النهاية بايرن إلى دور الستة عشر للمسابقة.
تلك المباراة كشفت عيوب بايرن بعد فترة تدريب انشيلوتي، وكشفت صعوبة المهمة المناطة بالمدرب القدير هانيكس. لكنها أظهرت أيضاً أن الكرة الألمانية مازالت بخير بسبب ظهور لايبزغ المتألق، الفريق الذي خطف الأضواء الموسم الماضي بنتائجه الكبيرة واحتل مرتبة الوصافة خلف بايرن تاركا المنافس التقليدي دورتموند في المركز الثالث، كما أن حفاظ لايبزغ على مستواه كشف أيضاً خطأ توقعات بعض خبراء الرياضة من أنه ظاهرة صعود مؤقتة فقط، تظهر بين الحين والآخر في دوريات كرة القدم، مثلما كان الحال مع ليستر سيتي الانكليزي الذي خطف لقب البريمر ليغا في الموسم قبل الماضي ثم احتل المركز الثاني عشر فقط في الموسم الماضي.
ويتوقع المراقبون الرياضيون لقاءً ساخناً بين بايرن ولايبزغ يوم غد السبت ضمن لقاءات المرحلة العاشرة من الدوري. فبعد 67 ساعة فقط من اللقاء الأول يستضيف بايرن لايبزغ على ملعب اليانز أرينا. صحيفة "بيلد" توقعت أن تكون الأفضلية للفريق الضيف، الذي يرغب بشدة في الثأر من البافاري.
ومدرب لايبزغ رالف هازنهوتلر قال "من يتمكن من الفوز على دورتموند على أرضه يمكنه الفوز على بايرن في الاليانز أرينا أيضا"، مشيراً إلى فوز فريقه على دروتموند بهدفين لهدف في الرابع عشر من أكتوبر الجاري. كما أن لاعبي لايبتزيغ وعلى رأسهم تيمو فيرنر، الذي أضاع ضربة الجزاء الأخيرة أمام بايرن، متحمس جدا "لهزيمة الفريق البافاري والثأر منه". لكن عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً في لقاء الغد، منها ما ذكره الجناح الهولندي أريين روبن "أن من حسن حظ الفريقين أنهما سيواجهان بعضهما بعد مباراة أتعبت اللاعبين، ولا يواجهان فرقاً أخرى"، ويعني بها اللقاء السابق. فلاعبو الفريقين متعبون جسدياً، رغم صحوة الثأر التي تسيطر على لاعبي لايبزغ، كما أن مهمة الفوز على البافاري على أرضه ليست بالمهمة السهلة أبداً.
يذكر أن بايرن يحتل المرتبة الثانية في ترتيب الدوري بعد دورتموند بفارق الأهداف، فيما يحتل لايبزغ المرتبة الثالثة بعد بـ 19 نقطة. أي بنقطة واحدة عن بايرن ودورتموند. وحدها الأرقام هذه تكشف عن أن الدوري الألماني قد ودع الروتين المعهود بتصدر بايرن ترتيب الدوري ومنافسة دورتموند فقط له، وأن الدوري الألماني مازال بخير.
من الرئيس إلى المشجع في حيّ عشوائي – أبطال ظاهرة "ميا سان ميا"
نادي بايرن ميونخ ليس نادياً ألمانياً فحسب، بل صاحب شعبية عالمية واسعة أيضا. والجماهير في قارات المعمورة، تحب بايرن كلٌّ على طريقته الخاصة. DW أنتجت فيلما وثائقيا خاصا عن النادي البافاري.
صورة من: DW
أولي هونيس (ميونخ) – رئيس نادي بايرن ميونخ
"لطالما كنت أرى أنّ بالإمكان الارتقاء ببايرن ميونخ من نادٍ متواضع إلى علامة عالمية". من هذا المنطلق يعمل بصفته مديراً لأعمال النادي، وهو أيضاً بمثابة أخ ومُرشد بالنسبة للاعبين. لكنه سُجن في مارس/آذار 2014 لمدة 11 شهراً بسبب التهرب الضريبي. أولي هونيس ودّع يومها الجميع بالكلمات التالية: "لم يكن هذا كل شيء". يعرض فيلم "ميا سان ميا"على شاشة DW عربية يومي 16 و23 اكتوبر الجاري.
صورة من: DW
كمال أبو ليل (الناصرة، إسرائيل) – مشجع بايرن
"بغض النظر إن كنت فلسطينياً أم يهودياً، عندما يسجل بايرن هدفاً، فتعانق تلقائياً كل شخص". هذا ما يقوله كمال الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل. وهو مشجع لنادي بايرن منذ سبعينات القرن الماضي. "كنت في سن العاشرة آنذاك، وكان لدينا تلفزيون بالأبيض والأسود. وغالباً ما كانت المباريات تُنقل مباشرة: رومينيغه وبيكنباور وبرايتنر، كانوا آنذاك نجوماً مشهورين. وقد عشقت طريقة لعبهم بسرعة".
صورة من: DW
فيليب لام (ميونخ) – من ناشئي البايرن
"مخلص للنادي ومتحدث بارع ولاعب ناجح: فيليب لام خير مثال على عمل قسم الناشئين في البايرن. إبن الثالثة والثلاثين عاماً لعب قرابة عقدين من الزمن في ميونخ، ولكنه الآن لاعب كرة قدم متقاعد. وعلى الرغم من ذلك مازال يبدو وكأنه لاعب ناشئ. "لقد كنت أصغر حجماً من الآخرين، وهذا منحني جرعة من الطموح لكي أثبت نفسي بين حيتان الفريق البافاري العملاق".
كاناتا هو تلميذ نموذجي في مدرسة بايرن تسونايشي، أكاديمية كرة القدم في إقليم فوكوشيما الياباني. الياباني ابن الـ 14 ربيعاً يلعب بمهارة كبيرة، لدرجة أن نادي بايرن ميونخ أرسل مدرب شباب لتقييم أدائه. حضرنا هذا اللقاء في مباراة ضمن دوري الشباب، وقيّمنا كاناتا ذا البنية الجسدية الصغيرة.
صورة من: DW
صاموئيل "سامي" أوساي كوفور (أكرا، غانا) – لاعب سابق
من غانا، مروراً بإيطاليا، ليصل إلى ميونخ في سن السابعة عشرة. أولي هونيس أصبح بمثابة الأب البديل لـ"سامي الصغير" الذي كان دوماً سنداً له في مراحل حياته العصيبة، وخاصة بعد حالة الوفاة المأساوية لابنته. إذ وقف هونيس إلى جانبه بشكل مؤثر، وبالتالي تجلت ظاهرة "ميا سان ميا" بالنسبة للغاني بأجمل صورها.
صورة من: DW
كاميلا بوربوريما (ريو دي جانيرو/ البرازيل) – مشجعة بايرن
ثمة برازيليين يعتبرون كاميلا مجنونة أحياناً. فعلى الرغم من كثرة الأندية في وطنها الأم، إلا أن ابنة الرابعة والعشرين عاماً اختارت نادي بايرن ميونخ بالتحديد. وهذا يعود أيضاً للاعب معين لم يفارق مخيلتها منذ نهائي بطولة العالم عام 2002: "أوليفر كان هو رجل أحلامي، فليس هناك إنسان على سطح هذا الكوكب أروع منه. أحبه أكثر من أي شيء".
صورة من: DW
أوليفر كان (ميونخ) – حارس مرمى أسطورة
يعتبره البعض "التيتانيوم"، بينما يعتبره البعض الآخر "لا بيستيا نيغرا"، أي "الوحش الأسود"، وهناك آخرون يعرفونه كـ غودزيلا الذي ينفث ناراً. ولكن الجميع مجمعون على شيء واحد: علاقة أوليفر كان ببايرن ميونخ وثيقة بشكل فريد من نوعه. "تشربت جميع قيم النادي، لأن النجاح غير ممكن إطلاقاً إلا من خلال التقمص التام لكل ما يفعله المرء". هذا ما يقوله حارس المرمى السابق.
صورة من: DW
فرانتس "بوله" روت (باد فوريسهوفن) – بافاري أصيل
في نهائي كأس أوروبا للأندية 1967 سجل الهدف الحاسم في مرمى غلاسكو رينجرز في الوقت الإضافي. وبذا استهل مسيرة نجاحات بايرن ميونخ. "تصدى لي حارس المرمى وأوقعني على الأرض بقوة، ولكن الكرة تجاوزت العارضة ودخلت المرمى. يا للروعة! وضعت الكأس على حافة السرير وبقيت أتأمله طيلة الليل...".
صورة من: DW
جيوفاني إلبر (ماتو غروسو/ البرازيل) – لاعب سابق
جيوفاني إيلبر يعيش نمطين من الحياة. ففي البرازيل، بالقرب من الحدود البوليفية، يمتلك مزرعة تضم 5000 بقرة. ولكن عندما يحتاجه نادي بايرن ميونخ، فلا يتردد في تلبية نداء ناديه المفضل. وبصفته سفيراً لبايرن ميونخ، يسافر جيوفاني حول العالم. وفي فيلم ظاهرة "ميا سان ميا" يستذكر أيامه عندما كان في أوج عطائه كلاعب مع بايرن.
صورة من: DW
رفائيل نوبوا ريفيرا (نيويورك/ الولايات المتحدة) – مشجع بايرن
وُلد رفائيل في بورتو ريكو، وهو يقيم في نيويورك، حيث يعمل في شركة برمجيات. منذ 20 عاماً وهو مشجع أصيل للنادي البافاري، ولكن له وجهة نظره الخاصة في هذا الأمر: "أحب طريقة اللعب التي تشبه الفن أحياناً. ولكن أحياناً أبالغ في عشقي للنادي، لذا أحاول ترك بعض المسافة، فأنا لا أريد أن أدمن على شيء لا أستطيع التحكم به".
صورة من: DW
أندي براسل (لندن/ إنجلترا) – صحافي رياضي
يكتب أندي في الغارديان وهو خبير في "توك سبورت"، وهي إذاعة رياضية واسعة الانتشار عالمياً. لرأيه وزنٌ في عالم كرة القدم، كما أن لقاءات الأندية الإنجليزية والألمانية هي من المواضيع التي تقع في صميم عمله. "لاعبو بايرن كبار وناجحون لدرجة أن كثيرين هنا في إنجلترا يعتبرون أن بايرن هو كرة القدم الألمانية".
الصحافي الرياضي البالغ من العمر 38 عاماً من موقع "إلموندو" يعشق كرة القدم كظاهرة اجتماعية، وكمسابقة رياضية أيضاً. "في مدريد يمكنني أن أقرر فيما إذا كانت المدينة ستنعم بنوم هادئ أم ستنام معكرة المزاج". ذروة الموسم بالنسبة له لا تتمثل بالكلاسيكو، بل بمواجهة ريال مدريد لـ "لا بيستيا نيغرا" البافاري، أي "الوحش الأسود".