لايبزيغ يقرّ بـ"سنوات ضوئية" بينه وبين بايرن ميونيخ
وفاق بنكيران
٦ يناير ٢٠١٧
التصريحات الأخيرة لمسؤولي نادي لايبزيغ تطرح أكثر من علامة استفهام، فرئيس الفريق الصاعد حديثا إلى المركز الثاني يأمل في التأهل إلى مسابقة أوروبا ليغ رغم إقراره بوجود "سنوات ضوئية" بين فريقه وبايرن ميونيخ.
إعلان
أسبوعين بالضبط تفصلنا عن انطلاق الشطر الثاني من الموسم الحالي لمنافسات الدوري الألماني لكرة القدم – بونسدليغا. ففي 22 من الشهر الجاري ستنطلق صافرة البداية على ملعب فرايبورغ الذي سيستضيف "بطل الخريف" الشرفي، فريق بايرن ميونيخ.
وإذا ما أردنا وفي كلمة واحدة تلخيص أهم ما شهده الشطر الأول من الموسم أو "الموسم الشتوي" كما يحلو للبعض بوصفه، فلا بد أن تكون "نادي لايبزيغ". هذا النادي الذي تحوّل إلى لغز حيّر الجميع بانتصارات متتالية وأداء قوي جعله في صدارة أقوى مهاجمي فرق البوندسليغا. فقد أزاح بايرن ميونيخ لأسابيع من عرشه متصدرا قائمة الترتيب العام. وحينها أكتسب السؤال حول مدى قدرة لايبزيغ على انتزاع لقب درع الدوري لهذا الموسم، والتحول إلى نسخة ألمانية لليستر سيتي الإنكليزي، مصداقية أكثر من أي وقت مضى.
غير أن الأسابيع الأخيرة من الشطر الأول من الموسم وخاصة المرحلة 16 جعلت لايبزيغ يصطدم بأرض الواقع. وجاء ذلك إثر هزيمته بثلاثية نظيفة على أرض "آليانس أرينا" التي أعادت بايرن إلى المقدمة، والفريق المملوك من قبل "ريد بول" لمشروبات الطاقة إلى المركز الثاني متخلفا بثلاث نقاط (36 نقطة).
هذه المباراة أعادت أيضا المنطق إلى أوراق البوندسليغا، كما أنها أزاحت الغطاء عن نقص الخبرة لدى فريق واعد (لايبزيغ) لا يتجاوز معدل أعمار لاعبيه 23 عاما.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن قبيل انطلاق منافسات الموسم يتمثل حول مدى قدرة لايبزيغ على مواصلة مفاجأته، خاصة وأن المنافسة على المراكز الثلاث الأولى لن تكون سهلة على الإطلاق، في ظل محاولات حثيثة للبافاري بقيادة أنشيلوتي استعادة مستواه الريادي، إلى جانب تربص هرتا برلين صاحب المركز الثالث بالاثنين معا لاستغلال أي خطأ قد يصدر عنهما.
جولة مصورة: لاعبون مسلمون يثرون الدوري الألماني
الدوري الألماني يضم العديد من اللاعبين الألمان، أو مهاجرين اندمجوا في المجتمع الألماني، وهذا التنوع أعطى قوة لكرة القدم الألمانية، فأندية بوندسليغا تضم أكثر من 50 لاعبا مسلما ينحدرون معظمهم من تركيا وبعض الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أشهر اللاعبين المسلمين في الدوري الألماني هو الفرنسي فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ، الذي اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه اسم “بلال”، وكثيرا ما نراه في الملاعب يرفع يديه للسماء متوجها بالدعاء. وبجانب ريبيري يوجد في بايرن أيضا اردال أوزتورك (20 عاما)، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والتركية.
صورة من: picture-alliance/dpa
صالح أوزغان (18 عاما)، من أصول تركية، لكنه ولد في ألمانيا ويلعب لمنتخب الناشئين الألماني تحت 19 عاما. وهو المسلم الوحيد في فريق كولونيا، ويعد أحد المواهب الواعدة، لذلك صعد هذا العام إلى الفريق الأول. تحدثت عنه وسائل الإعلام عندما كان في سن الخامسة عشرة بسبب شجاعته بعد أن شارك في إنقاذ صبي وقع تحت عربة المترو في كولونيا.
صورة من: picture-alliance/GES/W. Eifried
يوجد في فريق دورتموند ثلاثة لاعبين مسلمين أبرزهم نوري شاهين (الصورة)، المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها أيضا بجانب الجنسية التركية. وانضم إليه هذا العام مواطنه وزميله في منتخب تركيا إمري مور (19 عاما)، الذي يحمل الجنسية الدنماركية أيضا. ولحق بهما الفرنسي عمثان ديمبلى (18 عاما)، الذي يعود الفضل في تألقه إلى والدته "فاطمة عثمان"، وهي من أصول موريتانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Kirchner
ويضم شالكه كلا من المدافع الغاني عبدالرحمن بابا، العائد للبوندسليغا بعد عام مع تشيلسي الإنجليزي. ومن الدوري الإنجليزي قدم أيضا الجزائري نبيل بن طالب (21 عاما) لاعب توتنهام، على سبيل الإعارة. ويقدم بن طالب، يحمل جنسية فرنسا أيضا، أداء رائعا وقاد فريقه للفوز مسجلا هدفين في مرمى ماينز في الجولة 8. ويوجد أيضا المدافع البوسني الألماني سياد كولاسيناك لاعب منتخب البوسنة والمولود في كارلسروهه بألمانيا.
صورة من: picture alliance / AP Photo
خليل التنتوب نجم هجوم منتخب تركيا، ولد في غيلزكيرشن بألمانيا ولعب لعدة أندية قبل أن يستقر منذ ثلاثة أعوام في أوغسبورغ. له شقيق آخر توأم هو حميد ألتنتوب لاعب غالاطه سراي اسطنبول. وهناك في أوغسبورغ لاعب مسلم تركي آخر هو عارف إكين (21 عاما) وهو مولود في أوغسبورغ ويحمل الجنسية الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يضم فريق ريد بول لايبزغ، الصاعد حديثا إلى الدوري الألماني راني خضيرة، المولود لأب تونسي وأم ألمانية، وهو الشقيق الأصغر للنجم الشهير سامي خضيرة لاعب يوفنتوس. ويوجد أيضا في لايبزغ اللاعب الغيني نبي كيتا (21 عاما)، والذي يعتز بكونه مسلما ويقول إنه يؤدي يوميا الصلوات الخمس.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
يلعب لنادي فرايبورغ خمسة مسلمين هم أمير فلاحين (الصورة) وهو ألماني فلسطيني يلعب أيضا للمنتخب الوطني الفلسطيني. وهناك أيضا أمير أبراشي لاعب منتخب ألبانيا وهو من كوسوفو. وبجانبهما التركي شاليار زولنغو لاعب منتخب تركيا، وكريم عبد الجبار غويديه وهو لاعب سلوفاكي من أصول توغولية، ومعهم اللاعب التركي الألماني (22 عاما).
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
كثيرا ما احتضن فريق ماينز لاعبين مسلمين. ويوجد به حاليا يونس مَلَّي (24 عاما) (الصورة) وهو تركي ألماني، مولود في كاسل. وكذلك بيصار حليمي، وأصوله من كوسفو لكنه ولد في فرانكفورت، ويلعب لمنتخب كوسوفو. وفي ماينز أيضا يلعب ليفين ميتي أوزتونالي (22 عاما) وهو ألماني تركي مولود في هامبورغ ولعب لكافة منتخبات ألمانيا للناشئين. ومعهم أيضا النمساوي كريم أونيسيوو وهو نمساوي من أصل نيجيري.
صورة من: picture-alliance/dpa
على رأس لاعبي مونشنغلادباخ المسلمين يوجد اللاعب الألماني السوري محمود داوود (20 عاما)، فقد ولد في عامودا السورية، ويتمتع بمهارات كبيرة. ويرافقه أيضا السنغالي مامادو دوكوري (18 عاما) الذي يحمل الجنسية الفرنسية. ومعهما الغيني إبراهيم تراوري، الذي يحمل الجنسية الفرنسية والسنغالي جبريل سو، الذي يحمل الجنسية السويسرية أيضا.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S.Steinbach
اللاعب المغربي الأصل نبيل بهوي (الصورة) المولود بستوكهولم ويحمل الجنسية السويدية، هو واحد من ثلاثة لاعبين مسلمين في فريق هامبورغ. جاء بهوي هذا العام قادما من أهلي جدة السعودي. وهناك أيضا المخضرم البوسني أمير سباهيتش (36 عاما) الذي انتقل إلى هامبورغ بعد شجار شهير في ملعب ناديه السابق بايرليفركوزن. أما الثالث فهو اللاجئ الغامبي باكيري جاتا، أول ممثل للاجئين في الدوري الألماني.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
أما فريق دارمشتات فيوجد به أيتاك سولو، لاعب ألماني من أصول تركية ولد في هايدلبرغ، القريبة من دارمشتات. وفي آب/ أغسطس هذا العام انتقل إلى دارمشتات اللاعب أنيس بن حتيرة، التونسي الألماني، الذي ولد في العاصمة برلين، ويلعب مع منتخب تونس الوطني. ورغم أن بن حتيرة (الصورة) له إسهامات جيدة في مساعدة اللاجئين وأبناء المهاجرين خصوصا في برلين إلا أن له تصرفات غير احترافية، جعلته ينتقل مؤخرا من فريق إلى آخر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Probst
فريق هوفنهايم به خمسة مسلمين هم: البوسني الألماني إرمين بكشاكشيتش (26 عاما)، والتركي كريم ديميربيه المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها أيضا، وكذلك مواطنه بارس عتيق، الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا. وكذلك الأفغاني نديم أميري المولود في ألمانيا ويحمل جنسيتها. وهناك لاعب عراقي من أقليم كردستان هو زيلوان حمد (الصورة) الذي ولد في الاتحاد السوفيتي السابق ويحمل الجنسية السويدية بجانب العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Anspach
وكذلك يوجد في بايرليفركوزن خمسة لاعبين مسلمين، أشهرهم المغربي الألماني كريم بلعربي (الصورة) لاعب منتخب ألمانيا. وهاكان تشالهان أوغلو، نجم منتخب تركيا والذي يحمل جنسية ألمانيا أيضا، ثم هناك مدافع منتخب تركيا أومير (عمر) توبراك، والتركي رمضان أوزكان، الملقب بـ"رامبو"، الذي يلعب لمنتخب النمسا حيث مسقط رأسه. ويوجد أيضا النجم الألباني أدمير محمدي، الذي يلعب لمنتخب سويسرا منذ عام 2011.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Hassenstein
في فريق فرانكفورت يوجد طالب طواطحة، وأصله من السودان لكنه ولد في إسرائيل ويحمل الجنسية الإسرائيلية. كما يضم الفريق أيضا لاعبا ألمانيا اعتنق الإسلام هو داني بلوم (الصورة). وبجانبهما أنيس بونياكي وأصله من كوسفو وولد في ألمانيا ويحمل جنسيتها. وهناك أيضا السويسري هاريس سيفيروفيتش لاعب منتخب سويسرا، المنحدر من البوسنة والهرسك.
صورة من: imago/Schreyer
التونسي الألماني سامي العلاقي واحد من أربعة مسلمين يلعبون في نادي العاصمة الألمانية هيرتا برلين. ويجاوره النجم الإيفواري الشهير سالومون كالو (الصورة). وهناك أيضا وداد إيبيشيفيتش، وهو لاعب بوسني يحمل أيضا الجنسية الأمريكية. أما رابعهم فهو سينان كورت، المولود لأم ألمانية وأب تركي في مونشنغلادباخ، لذلك فهو مثل كثيرين غيره يحمل الجنسية الألمانية والتركية.
صورة من: Stuart Franklin/Bongarts/Getty Images
وفي فيردر بريمن يوجد لاعب منتخب البوسنة عزت هايروفيتش، الذي ولد في سويسرا ويحمل جنسيتها. وعثمان مانيه (الصورة) صاحب الـ19 عاما، الذي جاء فارا من بلده غامبيا في 2015 وسكن في مأوى للاجئين في بريمن. وإلى جانبهما هناك سامبو ياتاباري لاعب منتخب مالي، والذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية. في بريمن أيضا يلعب لامين سانيه، وهو لاعب فرنسي من أصل سنغالي، ويلعب شقيقه الأصغر ساليف سانيه مع هانوفر بالدرجة الثانية.
صورة من: Getty Images/Bongarts/M. Stoever
أما في فولفسبورغ فيوجد المهاجم البلجيكي إسماعيل عزاوي (الصورة) صاحب الـ18 عاما، لاعب منتخب بلجيكا للناشئين والمنحدر من أصول مغربية. بينما اللاعب المسلم الثاني في فولفسبورغ هو عمارا كوندي (19 عاما)، المولود في ولاية سكسونيا الألمانية لأب قدم من غينيا لدارسة الهندسة في ألمانيا، ثم بقي بها بعد الحصول على فرصة للعمل. ويحمل عمارا الجنسية الألمانية.
صورة من: picture-alliance/CITYPRESS 24
17 صورة1 | 17
أثناء فترة الاستعدادات الجارية لم يطرأ على لايبزيغ أي تغيير في صفوفه، لكن النبرة التي ميزت تصريحات مسؤوليه بدأت تتجه نحو التقليل من حجم الأهداف المسطرة، فبعد أن تحدث مالك النادي ديتريش ماتشيتز عن الهدف الأدنى وليس الأقصى في الحصول على "مركز مؤهل لإحدى المسابقات الأوروبية"، رفض رئيس النادي أولفر مينسلاف في حوار أجراه مع مجلة كيكر الألمانية في عددها الصادر يوم الخميس (السادس من يناير/ كانون ثان 2016)، وصف فريقه بـ"المطارد" لبايرن، معلّلا ذلك بوجود "سنوات ضوئية" بين لايبزيغ والبافاري.
وأضاف الأخير: "نحن لا نريد دائما منافسة بايرن ودورتموند بذات المستوى"، وذلك في حديثه عن أهداف النادي المستقبلية. وتابع "ليس لدينا خططا للتأهل إلى مسابقة دوري الأبطال للموسم القادم، أو الحصول على لقب الدوري في موسم 19/2020". وتابع: "هدفنا في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة هو الحفاظ على مركز جيد ضمن المراكز الستة الأولى".
عمليا هذا الهدف الذي تحدث عنه رئيس النادي يبدو حتى اليوم واقعيا، فلايبزيغ أمامه جميع الفرص للتأهل إلى مسابقة أوروبا ليغ بعد رفع الفارق بينه وبين صاحب المركز الخامس هوفنهايم (المركز الأدنى المؤهل للمسابقة الأوروبية) إلى ثماني نقاط. ومن المستبعد جدا أن يتخلى الفريق بعد كل هذا عن تقدمه، ولاعبوه كباقي لاعبي كرة القدم في العالم يطمحون إلى الفوز وإلى شد مزيد من الأنظار إليهم.
لا بد من أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أكبر مسؤولين في النادي ذات دوافع تكتيكية أكثر منها موضوعية. فلايبزيغ لم يهزم سوى مرتين، وهو رصيد لا يمكن لفريق صاعد هذا الموسم إلى دوري الدرجة الأولى إطلاقا الاختباء وراءه. ومن الممكن أن تكون هذه التصريحات محاولة للتخفيف من حجم الضغوط التي بدأ يشعر بها لاعبو الفريق الواعدين خاصة وأن لايبزيغ بدأ يُقدّم على المستوى الإعلامي وكأنه البطل القادم لا محال.