أعلن الرئيس الأمريكي أنه لن يلتقي نظيره الروسي إلا إذا كانت القمة المرتقبة في بودابست "مثمرة". تصريحات فتحت الباب أمام تساؤلات حول مصير اللقاء الذي كان يعتبر فرصة لإنهاء حرب أوكرانيا، وسط تقارير عن ضغوط أمريكية على كييف.
بدا ترامب محبطا بشكل متزايد من بوتين في الأشهر الأخيرة، رغم ما وصفه بالعلاقة الشخصية الجيدة بينهما. صورة من الأرشيف. صورة من: Getty Images/AFP/B. Smialowski
إعلان
تبدو القمة المقترحة بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي في بودابست محل شك كبير، بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يرغب في الاجتماع مع الرئيس الروسيفلاديمير بوتين فقط عندما يمكن توقع "قمة مثمرة".
ولم يؤكد ترامب بشكل مباشر التقارير الإعلامية، التي أشارت إلى أن الاجتماع المقرر مع نظيره الروسي قد تم تأجيله أو تعليقه، لكنه قال ردا على سؤال من أحد الصحفيين حول ما إذا كان التغيير المفترض في الخطة سيؤثر على موقفه من احتمال بيع صواريخ توماهوك لأوكرانيا: "لا أريد عقد اجتماع بلا جدوى".
وأضاف ترامب للصحفيين في البيت الأبيض الثلاثاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول): "لا أريد إضاعة الوقت، لذا سنرى ما سيحدث". وأشار إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد، ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى اللقاء المحتمل مع بوتين أم إلى مسألة بيع الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا.
وقال في المكتب البيضاوي إنه سيقدم تحديثا خلال اليومين المقبلين، مجددا موقفه الداعي إلى "تجميد خطوط القتال" في أوكرانيا كجزء من أي مساع لإنهاء الصراع.
وكان الرئيسان الأمريكي والروسي يخطّطان للقاء في بودابست لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان ترامب أعلن مؤخرا أنّه سيلتقي نظيره الروسي خلال الأسبوعين المقبلين.
وكانت وسائل إعلام أمريكية عدة أشارت في وقت سابق إلى تزايد الشكوك حول إمكانية عقد اللقاء المخطط بين ترامب وبوتين في بودابست.
الولايات المتحدة تدرس تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى
03:09
This browser does not support the video element.
ضغوط أمريكية ولقاءات ملغاة
ومن جانبه، كشف مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس أن الرئيس الأمريكي ضغط على أوكرانيا للتخلّي عن منطقة دونباس الشرقية مقابل السلام.
وعندما سأله صحافيون في البيت الأبيض، قال ترامب الثلاثاء إنّه لا يريد "اجتماعا بلا جدوى" مع بوتين. وأضاف "لا أريد إضاعة الوقت، لذلك سنرى ما سيحدث"، دون أن يُفصّل سبب التأجيل.
وفي تطور لافت، ألغى وزيرا الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف اجتماعا كان مقررا بينهما للتحضير لقمة بودابست التي كانت محور محادثة أجرياها الإثنين.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لرويترز الثلاثاء إنه لا توجد خطط لعقد هذا الاجتماع "في المستقبل القريب". ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب التعليق.
ومن جهة أخرى، قال مسؤولان أمريكيان ومصدر مطلع إن روسيا جددت شروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا وذلك في بيان خاص أُرسل إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع تحت اسم "الوثيقة غير الرسمية".
وأضاف أحد المسؤولين الأمريكيين أن البيان أعاد التأكيد على مطلب روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية بالكامل، وهو موقف يتعارض فعليا مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالي المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية. وأكد البيان كذلك على مدى تمسك روسيا بمطالبها المتطرفة تجاه أوكرانيا.
وقال أحد المسؤولين إن روسيا أكدت أيضا موقفها السابق بعدم نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام.
وتأتي أنباء الوثيقة غير الرسمية- وهو مصطلح دبلوماسي يُستخدم للتعبير عن وثيقة غير رسمية الغرض منها إيصال موقف طرف إلى آخر.
وعند سؤال البيت الأبيض عن التعليق على الوثيقة غير الرسمية، أشار إلى تصريحات ترامب للصحفيين الثلاثاء والتي قال فيها إنه لم يتخذ قرارا بشأن القمة، لكنه لا يريد أن يكون "اجتماعا مهدرا". وأضاف أنه يعتقد بأن وقف إطلاق النار على خطوط القتال الحالية لا يزال ممكنا.
تحرير: حسن زنيند
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.