يخاف الألمان من أشياء كثيرة ويشعرون بالقلق تجاه قضايا في مجتمعهم أو بعيدة عنهم. ومخاوفهم هذه السنة تنوعت كالعادة ودخلت فيها أساب جديدة وقديمة، مثل الخوف من الهجرة والإرهاب والتطرف وترامب. فما الذي يقلق الألمان منها أكثر؟
إعلان
الإرهاب والتطرف بمختلف ألوانه ومشاربه والفقر وتداعيات الهجرة واللجوء، كلها مواضيع لا تنفك الصحف الألمانية في تناولها يومياً. لكن دراسة جديدة كشفت أنها لا تشغل إلا مساحة صغيرة من مخاوف الألمان بعد أن كانت تحرك مخاوفهم في السنوات الماضية.
وبحسب الدراسة فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات هاجس الألمان الأول ومبعث أكبر مخاوفهم بسياساته.
وقال موقع "أن تي في" الألماني الخميس (السادس من سبتمبر/ أيلول 2018) أن الدراسة التي نُشرت تحت عنوان "مخاوف الألمان"، تُعتبر بمثابة جهاز قياس صغير لمخاوف الألمان في مسائل السياسة والاقتصاد والبيئة والأسرة والصحة.
وتشير الدراسة إلى أن موضوعاً واحداً بات مبعث قلق الألمان الأول هذا العام: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسته "أمريكا أولاً"، إذ قال 69 من المشاركين في الدراسة أنهم خائفون من عالم خطر قد تنتهي به سياسات ترامب.
وينقل الموقع الألماني عن مانفريد ج. شميت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كارل روبريشت في مدينة هايدلبرغ، قوله: "سياسة ترامب الهجومية "أمريكا أولاً" وعدائيته للنظام الدولي واتفاقاته وسياساته التجارية والأمنية التي لا تقل عدائية تجاه الحلفاء، تثير جزع غالبية الألمان".
وفي المرتبة الثانية عبر 63 بالمائة من المشاركين عن قلقهم من فشل ألمانيا وسلطاتها الرسمية في استيعاب العدد الكبير من اللاجئين وما يرافق ذلك من تحديات. يُذكر أن هذه المخاوف أتت العام الماضي في المرتبة السادسة بنسبة 57 بالمائة. كما عبر 63 بالمائة من الألمان هذا العام عن خشيتهم من أن يؤدي تدفق المزيد من الأجانب لتوترات بين الألمان والمهاجرين المقيمين في ألمانيا.
وفي العام الماضي كان الخوف من الإرهاب يتربع على رأس القائمة بـ 71 بالمائة، لكنه تراجع في دراسة هذا العام إلى المرتبة الخامسة بنسبة 59 بالمائة.
الخوف من التطرف الذي كان في المرتبة الثانية العام الماضي، تراجع بنسبة خمس درجات مئوية ليصبح في المرتبة السابعة على قائمة المخاوف الألمانية بنسبة 57 بالمائة من آراء المشاركين في الدراسة.
56 بالمائة من مواطني ألمانيا يشعرون أيضاً بالقلق الشديد إزاء البيئة المحيطة بهم، ويبدو أن حالات الطقس المتطرفة هذا الصيف تركت بصماتها في مشاعر الألمان، إذ باتوا يخشون من تزايد الكوارث الطبيعية.
ع.غ/ ع.خ
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش