كلما مضيتَ في الكذب قدما، اعتدت عليه وباتت نفسك تقبله، وصرتَ تتقنه. باحثون في لندن زعموا أنّ بوسعهم إثبات جزءٍ من المثل الشهير "حبل الكذب قصير".
صورة من: Fotolia/Rangzen
إعلان
علماء الأعصاب في جامعة لندن كولج أجروا تجربة علمية دفعوا من خلالها الناس إلى الكذب بشكل مستمر، وكانوا يتلقون مكافأة مالية لكذبهم المتكرر. نتائج البحث كانت أكثر من المتوقع.نيل غاريت وهو باحث في قسم علم النفس التجريبي بالجامعة بيّن " هذه الدراسة هي إفادة تجريبية أولى تثبت أنّ السلوك غير النزيه يتصاعد ويقوى إذا ما كرره الإنسان".
في التجربة المذكورة، عُرضت على 80 مشاركا صور جرار مملؤة بعملات معدنية صغيرة، ومن خلال الكومبيوتر طُلب منهم أن ينصحوا شخصا ما (غيرمعروف لديهم) ينظر إلى صور مشوشة للجرار نفسها، وأن يقترحوا عليه كمية النقود التي تحويها الجرار.
أكاذيب جيدة وأكاذيب سيئة
في التجربة الأولى عُرضت على المشاركين مكافأة تحفّزهم على الصدق والنزاهة " قيل لهم أنه كلما كانت تقديراتهم لشريكهم المجهول أكثر دقة وقربا من الحقيقة، تضاعفت المكافأة المالية التي ستقدم لهم وللشريك المجهول"، كما أضاف غيرت في إيجاز صحفي حول التجربة. وفي إحدى المحاولات، أدت كذبة مقصودة إلى مضاعفة المكافأة للناصح والمنصوح المجهول.
صورة من: CC-BY-SA- Washington Irving
في حالة أخرى ضمن التجربة، قيل للناصحين أنّه في حال كذبهم سيقلل ذلك من مكافأة الشريك المجهول الموجه له النصح. وفي هذا السياق علّق تالي شاروت من الفريق القائم بالتجربة "يكذب الناس أكثر حين يعود ذلك عليهم وعلى الآخرين بالنفع. أما حين تختص الفائدة بهم، ويصيب الضرر شخصا آخر، فإنّ إقبالهم على الكذب يتناقص".
ولدى سؤاله عن إمكانية تصنيف الأكاذيب بوصفها" أكاذيب جيدة أو أكاذيب سيئة" أجاب غيرت متحدثا إلى DW " في هذا السياق يمكن القول إن أثر الأكاذيب يشتد حين تكون مؤذية لمن كُذب عليه. وتوصلنا إلى أنّ الناس يكذبون أكثر حين لا تضرهم الأكاذيب ولا تضر من يكذبون عليه. كما أنّ التصعيد في هذه الحالة كان له أثر مشابه".
منطقة المشاعر المرتبطة بهذا الموضوع تتمركز في عمق الدماغ أي في منطقة " اللوزة الدماغية" (Amygdala)، وتعرّض نحو ربع المشاركين في التجربة إلى تخطيط دماغ كشف من خلال توهج هذه المنطقة عن استجابتهم القوية لدى كذبهم، تحديدا في بداية التجربة.ومع تصاعد حجم الأكاذيب، تناقصت باضطراد استجابة منطقة "اللوزة الدماغية" وقلّ توهجها، وهو ما أسماه الباحثون " التأقلم العاطفي".
الأفضل أن لا تبدأ بالكذب!
"في المرة الأولى التي تكذب فيها بشان مستحقاتك الضريبية، قد تشعر بعدم ارتياح" كما يقول شاروت، ويمضي إلى القول" لكن المرة الثانية ستكون أسهل عليك، وسيكون الأثر السيئ على نفسك قد تضاءل، ولن يردعك عن الكذب". وكشف شاروت، أنّ هذه المشاعر تنطبق أيضا على من يتعاطون المنشطات الرياضية، وكيف يعتادون عليها.خلاصة الأمر، كلما أمعن الإنسان في الكذب اعتاد عليه، ومع ذلك فالكذب طريق لا مفر منه لكثير من الناس.
م.م/ط.أ DW
عندما تكذب صور الحروب
صور تدمي القلب تلك التي تصلنا عبر الشبكات الإجتماعية لبعض المآسي الإنسانية في غزة والعراق وسوريا، لكن بعضها يتم التلاعب بها قصدا لمغالطة الرأي العام، ما يفقد هذه الصور من قيمتها الحقيقية ومصداقيتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
صديق أم عدو؟
مازلت هذه الصورة محفورة في ذاكرة الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط، فهي لجنود أمريكيين أثناء مساعدتهم لجندي عراقي إبان حرب العراق سنة 2003، ولكن قطع الصورة آنذاك ليبدو الجندي العراقي تحت رحمة بندقية جندي المارينز.
صورة من: picture alliance/AP Images
من صراعات أخرى
أثناء مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في طرابلس اللبنانية سنة 2011 تم رفع هذه الصورة كدليل على وحشية الأسد، لكن في الحقيقة تعود هذه الصورة إلى أم عراقية، فقدت فلذة كبدها برصاصة غادرة في بغداد سنة 2007، ونُشرت هذه الصورة مؤخراً على التويتر حوالي 8600 مرة في حرب غزة الأخيرة.
صورة من: AFP/Getty Images
الإيزيدييون بين صدام وداعش
التقط المصور الصحفي الأمريكي بيتر تورنلاي هذه الصورة أثناء حرب الخليج الثانية سنة 1991، وهي لمجموعة من اللاجئين الإيزيديين في تركيا بعد هروبهم من نظام صدام حسين. تم إخراج الصورة من الأرشيف وتداولها مؤخراً على الفيسبوك لتظهر كأنها لإيزيديي سنجار الهاربين من جحيم داعش في العراق.
صورة من: scontent-a-ams.xx.fbcdn.net
صورة من حرب غزة 2009
لا غبار على صحة هذه الصورة المرعبة، فهي فعلاً من قطاع غزة، لكن المعضلة أنها قديمة، فقد التقطت قبل خمس سنوات، وتم إعادة نشرها أثناء حرب غزة الأخيرة.
صورة من: pbs.twimg.com
الأطفال... ضحايا الحروب والمغالطات
هذه الصورة هي أيضا لأطفال فلسطينيين تم تداولها بكثرة في الحرب الأخيرة، لكنها تعود في الأصل إلى حرب غزة سنة 2006. صحف اسبانية نشرت الصورة نفسها سنة 2010 لإيهام الرأي العام الإسباني بأنها لأطفال صحراويين من ضحايا قمع قوات الأمن المغربي، وقد أثارت الصور جدلاً واسعاً في الأوساط المغربية.
صورة من: twitter.com
فيلم آكشن أو حرب حقيقية؟
يبدو للوهلة الأولى أنها صور لإسرائليين أثناء القيام بعملية ماكياج خادع كضحايا للحرب الأخيرة، لكن في الواقع تم أخذ هذه الصور من مجلة وور بينت الأمريكية War Paint Magazin، التي تهتم بفن ماكياج أفلام الحروب والآكشن، وهي لمجموعة من الهواة.
صورة من: pbs.twimg.com
صورة من حلب السورية
هذه صورة المؤلمة لطفلة سورية قُتلت تحت ركام إحدى بنايات حلب بعد قصفها، ويظهر في الأعلى شعار مركز حدث الإعلامي HMC، مصدر الصورة. وتم استعمال هذه الصورة أيضاً للإيهام بأنها التقطت في قطاع غزة.
صورة من: twitter.com
الصورة التي هزت العالم
الصورة الشهيرة لشبح أبوغريب منحت عراقياً حق الإقامة في إحدى الدول الأوروبية، بعد أن أوهم سلطات الهجرة أنه الشبح المعني، وأفردت صحف العالم مساحات واسعة للحديث عن البطل المزعوم، لتكشف نيويورك تايمز أن صاحب الصورة الحقيقي كان شخصاً آخر، كما أفادت مجلة فوكس الألمانية عام 2006.