"نو كينغز"ـ تظاهرات حاشدة ضد ترامب في أنحاء الولايات المتحدة
فلاح الياس أ ف ب، رويترز
١٨ أكتوبر ٢٠٢٥
من نيويورك إلى سان فرنسيسكو، مظاهرات حاشد تعم المدن الأمريكية ضد الرئيس ترامب تحت شعار " لا للملوك" تطالب الرئيس الجمهوري بـ"الرحيل". وأنصار ترامب يصفون المتظاهرين بـ"الإرهابيين" و بـ"كراهية أمريكا".
مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الأمريكية ضد سياسات الرئيس دونالد ترامبصورة من: Joseph Prezioso/AFP
إعلان
عبّر عدد كبير من المتظاهرين السبت (18 أكتوبر/تشرين أول 2025) عن غضبهم ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كل أنحاء الولايات المتحدة . وتوقع المنظمون نزول ملايين الأمريكيين إلى الشوارع تحت شعار "نو كينغز" أي "لا للملوك" احتجاجا على ما اعتبروه "استبداد" الرئيس الجمهوري.
ومن المقرر تنظيم أكثر من 2700 تظاهرة في المدن الأمريكية الكبرى وفي بلدات صغيرة. وفي العاصمة واشنطن نُظمت تظاهرة حاشدة قرب الكونغرس، حيث حضّت الحشود ترامب على "الرحيل" . أما في فلوريدا، فرفع المتظاهرون لافتات تصور الرئيس على شكل ستالين وملكة إنكلترا قرب مقر إقامته في مارالاغو حيث يمضي عطلة نهاية الأسبوع.
مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الأمريكية ضد سياسات الرئيس دونالد ترامبصورة من: Tom Hudson/ZUMA/picture alliance
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز "الاحتجاج السلمي ضد رئيس خارج عن السيطرة هو النهج الأمريكي".
من جانبه قال كبير الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر على موقع "اكس" صباح السبت "لا تدعوا دونالد ترامب والجمهوريين يُرهبوكم ويُسكتوكم".
وشاركت في الدعوة للاحتجاج أيضا المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية لعام 2024 كامالا هاريس ، ونجم هوليوود روبرت دي نيرو.
اتهامات لحركة الاحتجاج بـ"كراهية أمريكا"
وكان ترامب الذي هدد في حزيران/يونيو الماضي بالرد على لمتظاهرين "بقوة كبيرة جدا"، علّق هذا الأسبوع عبر محطة فوكس نيوز قائلا "إنهم يصنّفونني ملكا. أنا لست ملكا".
واستنكر مسؤولون في حزب ترامب التظاهرات، وذهبوا إلى حد مقارنة المتظاهرين بإرهابيين. ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس النواب مايك جونسون المسيرات المقررة بأنها "تعبئة كراهية ضد أمريكا"، قائلا "أراهن على أنكم سترون فيها أنصارا لحماس وأنتيفا" الحركة السياسية التي صنفها الرئيس الأمريكي أخيرا على أنها "منظمة إرهابية".
وفي استهجان لهذا الخطاب، ارتدى العديد من المتظاهرين السبت أزياء غريبة تجسّد حيوانات البطريق والضفادع وحتى فرس النهر، بينما لوّح آخرون بفخر بالعلم الأمريكي.
استنكر مسؤولون في حزب ترامب التظاهرات، وذهبوا إلى حد مقارنة المتظاهرين بإرهابيينصورة من: John Rudoff/REUTERS
وفي منتصف حزيران/يونيو، جمع اليوم الأول من التعبئة التي نظمتها حركة "نو كينغز" والتي تضم حوالي 300 جمعية، ملايين الأشخاص من كل الأعمار، في أكبر احتجاج منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض. وفي ذلك اليوم، احتفل ترامب بعيد ميلاده التاسع والسبعين بعرض عسكري ضخم عبر شوارع العاصمة الأمريكية.
ومنذ تولي ترامب منصبه قبل 10 أشهر، كثفت إدارته من مداهمات سلطات الهجرة، وتحركت لخفض القوى العاملة الاتحادية و قلصت التمويل لجامعات النخبة بسبب قضايا تشمل الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين ضد الحرب في غزة والتنوع في الحرم الجامعي والسياسات ضد المتحولين جنسيا.
كما أرسل ترامب قوات الحرس الوطني في بعض المدن الكبرى والتي قال إنها ضرورية لحماية مسؤولي سلطات الهجرة والمساعدة في مكافحة الجريمة.
تحرير: عبده جميل المخلافي
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.