آلام الدورة الشهرية أمر شائع لدى النساء. غير أن دراسة حديثة تشير إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً مهماً في ظهور آلام الدورة الشهرية. إذ أن تناول بعض الأغذية قد يؤدي إلى التهاب يزيد الألم بشكل حاد.
إعلان
في الاجتماع السنوي الذي تنظمه "جمعية انقطاع الطمث بأمريكا الشمالية" (NAMS)، تم تقديم نتائج دراسة أجريت من أجل معرفة التأثير المحتمل للنظام الغذائي على آلام الدورة الشهرية أو ما يعرف بـ "عسر الطمث". والهدف هو الكشف عن الأطعمة التي تعزز آلام الدورة الشهرية وتلك التي تخفف منها. الدراسة نشرت نتائجها على الموقع الطبي الألماني "Heilpraxis".
تم تقييم العديد من الدراسات التي تناولت الأنماط الغذائية التي تؤدي إلى آلام الدورة الشهرية. ووفق فريق الباحثين، تُظهر نتائج هذه الدراسة أن تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 6 الدهنية يعزز الالتهابات وبالتالي الآلام. وتشير النتائج أيضاً إلى أن تناول أغذية صحية هو وسيلة سهلة وبسيطة من أجل منع أو تقليل حدوث آلام الدورة الشهرية.
النساء "النباتيات" أقل عرضة للإلتهاب!
وفق الباحثين، هناك أدلة على أن تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية وتجنب الأطعمة المصنعة والزيت والسكر يقلل من الالتهاب، الذي عادة ما يكون السبب الرئيس في الآلام الحادة للدورة الشهرية. وأفاد الباحثون أنه عندما يكون هناك التهاب، تنقبض عضلات الرحم بسبب ما يسمى بـ "البروستاغلاندين". بشكل عام يكون لدى الأشخاص النباتيين أدنى مستويات من الالتهاب خلال هذه الفترة. مما يشير إلى الدور المهم الذي تلعبه الدهون الحيوانية بشكل خاص في تطور الالتهاب.
الأبحاث عن تأثيرات النظام الغذائي على آلام الدورة الشهرية وجدت الحل لألمي الشخصي، كما تقول، ساره سانوه، من جامعة "روتجرز" الأمريكية: "أردت أن أجد التفسير العلمي وراء هذا الارتباط". اكتشاف أن بعض الأطعمة يمكنها أن تزيد أو تقلل من الالتهاب، مما يزيد أو يقلل أيضاً من آلام الدورة الشهرية، يوضح أهمية التغذية، التي غالباً لا تُؤخذ في عين الاعتبار.
تعاني حوالي 90 في المائة من المراهقات من آلام الدورة الشهرية، وغالباً ما يلجأن إلى استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للتخفيف من الآلام الحادة. لكن مسكنات الألم هذه قد لا تنجح دوماً في التخفيف منه.
من جانبها توضح الطبيبة ومديرة "جمعية انقطاع الطمث بأمريكا الشمالية" (NAMS)، د. شتيفاني فوبيون، عن آلام الدورة الشهرية وطرق التخفيف منها: "بما أن آلام الدورة الشهرية هي السبب الرئيسي للتغيب عن المدرسة لدى الفتيات المراهقات، فمن المهم البحث عن طرق للتخفيف منها. وقد يكون التغيير في النظام الغذائي، حلاً بسيطًا يمكن أن يوفر لهن قدراً من الراحة".
إ.م
مواد طبيعية مهدئة للآلام ومسكنة للأوجاع المزمنة
نستعرض لكم هنا بعض أهم مسكنات الألم الطبيعية والأعشاب المتاحة التي تقوم بتخفيف الآلام المزمنة بطريقة لطيفة. وينبغي أيضا بالإضافة إلى ذلك التفكير في نظام غذائي مناسب يعمل على تخفيف الالتهابات والأوجاع الجسدية والحد منها.
صورة من: margo555/Fotolia
عشبة مخلب الشيطان: تعمل منذ مئات السنين على تخفيف آلام العضلات والعظام "الجهاز الحركي للإنسان". ويوصى بها لعلاج هشاشة العظام وآلام الظهر نظرا لخصائصها الجيدة المضادة للالتهابات. أظهرت دراسة علمية عام 2006 أن جرعة يومية (من 50 إلى 100 ميلليغرام) من كبسولات هذه العشبة المتوفرة في الصيدليات هي وسيلة موثوقة لتخفيف الآلام.
صورة من: Imago
الكركمين: مادة صفراء من البهارات موجودة في خلطة الكاري الهندي. وأظهرت الدراسات أنها تخفض مستويات الالتهاب في الدم وبالتالي فهي مفيدة لتخفيف الألم. تناول بهار الكركمين ثلاث مرات (من 400 إلى 600 ميلليغرام على الأقل) يساعد على تخفيف الألم المختص به. وقد يكون من الضروري زيادة الجرعة إلى 3 أو 5 غرامات يوميا. في الصورة بهارات متنوعة.
صورة من: Holger Casselmann
زهرة العطاس: الجدات يستخدمن مرهم زهرة العطاس أو صبغتها في معالجة الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة كآلام العضلات والمفاصل. فرك المرهم على سطح الجلد يسرع من الشفاء ويخفف الألم.
صورة من: Fotolia/Fel1ks
البخور: يوجد داخل أشجار البخور، وبالإمكان أيضا دهن زيوت البخور على الجلد لتخفيف الألم والحد من تفاقم الالتهابات. ويمنع البخور رد فعل الجهاز المناعي المبالغ فيه الذي الناجم عن التهاب المفاصل والذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، ويحسن البخور هنا القدرة على الحركة. وباستخدام عشبة الكركم بالإضافة إلى البخور تزداد القدرة على الشفاء.
صورة من: Anne Allmeling
الإنزيميات البروتينية: تقوم بتحليل البروتينات إلى أجزاء أصغر، وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم البشري. ومن المعروف أن الإنزيمات المحللة للبروتين تقلل من مستوى الالتهاب في الدم وتعمل ضد التورمات والألم والانتفاخات الممتلئة بالماء. ويتم تناولها على شكل كبسولات تنفتح في الأمعاء ثم تذهب إلى مجرى الدم. الصورة رمزية لجزيء بروتين.
صورة من: M. Rief
الزنجبيل: يعتبر من مسكنات الألم الطبيعية، ويستخدم الزنجبيل ضد آلام العضلات والمفاصل وكذلك لتخفيف الصداع النصفي والغثيان.
صورة من: Fotolia/kostrez
أحماض أوميغا 3 الدهنية: لا يمكن للجسم البشري إنتاجها بنفسه، ولكنها مهمة للعديد من العمليات والمهام الجسدية. ولذلك على الإنسان معرفة الأغذية المتوفرة فيها هذه الأحماض، مثل سمك السلمون والتونة والسردين وفي بذور اللفت والكتان وزيت الجوز، ويمكن تناولها أيضا على شكل مكملات غذائية من الصيدلية. وهي مضادات قوية للأكسدة وتخفف من الالتهابات والألم وتستخدم في علاج هشاشة العظام.
صورة من: picture-alliance/chromorange
المغنيسيوم موجود مثلا في اللوز والجوز: ويفيد ضد اضطرابات الدورة الدموية وتشنجات العضلات وانخفاض إيصال المواد المغذية إلى خلايا الجسم. فكل هذا يمكنه أن يسبب الألم، وذلك نتيجة لنقص المغنيسيوم. المعادن مثل المغنيسيوم تريح الجسم والنفس، وإراحة كليهما مهم للحد من الألم، كما نقل موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت " الإلكتروني. إعداد: علي المخلافي