1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"لا نخاف الموت".. تنامي خطر اليمين المتطرف في ألمانيا!

٢٦ فبراير ٢٠٢٠

إيديولوجية اليمين التطرف تشكل تهديدا كبيرا على المستوى العالمي، نظرا لسلسة الاعتداءات التي تم تنفيذها مؤخرا. وهكذا قادت دردشة خاصة إلى اعتقال "زعيم" مجموعة يمينية متطرفة تخطط لهجمات إرهابية في ألمانيا.

صورة رمزية لليمن المتطرف وهي من مظاهرة ليمينيين متطرفين في مينة إيسن بغربي ألمانيا
خطر المجموعات اليمينية المتطرفة عابر للقارات وهي مرتبطة ببعضها بشبكات سرية مثل الشبكة المظلمةصورة من: picture-alliance/J. Tack

الهجوم المسلح المروع الذي شهدته  مدينة هاناو بألمانيا على مقهيين للشيشة وراح ضحيته 9 قتلى على الأقل، أثبتت التحقيقات أن دافعه الكراهية ومعاداة الأجانب ومرتكبه متأثر بإيديولوجية النازيين الجدد. هذا الهجوم أعاد إلى الأذهان سلسلة الاعتداءات التي ارتكبتها جماعات يمينية متطرفة في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة. فمنذ عام 2012 ارتفع عدد الهجمات بدافع عنصري متطرف بشكل كبير.

وقد استطاعت الشرطة الألمانية في مطلع الشهر الجاري فبراير/شباط توقيف أعضاء مجموعة يمينية متطرفة بألمانيا أرادوا تنفيذ هجمات واسعة ضد مساجد في مناطق مختلفة من ألمانيا على غرار ما شهدته نيوزيلندا العام الماضي.

وأدانت الحكومة الألمانية تلك المخططات "المرعبة"، وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن "ما تم الكشف عنه مرعب، (من المخيف) رؤية مجموعة تتجه بوضوح نحو التطرف بهذه السرعة". وأضاف أنه من "المهم أن تتم حماية أماكن العبادة".

وتم القبض على زعيم مجموعة النازيين الجدد هذه في بلدة صغيرة بولاية بافاريا، في إطار مكافحة الإرهاب، كما اعتقل 11 شخصاً آخرين. ووفقًاً لتصريحات زعيم المجموعة، فقد تلقى تدريبات عسكرية مع القوات المسلحة الألمانية وصنع سلاحه الخاص في قبو منزل والديه.

وبحسب تقرير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية نشرته على موقعها الالكتروني، تم كشف المجموعة اليمينية وتعطيل مخططاتها واعتقال أعضائها و"قائدهم" المزعوم بعد اختراق مجموعة دردشة داخلية من قبل شخص آخر متخف، كشف عن الكره الذي تبثه هذه المجموعة التي تسمى "Feuerkrieg Division" واختصاراً (FKD) ويعني باللغة العربية "فرقة حرب النار". و الجدير بالذكر أن هذه المجموعة منتشرة في العديد من الدول حول العالم ومرتبطة بشبكات مختلفة، كما في ألمانيا.

في 6 أكتوبر/ تشرين الأول عثر على حقيبة بداخلها عبوة ناسفة ذاتية الصنع أمام مبنى في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، إلى جانب صليب معقوف على الجدار، غير أن العبوة لم تنفجر. وبعد يومين في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت مجموعة "FKD" فيديو على قناتها الخاصة في تيلغرام، يستعرض التقارير الصحفية حول الهجوم الفاشل وصوراً للأجهزة المتفجرة ذاتية الصنع، وكان عتوان الفيديو "تهديداتنا ليست فارغة".

"قائمة الموت"

وتُذكر هذه الشبكات التي ظهرت مؤخراً مع أيديولوجيتها الإرهابية اليمينية وتهديدات العنف والجرائم العنصرية بمجموعة المتطرفين البيض"فرقة السلاح النووي" (Atomwaffen Division) إحدى أخطر المجموعات التي نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل مسؤولية العديد من جرائم القتل وكما يبدو أنها قد وصلت إلى ألمانيا التي ما تزال تشكل أرضاً خصبة لتفشي النازية على الرغم من مرور عقود على هزيمة زعيم النازية أدولف هتلر.

ففي حزيران/ يونيو من العام الماضي، قُتل فالتر لوبكه رئيس حكومة مدينة كاسل، سياسي مؤيد للهجرة، بالرصاص بينما كان جالساً على شرفة منزله، وكانت تلك أول جريمة قتل لسياسي ألماني بدوافع متطرفة يمينية منذ عام 1945.

وبحسب دير شبيغل تلقى سياسيون ألمان مثل النائبين عن حزب الخضر، كلوديا روت ووس أوزديمير، رسائل تهديد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وجاء في الرسالة الإلكترونية التي أرسلت إلى أوزديمير "أصبحت الآن على قائمة الموت لدينا". وفي الرسالة الموجهة إلى روت، نائبة رئيس البرلمان الألماني: "أنت حالياً الاسم الثاني في قائمة الموت". ووقعت كلتا الرسالتين: "مع خالص التقدير، فرقة السلاح النووي- فرع ألمانيا" .

وتنشر المجموعة مقاطع الفيديو الدعائية والصور والأيديولوجية عبر الشبكات الاجتماعية و"الشبكة المظلمة/Darknet" وعلى قناتها الخاصة على "Telegram"  وتدعو إلى اتباع المجموعة التي تتوق إلى "حرب عنصرية".

"سنقتل كل من يقف في طريقنا"

وكانت "فرقة حرب النار" أو "FKD" قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي: "لا نخاف الموت وسنقتل كل من يقف في طريقنا". ووفقاً لتقرير مجلة دير شبيغل فإن بعض أعضاء مجموعة (FKD) الألمانية هم أيضاً أعضاء في مجموعة "فرقة الحرب النووية".

هذا وتعمل كل الشبكات النازية الجديدة في خلايا صغيرة مستقلة، تقوم على مبدأ "المقاومة بلا قيادة"، وهو مفهوم تم نشره داخل الهياكل المتطرفة اليمينية لعقود من الزمن.

لم يظل نشاط "FKD" مخفياً عن السلطات الأمنية، فقد تم اعتقال العديد من الأعضاء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بعد الكشف عن التحضير لهجمات. في بداية شهرشباط/ فبراير، اعترف أحد أعضاء "FKD" البالغ من العمر 24 عاماً من ولاية نيفادا الأمريكية بالتخطيط لهجمات على كنيس يهودي وناد للمثليين في لاس فيغاس.

 وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، ألقت السلطات الأمريكية القبض على جندي في كانساس قام بتوزيع تعليمات بناء القنابل وتحدث عن أهداف محتملة لهجمات إرهابية.

ويشيد الأعضاء بقتلة متطرفين مثل تشارلز مانسون وأندرس بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011 بدوافع كراهية وعنصرية. وتركزت محادثات كثيرة على البناء الذاتي والتهريب أو الشراء غير المشروع للأسلحة وإنتاج القنابل. وتدور النقاشات مراراً وتكراراً  حول الأهداف "الجديرة بالاهتمام" ومهاجمتها.

ريم ضوا

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW