لبنان: أكثر من 30 قتيلا بغارات إسرائيلية في جنوب وشرق البلاد
٩ نوفمبر ٢٠٢٤
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن قصفاً إسرائيلياً على عدة مناطق في لبنان أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصا، فيما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف "مواقع إرهابية لحزب الله". وحزب الله يعلن استهداف مناطق عدة في شمال إسرائيل بالصواريخ.
إعلان
قُتل 31 شخصا على الأقل السبت (9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024) في غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان اللذين يعتبران معقلين لحزب الله، وفق ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
في شرق لبنان، قالت الوزارة إن "غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك-الهرمل أدت إلى 20 شهيداً، بينهم 11 في بلدة الكنيسة"، إضافة الى 14 جريحاً.
وفي جنوبه، أوردت الوزارة أن خمسة أشخاص قتلوا في ضربة إسرائيلية استهدفت بلدة حناويه قرب صور، لافتة أيضاً الى أن خمسة مسعفين من جمعية "كشافة الرسالة" التابعة لحركة أمل حليفة حزب الله، ومسعفاً واحداً من الهيئة الصحية التابعة للحزب قُتلوا في ضربة إسرائيلية استهدفت "نقاط تجمع المسعفين" في بلدة دير قانون.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس": "أغارت طائرات حربية على بنى إرهابية لحزب الله في منطقتيْ صور وبعلبك. من بين الأهداف المستهدفة عناصر حزب الله وشقق عملياتية ومستودعات أسلحة تابعة له".
وفي وقت سابق اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي عبر تطبيق تليغرام، أن سلاح الجو شن هجمات على أهداف تابعة لحزب الله في جنوب بيروت بعد منتصف الليل.
وقال الجيش إن سلاح الجو استهدف "مراكز قيادة وموقعا لتصنيع الأسلحة، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية"، في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معقلا للجماعة المدعومة من إيران. وبحسب الجيش الإسرائيلي، جرى اتخاذ خطوات قبل الضربات "لتخفيف خطر إلحاق أذى بالمدنيين".
الحرب تلقي بظلالها على مدينة بعلبك القديمة في لبنان
02:37
وفي منطقة أخرى من الجنوب، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية أن "طائرة مقاتلة للعدو" دمرت منزلين في مدينة النبطية.
والجمعة، قتل سبعة أشخاص في غارات إسرائيلية على مدينة صور في جنوب لبنان وفق حصيلة جديدة أوردتها وزارة الصحة اللبنانية السبت، وأشارت إلى وجود "أشلاء سيتم العمل على تحديد هوية أصحابها بإجراء فحوص الحمض النووي"، مضيفة أن عمليات رفع الأنقاض مستمرة.
من جهته، أعلن حزب الله في بيان السبت إسقاط مسيرة إسرائيلية من نوع هرميس 450 "بصاروخ أرض-جو" فوق قرية قريبة من الحدود في جنوب لبنان.
وتبنّى الحزب كذلك في بيانات متتالية استهداف مناطق عدة في شمال إسرائيل بالصواريخ، ضمنها قاعدة عسكرية ومنطقة الكريوت شمال مدينة حيفا.
وأعلن الحزب استهداف قوات إسرائيلية في منطقة أفيفيم الإسرائيلية وقاعدة حيفا التقنية الإسرائيلية ومصنع "ملام" العسكري الإسرائيلي بـ"صواريخ نوعية".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
ع.ح/ع.ج/م.ع.ح (أ ف ب ، د ب أ)
من الفصائل الفلسطينية لحزب الله.. حروب إسرائيل ولبنان في صور!
على الرغم من تصاعد العنف مؤخرًا، إلا أنه ومنذ عقود هناك معارك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وكذلك في الداخل اللبناني. في هذه الصور نقدم نبذة تاريخية للنزاعات العسكرية بين لبنان وإسرائيل.
صورة من: Aziz Taher/REUTERS
قبل 1948
أصبح لبنان مستقلاً عن الانتداب الفرنسي في عام 1946. حتى قبل إعلان دولة إسرائيل، كان اللبنانيون يناقشون نوع العلاقة التي يمكن أن يقيموها مع جيرانهم. لطالما مثلت الحكومة اللبنانية مجموعة واسعة من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، كان البعض يشعر أن بإمكانهم التحالف مع الصهاينة الراغبين في تأسيس دولة، بينما عارض آخرون ذلك.
صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance
لاجئون فلسطينيون يفرون إلى لبنان
بعد حرب 1948 بين إسرائيل، حديثة التأسيس، وعدد من الدول العربية، اتفقت الأطراف، بما في ذلك لبنان، على خطوط هدنة رسمية. أسفر هذا الاتفاق عما يعرف بخط الهدنة 1949 أو الخط الأخضر. في نهاية الحرب، كانت إسرائيل تسيطر على حوالي 40% من المنطقة المخصصة في الأصل للفلسطينيين وفق خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947. أدت الحرب إلى لجوء 100 ألف فلسطيني إلى لبنان.
صورة من: Eldan David/Pressebüro der Regierung Israels/picture alliance /dpa
فرار جديد إلى لبنان
ظهرت مجموعات فلسطينية جديدة، منها فتح، وبدأت في شن هجمات على إسرائيل عبر الحدود، من لبنان وسوريا والأردن. في الآن ذاته، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب واستعدت مصر وسوريا والأردن للحرب ضد إسرائيل، لكنها تعرضت لهزيمة عام 1967 فيما عرف بحرب الأيام الست. مرة أخرى، لجأ آلاف الفلسطينيين إلى لبنان إثر احتلال ما تبقى من أراضيهم المخصصة لهم بقرار أممي.
صورة من: Express/Express/Getty Images
انتقال الفصائل الفلسطينية إلى لبنان
عام 1970، بعد معارك فاشلة مع الجيش الأردني فيما بات يعرف ب"أيلول الأسود"، نقلت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها الرئيسي من الأردن إلى العاصمة اللبنانية، بيروت. وحولت مقرها العسكري إلى جنوب لبنان. هذا أدى إلى زيادة في الصراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل. كان لبنان قد وافق على وجود مخيمات فلسطيينة على ترابه تديرها هذه المنظمة.
صورة من: Nicole Bonnet/AFP
دخول اليونيفيل
غزت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، لملاحقة المقاتلين الفلسطينيين الذين استمروا في شن غارات عبر الحدود ومن ذلك هجوم على حافلة مدنية إسرائيلية أوقع عدة قتلى، في وقت عاش فيه لبنان حالة حرب أهلية بين مجموعات لبنانية ضد مجموعات لبنانية وفلسطينية. دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى انسحاب فوري وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 425 وأنشأت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام باسم "يونيفيل" لا تزال تعمل إلى اليوم.
صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP
اجتياح إسرائيل للبنان
في يونيو/ حزيران 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان، ووصلت إلى بيروت، مبررة تدخلها بملاحقة المقاتلين الفلسطينيين. وكانت "مذبحة صبرا وشاتيلا" التي نفذتها قوات مسيحية يمينية لبنانية، بحق المدنيين الفلسطينيين في المخيمين، أحد أبرز الفصول الدامية، ووجدت لجنة تحقيق إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية سمحت بوقوعها.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
ظهور حزب الله
أدى الغزو الإسرائيلي للبنان في النهاية إلى إنشاء حزب الله. عندما قرر مجموعة من رجال الدين الشيعة في لبنان حمل السلاح ضد الإسرائيليين، بدعم من إيران. عام 1985 انسحبت إسرائيل إلى الجنوب، حيث احتلت رسميًا منطقة تبلغ حوالي 850 كيلومترًا مربعًا بين النهر والحدود الإسرائيلية، وانسحبت عام 2000، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425. بعد مواجهات مستمرة مع مقاتلي حزب الله.
صورة من: Fadel Itani/NurPhoto/IMAGO
مواجهات متعددة
وقعت مواجهات متعددة قبل الانسحاب، أهمها "حرب الأيام السبعة" عام 1993، ثم عملية "عناقيد الغضب" عام 1996 عندما قصفت إسرائيل الجنوب اللبناني ومطار بيروت ومحطات طاقة، ورد حزب الله بإطلاق الصواريخ. شهد ذلك العام قصفا إسرائيليا لمجمع تابع للأمم المتحدة قرب قرية قانا اللبنانية أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يحتمون هناك، من بينهم حوالي 37 طفلاً، وجرح المئات، ووصفته إسرائيل بأنه حادث.
صورة من: Joseph Barrak/AFP/Getty Images
حرب 2006
قام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين. رفضت إسرائيل طلب الإفراج المتبادل عن أسرى، وردت بما عرف "حرب تموز". أدى النزاع إلى نزوح حوالي مليون لبناني ونصف مليون إسرائيلي، كما قتل حوالي 1,200 لبناني، و158 إسرائيلي، جلهم من الجنود. تعرضت البنية التحتية اللبنانية لأضرار بالغة. انتهى القتال بقرار من مجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توسيع مهام يونيفيل.
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
ضربة موجعة للحزب
منذ 2006، كانت هناك هجمات متبادلة منتظمة عبر الحدود الجنوبية للبنان، لكنها لم تصل للحرب الشاملة. دخل حزب الله، المصنف إرهابياً في عدة دول، الحرب الحالية بمبرّر "إسناد غزة"، بهجمات صاروخية على شمال إسرائيل، لكنه تلقى ضربة موجعة بعد تفجير أجهزة البيجر ومقتل وإصابة المئات من عناصره، ثم الضربة الأخطر باغتيال الصف الأول من قياداته وفي مقدتهم حسن نصر الله.