اتهم القضاء اللبناني السبت (11 أغسطس/ آب 2012) رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، بتهمة القيام بـ"أعمال إرهابية" بواسطة عبوات ناسفة والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية، حسب ما ما ذكر مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.

وجاء في الادعاء أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي سامي صادر، ادعى على الوزير السابق ميشال سماحة واللواء علي مملوك وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان "بجرم تأليف جمعية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وإثارة الاقتتال الطائفي، عبر القيام بأعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها بعد أن جهزت من مملوك وعدنان".

كما أشار الادعاء إلى أن الثلاثة قاموا بـ"التخطيط لقتل شخصيات سياسية ودينية". وفور حصول الادعاء، باشر قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا باستجواب سماحة، الذي "استمهل طالباً استجوابه في حضور وكيله"، كما ذكر المصدر القضائي. وتم على إثر ذلك إرجاء جلسة التحقيق بعد أن اصدر القاضي "مذكرة توقيف وجاهية في حقه".

"سماحة وقع في فخ"

وكانت قوات الأمن اللبنانية قد أوقفت سماحة، المعروف بقربه من النظام السوري، الأربعاء الماضي في منزله ببلدة الجوار، شمال شرق بيروت، وقامت بتفتيش دقيق لمنزله ولمكتبه ومنزل آخر يملكه في بيروت. وأوضح مصدر أمني آنذاك لفرانس برس أن سماحة أوقف على خلفية قيامه بنقل عبوات كان سيتم تفجيرها في مناطق لبنانية عدة، خصوصاً في الشمال.

ونشرت الصحف اللبنانية الصادرة السبت تفاصيل عن التحقيق الذي أجري مع سماحة، والتي جاء فيها أن شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي أوقعت سماحة في فخ بعد أن جندت أحد الأشخاص الذين ينسق معهم في موضوع التفجيرات لحسابها، مضيفة أن الشخص المذكور قام بتصوير سماحة وهو يقوم بنقل المتفجرات من سيارته إلى سيارة أخرى ويسلمها إلى الشخص المعني مع مبلغ بقيمة 170 ألف دولار.

وحسب وتفيد معلومات صحفية أن سماحة اعترف بكل الوقائع، وبأنه نقل العبوات البالغ عددها 24، بينها أربع عبوات كبيرة تزن الواحدة منها حوالي 15 كيلوغراماً من دمشق، لكن لم تتأكد هذه المعلومات من قبل سماحه نفسه.

يشار إلى أن اللواء علي مملوك تسلم منصب مدير مكتب الأمن الوطني في سوريا في الرابع والعشرين من يوليو/ تموز الماضي. وكان قبل ذلك مديراً لأمن الدولة. وأوضحت مصادر أمنية سورية آنذاك أن مملوك، البالغ من العمر 66 عاماً وينتمي إلى الطائفة السنية، "أصبح رئيساً لمكتب الأمن الوطني برتبة وزير، وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية".

(ي.أ/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي