لبنان - ارتفاع عدد ضحايا قارب المهاجرين والمفتي يدعو للهدوء
٢٥ أبريل ٢٠٢٢
ارتفع عدد ضحايا غرق قارب المهاجرين بلبنان لسبعة وفيات بعد العثور على ضحية جديدة. وتختلف الروايات حول عدد ركاب القارب وسبب غرقه. ودعا أهالي الضحايا لـ"يوم غضب"، بينما دعا المفتي للهدوء مؤكدا أنه لن يمر بدون محاسبة.
إعلان
تواصل فرق الانقاذ في لبنان اليوم (الاثنين 25 أبريل / نيسان 2025) البحث عن مفقودين جراء غرق قارب لمهاجرين في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، أثناء محاولة الجيش توقيفه قبالة السواحل اللبنانية.
وكان على متن القارب عشرات الأشخاص، وتعد الحادثة هي الأسوأ منذ سنوات، خصوصاً مع تكرر محاولات الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر، هرباً من الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بلبنان منذ صيف 2019.
وقال مسؤول في ميناء طرابلس الاثنين إن الجيش اللبناني عثر على جثة أخرى في حادث غرق قارب المهاجرين في البحر قبالة ساحل لبنان الشمالي خلال الليل ليرتفع عدد القتلى إلى سبعة مع استمرار جهود الإنقاذ.
وقال مدير عام مرفأ طرابلس أحمد تامر لوكالة فرانس برس "تم انتشال جثة سيدة من آل النمر اليوم من شاطئ طرابلس".
وكان الجيش انتشل خلال اليومين الماضيين جثث ستة أشخاص، بينهم طفلة.
وأبلغ أحمد تامر رويترز بأن عمليات البحث مستمرة، وقال إن عمليات الإنقاذ استمرت طيلة الليل.."، وأضاف أن "من كانوا على متن المركب لبنانيون وسوريون وفلسطينيون".
ومع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تضاعف عدد المهاجرين الذين يحاولون الفرار بحراً وغالباً ما تكون وجهتهم قبرص. وقد بدأ الأمر مع لاجئين فلسطينيين وسوريين لا يترددون في القيام بالرحلة الخطيرة، قبل أن يلجأ لبنانيون أيضاً إلى الأمر ذاته.
دعوة إلى "يوم غضب"
وتتضارب المعلومات حول عدد ركاب القارب، فالصليب الأحمر اللبناني كان قد أعلن أول أمس السبت غرق القارب وعلى متنه حوالي 60 شخصا، بينما تحدثت الأمم المتحدة عن 84 شخصاً على الأقل من نساء ورجال وأطفال، مشيرة إلى أن "العديد" لا يزالون في عداد المفقودين. وأعلن الجيش الأحد أنه تمت إعادة 48 شخصاً إلى الشاطئ.
كما لم تتضح حتى الآن ظروف الحادثة، ففيما اتهم ناجون القوات البحرية بإغراق القارب أثناء محاولة توقيفه، قال الجيش إن قائد المركب نفذ "مناورات للهروب (...) بشكل أدى إلى ارتطامه".
وقال الجيش إن المركب انقلب لأنه كان يحمل أكثر من طاقته. وفي تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" قال الجيش: "تتواصل عمليات البحث والإنقاذ التي ينفذها براً وبحراً وجواً بعد غرق المركب، الذي كان على متنه عشرات الأشخاص، قبالة شواطىء طرابلس".
المفتي: لا يمكن أن تمر دون محاسبة
وتجمع أقارب الضحايا خلال عطلة نهاية الأسبوع خارج المستشفيات في طرابلس حيث كان الجرحى يتلقون العلاج. وانتظر عدد قليل من الرجال خارج الميناء صباح اليوم الاثنين على أمل العثور على أحبائهم المفقودين.
ودعا أهالي المتوفين إلى "يوم غضب" في طرابلس بالتزامن مع تشييع عدد من الضحايا ظهر الاثنين. وقد رافق تشييع إحدى الضحايا في منطقة باب التبانة إطلاق نار كثيف في الهواء.
ومن جانبه، دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم الاثنين "أبناء طرابلس والشمال وعكار إلى الهدوء والتروي لحين إجراء التحقيق الشفاف من قبل قيادة الجيش والقضاء المختص لكشف ملابسات الكارثة التي لا يمكن أن تمر دون محاسبة ومعاقبة كل من تسبب بهذه الجريمة النكراء.."
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم عن دريان قوله إن "الدولة مسؤولة عن تردي الوضع الخطير الذي وصل إليه المواطن مما جعله يحاول أن يغادر بلده إلى المجهول، بأية طريقة لتأمين سبل العيش الكريم بسبب المعاناة المعيشية التي تلاحقه يوميا".
وتسببت الأزمة الاقتصادية في لبنان في فقد العملة المحلية أكثر من 90 في المئة من قيمتها ودفعت موجات من اللاجئين اللبنانيين والسوريين إلى محاولة السفر إلى أوروبا على متن قوارب صغيرة.
ح.ز/ ص.ش (رويترز/ د.ب.أ/ أ ف ب)
في محطات: لبنان في مواجهة أزمات سياسية وتدهور اقتصادي
يشهد لبنان منذ عقود أزمة سياسية واقتصادية بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في تلبية احتياجات المواطنين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهر للمطالبة بـ "التخلص من نخبة حاكمة فاسدة". ويلعب التشرذم الطائفي دورا كبيرا في الأزمة.
صورة من: Reuters/A. M. Casares
2019: أسوأ اضطرابات منذ انتهاء الحرب الأهلية
أدخلت المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في اضطرابات سياسية تزامنا مع أزمة اقتصادية حادة وأثارها الغضب المتصاعد من "ساسة طائفيين" يهيمنون على الحكومة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. والاضطرابات الحالية التي تمثل إحدى أسوأ فترات القلاقل منذ انتهاء الحرب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
2005: مقتل رفيق الحريري ودخول حزب الله الحكومة
قُتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين. وتلى ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا. وحصل حزب الله على تمثيل في الحكومة لأول مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
2006: حزب الله يتسبب في حرب مع إسرائيل
في يوليو/ تموز خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا. وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.
صورة من: AP
2007: حكومة السنيورة تحت الضغوط
واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة. وفي مايو بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر.
صورة من: AP
2011: سقوط حكومة سعد الحريري
أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري. (الصورة تعود لعام 2009)
صورة من: AP
2012: تدخل حزب الله لدعم بشار الأسد في إخماد الثورة
انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. ولعب الحزب ولايزال يلعب دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Central Military Media
2015 "طلعت ريحتكم"
اندلعت أزمة بسبب القمامة حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار "طلعت ريحتكم". وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفي في تلبية احتياجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.
صورة من: Alice Kohn
2017: سعد الحريري في قبضة العربية السعودية
في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017 تدهورت بشدة علاقة سعد الحريري مع السعودية التي أغضبها اتساع نفوذ حزب الله في لبنان. وصار معلوما على نطاق واسع أن الرياض أجبرت الحريري حينئذ على الاستقالة واحتجزته داخل المملكة. ونفت السعودية كما نفى الحريري حدوث ذلك، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد احتجاز الحريري في السعودية.
صورة من: Reuters
2019: الاحتجاجات تدفع الحريري إلى الاستقالة
ومع ركود النمو الاقتصادي وتدفقات رؤوس الأموال واجهت الحكومة ضغوطا للحد من العجز الهائل في الميزانية.
وخرج الآلاف في احتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد بعد فشلهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية.
وفي 18 أكتوبر تراجعت الحكومة عن بعض مقترحاتها لحل الأزمة، لكن الاحتجاجات استمرت. وفي 29 أكتوبر قدم الحريري استقالته رغم معارضة حزب الله.