لبنان: اعتقال ثمانية أشخاص بعد إحراق مخيم للاجئين سوريين
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠
أعلن الجيش اللبناني أنه اعتقل ثمانية أشخاص بعدما دفع خلاف مجموعة من اللبنانيين لإحراق مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في شمال البلاد.
إعلان
قال بيان للجيش اللبناني "أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة بحنين- المنية (شمال)، مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية اشكال فردي وقع مساء أمس في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين".
وأضاف البيان أن الخلاف "تطور إلى إطلاق نار في الهواء من قبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضا لإحراق خيم النازحين السوريين"، بدون إعطاء تفاصيل حول سبب الخلاف.
وشب الحريق أمس السبت في المخيم الذي يأوي 75 عائلة قرب بلدة بحنين في شمال لبنان في منطقة المنية، ما حول المخيم بأكمله الى أرض محروقة.
واضطر سكان المخيم البالغ عددهم 370 شخصا إلى الفرار، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وتم نقل أربعة أشخاص على الأقل الى المستشفى لإصابتهم بجروح.
واليوم الأحد (27 كانون الأول/ ديسمبر 2020) عاد عشرات اللاجئين لتفقد المخيم في محاولة لإنقاذ ما تبقى من مقتنياتهم التي يمكن ان تكون قد سلمت من الحريق.
وقالت أميرة عيسى البالغة 45 عاما والتي لجأت من حمص الى لبنان مع عائلتها هربا من الحرب قبل ثماني سنوات وهي تبكي "عدنا لتفقد محتويات خيمتنا الصغيرة فعرفنا أننا لم نعد نملك شيئا، كما لا نستطيع تأمين مأوى بديل لنا بانتظار من يمد لنا يد العون".
وأضافت وهي تفتش عن بقايا أغراضها بين الركام "خسرنا كل شي بلحظة واحدة، وعاش أطفالي الأربعة رعبا لا مثيل له أثناء هربنا من النيران المشتعلة".
وأعرب مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية لوكالة سانا الرسمية "عن الأسف الشديد" للحادث الذي "أدى الى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى".
وأضاف المصدر أن سوريا "تجدد الدعوة للمواطنين السوريين الذين أرغموا على مغادرة البلاد بفعل الحرب الظالمة على سوريا للعودة إلى وطنهم"، مؤكدا أن الحكومة "تبذل كل الجهود لتسهيل هذه العودة".
وقال المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة للاجئين خالد كبارة إنه تم نقل سكان المخيم "إلى مخيمات غير رسمية قريبة (...) أو قدم لهم سكان المنطقة المأوى". وأضاف "رأينا مستوى ملحوظا من التضامن من المجتمع اللبناني الذي قدم مستشفيات ومدارس شاغرة لإيوائهم".
ويقول لبنان إنه يستضيف 1,5 مليون لاجىء سوري، بينهم نحو مليون مسجلين كلاجئين لدى الأمم المتحدة. ودعت السلطات اللاجئين للعودة الى سوريا على الرغم من تحذير جماعات حقوقية ان سوريا ليست بلدا آمنا للعودة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر فرت نحو 270 عائلة سورية من بلدة بشري في شمال لبنان ايضا بعد اتهام سوري بقتل أحد أبناء البلدة، ما أثار موجة واسعة من التوتر.
م.أ.م/ ص.ش (أ ف ب )
أطفال لاجئون في لبنان... سعادتُهم مُؤجّلة
يعيش اللاجئون في المخيمات اللبنانية تحت ظروف صعبة. مهاجر نيوز قصد "المخيم 002" في بلدة الطَيْبِة البقاعية، على بعد أكثر من 80 كلم من بيروت، لتوثيق مشاهدات أبطالها صغار وسعادتهم مؤجلة وأحلامهم مُعلّبة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
أطفال جمعتهم المعاناة
من الرقة ودير الزور وعين عيسى ومنبج قدمت عائلاتهم إلى بلدة الطَيْبِة البقاعية. بعض الأطفال من وُلد في المخيم، ومنهم من سار مع عائلته على درب رحلة الحزن الطويلة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
"عمالة" مبكرة
قبل التعليم واللهو، وقبل "الخربشات" الطفولية المُفتَرَض أنها بديهية... قبل كل شيء، يعمل الصغار مع عائلاتهم على جمع العبوات البلاستيكية، وأغصان الأشجار بهدف التدفئة. ففي خلفية المشهد جبال مكللة بالثلوج، و"الجنرال الأبيض" ضيف شبه دائم أيام الشتاء والعواصف.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
وحل الشتاء يزيد المعاناة
يُشكل الأطفال الفئة الأكبر عددا في مخيم الطَيْبة كغيره من المخيمات. وكيفما جلت بناظريك تجدهم يتنقلون استجابة لنداءات عائلاتهم. يُحطيون بالآباء والأمهات، أو يُطلّون من نوافذ خيمهم المهددة بالسقوط في أي لحظة تحت وطأة الثلوج أو الرياح العاصفة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
أحذية مهترئة
أرضية المخيمات تُرابية مُوحِلَة. وعلى الرغم من ذلك، ينتعل الأطفال أحذية مهترئة ممزقة. وإن وُجد من يملك منهم زوجين آخرين من الأحذية فإنه يحفظها للذهاب إلى المدرسة، إن كان ممن يحظون بالتعليم، فهنا ليس الكل يتعلمون أو متعلمين.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
الحلم بأبسط الحقوق
مَلَك (10 سنوات)، وداد (12 سنة)، فادي (10 سنوات) وغيرهم من الصغار، يحلمون بأبسط الحقوق: "نُريد مدرسة في مخيّمنا إن طال بقاؤنا. مدرستنا بعيدة، ونريد أن نتعلم. نريد معلمات ومعملين متفهمين لمأساتنا".
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
مسؤولية أكبر من العمر
الطفلة هذه صغيرة في السن، كبيرة في المسؤولية. لا وقت، ولا إمكانيات تخولها الذهاب إلى المدرسة مثلاً. فمن العائلات من يُفضل إرسال بعض أبنائهم إلى المدرسة ويُبقون على آخرين في المخيم للمساعدة. وهي في هذه الصورة تحمل باقة من القش لكَنْس الحجارة والأتربة داخل خيمتها.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
مساعدات قليلة
تقدّم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان/ UNHCR للعائلات النازحة مبلغا ماليا قدره 24 يورو (27 دولارا أميركيا) شهرياً عن كل فرد من أبنائها، إضافة إلى مبلغ 150 يورو لشراء مادة المازوت للتدفئة لكل عائلة.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
ألعاب مهترئة
يحدُث أن يجد الأطفال لعبة مهترئة مرمية في مكان ما... فيستحضرونها إلى مخيمهم ويلهون بها على "علاتها"، بل وتغدو مادة للتجاذبات لتبادل الأدوار باللهو بها، كما لو أنها جديدة!
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
"مصلحو دراجات" صغار
دراجة مهترئة واحدة... وأطفال كثر. يصلحون ما أمكن فيها، وهي في النهاية ملك من يجدها أولاً، في الحقول المجاورة أو حتى قرب مكبات النفايات.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
يعيشون في بقايا خيم!
في المخيم 002 كما في غيره، لا تستغرب إن وجدت بقايا خيمة، جدرانها من الأقمشة وسقوفها من الخشب التعِب أو الحديد الصدئ. ولكي تقي خيمتك من الثلوج أمامك مهمات لا مجال للتخلف عنها في عز العواصف. من المهمات: رش الملح الخشن للمساعدة بذوبان الثلوج ومنع تراكمها... وهي عملية لا تقبل الكسل.
صورة من: Infomigrants/K. Zeineddine
معاناة وأمل بتلقي المساعدة
يأمل الأطفال وذويهم أن يُوصل الإعلام صوتهم وصورتهم. لعلّ ذلك يأتي عليهم بالخير وبالمزيد من المساعدات.
مهاجر نيوز- إعداد: خلدون زين الدين