لبنان- الاحتجاجات مستمرة .. وترقب لكلمة رئيس الجمهورية اليوم
٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
تستمر الاحتجاجات في لبنان لليوم الثامن على التوالي في الوقت الذي يترقب في اللبنانيون خطاباً هاماً للرئيس ميشال عون على خلفية الأزمة، في الوقت الذي عبر فيه مصدر بالخارجية الأمريكية عن دعم بلاده للتظاهرات السلمية.
إعلان
تواصلت الاحتجاجات لليوم الثامن على التوالي في مناطق لبنانية مختلفة اليوم الخميس (24 اكتوبر/تشرين الأول)، وسط ترقب لما قد يتضمنه خطاب مقرر للرئيس ميشال عون ظهر اليوم. وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت الليلة الماضية أن عون يعتزم "توجيه رسالة إلى اللبنانيين" ظهر الخميس يتناول فيها التطورات الأخيرة.
ويواصل المحتجون قطع طرق رئيسية في مناطق بالعاصمة بيروت وغيرها، رغم محاولات الجيش ومناشداته للمحتجين لفتحها. ويأتي استمرار الاحتجاجات رغم مصادقة الحكومة على حزمة إصلاحات اقتصادية غير مسبوقة، تخص من بينها موازنة 2020 التي خلت من ضرائب جديدة وتعهدات بخفض رواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين إلى النصف.
أمريكا: ندعم التظاهر السلمي
في غضون ذلك، أعرب مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء إن الشعب اللبناني "غاضب بحق" من حكومته لرفضها معالجة الفساد وان واشنطن تدعم حقه في التظاهر السلمي. كما دعا المسؤول إلى تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها الشعب واصفا الاحتجاجات بأنها "تأخرت كثيراً"، مضيفا "نحن نتحدث إليهم بشأن الإصلاح منذ فترة".
وكانت مصادر ذكرت يوم الأربعاء أن زعماء لبنانيين يناقشون احتمال إجراء تعديل وزاري لنزع فتيل الاحتجاجات. وألقت أعلى سلطة مسيحية مارونية في لبنان وسياسي درزي بارز بثقليهما وراء دعوات جامحة للتغيير، داعين إلى ضم تكنوقراط ذوي كفاءة في أي تعديل حكومي.
واجتاحت لبنان مظاهرات غير مسبوقة أصابت البلاد بالشلل على مدى أسبوع احتجاجاً على سياسيين يعتبرهم المتظاهرون مسؤولين عن الفساد والهدر في دولة مثقلة بالديون وتئن تحت وطأة أزمة اقتصادية.
ع.ح./و.ب (رويترز، د ب ا)
المرأة اللبنانية ... قوة سياسية قد تغير قواعد المعادلة
سلطت الاحتجاجات اللبنانية الضوء على دور المرأة في لبنان وسط دعوات إلى توحيد جهود اللبنانيين لتجاوز النظام الطائفي الذي يقيد حرية وحياة اللبنانيين. كيف يبدو الدور السياسي الحالي للمرأة اللبنانية مرورا بحقب تاريخية سابقة؟
صورة من: picture-alliance/AP Images/B. Hussein
المرأة وجه الثورة
تسلط الاحتجاجات الأخيرة في لبنان الضوء على دور المرأة في التغييرات السياسية الحاصلة حالياً، لتكون بذلك وجه الثورة اللبنانية وصوتها، من خلال مشاركتها الواسعة في المظاهرات التي انطلقت احتجاجاُ على الوضع الاقتصادي في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
مشاركة من جميع الأطياف
المشاركة النسائية تنوعت لتشمل جميع الفئات العمرية والطوائف ومختلف الأدوار جنباً إلى جنب. وهو ما صبغ الاحتجاجات بلون موحد، جاعلاً منها طريقاً لتجاوز الاختلافات الطائفية والتخلص منها في بلد يضم 18 طائفة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Baz
فنانات يداً بيد مع العاملات
لم تقتصر المشاركة على المواطنات من الطبقة المسحوقة، إذ شاركت الفنانات في الاحتجاجات سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل نانسي عجرم وأليسا، أو في الشارع مع المواطنين، مثل نادين نجيم، وكانت الفنانة الأخيرة قد عبرت من خلال فيديو عن حقها في التظاهر، وذلك تعقيباً على بعض التصريحات التي أشارت إلى أن الفنانين لا يشاطرون المواطن المعاناة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
جدل وتنمر إلكتروني
أثارت المرأة اللبنانية الجدل لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ خرج البعض بتعليقات قالوا أنها "مزاح خفيف". وقد وصفت هذه المشاركات بـ"الذكورية"، لأنها تستهدف الحديث عن أنوثة المرأة اللبنانية، وحصر دورها الثوري جسدياً فقط، مما أثار حنق العديد من النساء في لبنان والوطن العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/H. Ammar
المرأة اللبنانية ... ضد الفساد والتحرش
امتلأ الفضاء الإلكتروني بتعليقات لنساء لبنانيات رداً على التحرش الإلكتروني الذي تعرضن له، إذ كتب بعضهنً: "نحن مش سلع، مش عم ننزل نعرض أزياء، وريحة المظاهرة مش بارافان، ريحتها قمع".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
وجوه من الأوساط الإعلامية
أبرزت الاحتجاجات ناشطات لبنانيات معروفات، مثل الكاتبة والصحفية جمانة حداد، والتي صرحت لـ DW عربية أن كل ما يهم الآن هو الثورة، "والثورة فقط"، بعيداً عن أية تعليقات سلبية تتعرض لها المرأة اللبنانية. وكانت المظاهرات قد سلطت الضوء على القمع الذي تتعرض له الفئات المهمشة في المجتمعات اللبنانية.
صورة من: Reuters/J. Saidi
في مواجهة الزعامة البطريركية
ذكرت دراسة لبنانية اهتمت بدور المرأة السياسي، أنه على الرغم من تحقيق النساء اللبنانيات تقدماً ملموساً في مجال التعليم والاقتصاد، إلا أن مشاركتهن السياسية بقيت محدودة، وذلك بسبب نظام الزعامة البطريركي والحكم الطائفي وسلطة المؤسسات الدينية. فيما أشارت الدراسة إلى أن مشاركة النساء في السياسة يعود إلى مبادرات قامت بها نساء بمفردهنّ، خاصة في ظل القانون الانتخابي الجديد الذي يركز على الحصص الطائفية.
صورة من: picture-alliance/Zuma/APA/F. Abdullah
دور نضالي منذ الاستقلال
تاريخياً، لم ترحب الأحزاب اللبنانية بالمرأة، إلا أن دورها ظهر بشكل أوضح بعد استقلال لبنان، وبدأت تزداد مشاركتها في الحياة العامة نتيجة لزيادة نشاط الجمعيات النسوية، إلا أن المشاركة ظلت تتمحور حول الطائفة وسلطة الزعماء. فيما تغير هذا بدءا من حراك عام 2011 وصولاً لحراك "طلعت ريحتكم" عام 2015.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
دور يتعزز في الحراك الثوري
مـع انتهـاء الحـرب الأهليـة فـي لبنـان عـام ١٩٩٠، قامـت النسـاء بـأدوار متنوعـة سـواء علـى مسـتوى النضـال الطلابي أو العمـل ضمـن مؤسسـات سياسية، كما ظهرت في مجالات أخرى عززت دورها في الحراك الثوري أو المسلح.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
المرأة اللبنانية في مواجهة القوانين الطائفية
النظام الطائفي اللبناني يشكل عقبة أمام المرأة اللبنانية في وجه تحقيق تطلعاتها السياسية، إذ أنها تخضع لخمسة عشر قانوناً مذهبياً في لبنان تجعل من مشاركتها في الحياة السياسية أمرأ اكثر تعقيداً مما يعتقد. إلا أن الاحتجاجات الأخيرة قد تغير المعادلة.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey