1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لبنان الجديد بحاجة للتخلص من ذهنية العدو والصديق

يتوقع المراقبون قيام سعد الدين الحريري بالسير على درب والده رفيق الحريري، إلا ان بناء لبنان جديد يتطلب التحرر من القيود الطائفية والتخلص من ذهنية العدو والصديق المنتشرة في لبنان.

سعد الدين الحريريصورة من: dpa

بعد أن وصلت الأمور إلى هذا المآل وبات من الممكن أن يتسلم سعد الحريري رئاسة الحكومة في لبنان، يطرح هنا العديد من التساؤلات الهامة أولها هل يكفي اسم عائلة شهير للتأهل لمنصب رئاسة الوزراء؟ والد الحريري كان له نقاده لكنه كان يتمتع بشعبية قوية لدى الكثيرين من اللبنانيين لأنه ساهم في بناء بلاده على الأقل بنفس القدر الذي رعى فيه مصالحه الاقتصادية. فعلى الرغم من أطلال الحرب الأهلية تشمخ في بيروت أحياء بالغة التطور تضاهي أمثالها في العواصم الأوروبية الشهيرة واسم الحريري مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً. لكن هل يمكن لهذا أن يصنع من الابن سياسياً قادراً على حل مشاكل البلاد؟

سوريا الغائب الحاضر

انسحاب القوات السورية من لبنانصورة من: AP

هذه المشاكل هي كثيرة ولا تقتصر على ميدان السياسة الاقتصادية. اسم المعارضة يشير بحد ذاته إلى ذلك، والمقصود هنا معارضة الوجود والتدخل السوري في لبنان. صحيح أن دمشق قامت بسحب قواتها من لبنان، لكن من الغباء الاعتقاد بأن دمشق تخلت عن مصالحها في دولة الأرز، وما اغتيال الصحفي سمير قصير الناقد لسوريا مؤخراً سوى مثال محذر على ذلك. ومع ذلك سيكون أمراً وخيم العاقبة إن اقتصرت القوى اللبنانية القائدة على التركيز فقط على معارضة سوريا، إذ لا يمكن لأي بلد أن يجد النجاة من الرفض فقط، إنما يتطلب هذا الأمر انطلاقة ايجابية تقوم على البناء والتعاون والتصالح. لكن لم يظهر حتى الآن استعداد واضح للسير بهذا الاتجاه ولبنان الجديد يشبه إلى حد كبير ذلك النظام القديم الذي شكل أرضية للأوضاع السيئة. فما تزال العشائر القديمة قائمة ومعها مصالح النفوذ الدينية والعرقية. أسماء الشخصيات المتحركة فوق المسرح السياسي لم تتغير، والذي يتغير أحياناً هو ظهور جيل جديد. وكل جانب يأمل في التمكن من استغلال نظام نسب بالٍ لمصلحته. نظام يعتقد المتفائلون أنه يفسح المجال لتعايش سلمي بين شتى الفئات، إلا أنه هو الذي ساهم في ترسيخ الصعوبات الناجمة عن العلاقات بين الأديان.

العاصمة اللبنانية بيروتصورة من: laif/Sasse

بناء لبنان جديد يتطلب التحرر من تفكير النسب والعزوف عن تسمية نفسه مناهضاً لسوريا ومناهضاً لإسرائيل أو غير ذلك وأن يكون بالدرجة الأولى من أجل لبنان. تحقيق ذلك بحاجة إلى ساسة جدد، ساسة لا يظهرون كممثلين لأسرهم، إنما تكنوقراطيين الأكبر مصلحة البلاد. لكن لبنان ما يزال بعيداً تمام البعد عن كونه قادراً على أن يصبح ديموقراطية عصرية.

بيتر فيليب

ترجمة منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW