أكدت الخارجية اللبنانية حرص لبنان على العلاقة مع السعودية، التي أعلنت الجمعة وقف "أكبر منحة للقوات المسلحة اللبنانية على الإطلاق" بسبب حزب الله، وفيما انتقد سياسيون لبنانيون الحزب، حظي قررا السعودية بدعم خليجي واسع.
إعلان
أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان السبت (20 فبراير/ شباط) أن علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية تاريخية وعميقة غير ظرفية، واللبنانيين حريصون على هذه العلاقة. وسبق ذلك بيان أصدره رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس الجمعة دعا فيه السعودية إلى "إعادة النظر" في إيقاف حزمة مساعدات للجيش والأمن الداخلي اللبنانيين قيمتها أربعة مليارات دولار.
وانتقد السياسيان البارزان سعد الحريري وسمير جعجع جماعة حزب الله الشيعية وحلفائها على خلفية القرار السعودي وقال الحريري، الذي تدعمه السعودية، إن اللوم يقع على حزب الله و"حلفائه" في الحركة الوطنية الحرة في توقف المساعدات العسكرية السعودية. بينما قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحية إنه "يتعين على الحكومة اللبنانية أن تجتمع وتصدر طلبا رسميا من حزب الله بالتوقف عن الهجمات اللفظية على السعودية".
ونسبت وكالة الأنباء السعودية لمصدر مسؤول قوله إن لبنان لم يقم في الآونة الأخيرة بإدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مدينة مشهد" سواء في اجتماعات جامعة الدول العربية أو في منظمة التعاون الإسلامي بسبب ضغوط على السلطات اللبنانية من قبل حزب الله.
وكان وزير خارجية لبنان جبران باسيل، الذي حضر القمتين العربية والإسلامية في يناير كانون الثاني الماضي، قد رفض التصويت بالموافقة على بيان عربي مشترك يدين الهجمات على البعثات السعودية لأنه احتوى على انتقادات لحزب الله وأكد على الحاجة "لوحدة وطنية" في لبنان. ويعد التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه باسيل من حلفاء حزب الله. بينما قال حزب الله أمس الجمعة إن السعودية اتخذت قرارها منذ فترة طويلة بسبب الإنفاق على تدخلها العسكري في اليمن وانخفاض أسعار النفط.
عداء وحروب بالوكالة في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.
صورة من: Fars
شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.
صورة من: Getty Images/AFP
توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.
صورة من: farhangnews
خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Ammar
زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.
صورة من: Kavoshpress.ir
هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.
صورة من: AP
أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.
صورة من: AP
منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.
صورة من: AP
في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي .
صورة من: Reuters
في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
12 صورة1 | 12
وكانت السعودية قد تعهدت في عام 2013 بتقديم حزمة مساعدات للجيش اللبناني فيما أطلق عليها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أكبر منحة للقوات المسلحة على الإطلاق. وتسلم لبنان من فرنسا بالفعل أول شحنة من الأسلحة والعتاد العسكري في أبريل نيسان من العام الماضي.
ومن جانبها أيدت دول الخليج في بيان السبت قرار السعودية بوقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني في بيان له اليوم إن "دول مجلس التعاون تساند قرار المملكة العربية السعودية الذي جاء ردًا على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية اللبنانية، وما تحظى به لبنان من رعاية ودعم كبير من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون".