لبنان: عون يقترح حكومة "تكنو-سياسية" ومحتجون يقطعون طرقات
١٢ نوفمبر ٢٠١٩
في مقابلة تلفزيونية، تطرق الرئيس اللبناني إلى عدد من القضايا التي تشغل بال المتظاهرين في المدن اللبنانية، منها تشكيل حكومة جديدة ترضي طموحاتهم، ومسألة مشاركة حزب الله فيها، بالإضافة إلى فتح باب الحوار مع المتظاهرين.
إعلان
أغلق المحتجون في لبنان طرقا بإطارات مشتعلة في أنحاء مختلفة من البلاد ومنها العاصمة بيروت الثلاثاء (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) بعد انتهاء مقابلة تلفزيونية مع الرئيس ميشال عون. وخلال المقابلة طالب عون المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم وقال إن مطالبهم قد سُمعت، محذرا من "نكبة" إذا ظلوا في الشوارع، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
وفور إنهاء عون لكلمته، بادر متظاهرون إلى قطع طرق عدة في وسط بيروت وجنوبها وطرابلس والبقاع. وقال هيثم الدرزي (36 عاماً) لوكالة فرانس برس في وسط بيروت: "الناس لم تقتنع بوجهة نظر الرئيس كونه لن يتم تشكيل حكومة حالياً وسيكون مساراً يحتاج وقتاً طويلاً". وأضاف: "سنعاود مجدداً قطع الطرقات لممارسة ضغط أكبر في الشارع لإسقاط الرئيس".
وقال مصدر أمني إن مسلحا أطلق الرصاص على أحد المحتجين وأصابه بجروح بالغة بعد محاولته إغلاق أحد الطرق في بلدة خلدة قرب العاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء. وأضاف المصدر أن المحتج أصيب بطلقة في الرأس وأن الشرطة اعتقلت مطلق الرصاص للتحقيق معه.
وقال عون في المقابلة "إذا ستكملون هكذا سوف تضربون لبنان وتضربون مصالحكم. مصالحكم بتروح وبنروح معها وأنا أضعكم أمام هذا الخيار. نحن نعمل ليلا نهار لنرتب الوضع وإذا بقيوا (ظلوا) مكملين في (ستحدث) نكبة وإذا توقفوا مازال هناك مجال لأن نصلح". وحث عون اللبنانيين كذلك على ألا يهرعوا إلى البنوك لسحب الأموال، التي قال إنها آمنة. وقال "أطمئن اللبنانيين ألّا يركضوا نحو المصارف، فأموالهم مضمونة وستصلهم كاملة وسنعالج هذه الأزمة".
واقترح ميشال عون تشكيل حكومة مناصفة من سياسيين واختصاصيين، بعد نحو شهر من احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب برحيل الطبقة السياسية، مبدياً عتبه لعدم إيفاد المتظاهرين ممثلين عنهم للتحاور معه. وقال في الحوار الذي بثته شاشات التلفزة المحلية: "لا يمكن تشكيل حكومة صدمة ... وحكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها أن تحدد سياسة البلد"، مقترحاً حكومة "تكنو-سياسية"، حسب توصيفه، لأنه إذا لم تكن كذلك فلا غطاء لها، ولن يكون لها "الصفة التمثيلية الشعبية".
ويشهد لبنان تظاهرات غير مسبوقة منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، شارك فيها مئات آلالاف المطالبين برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. ويشكو المتظاهرون من الفساد المستشري وسوء الخدمات العامة وترهل البنى التحتية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية.
واعتبر عون أن مطالب الحراك الشعبي "محقة"، لكنه انتقد عدم وجود أي قياديين في صفوفها، مضيفاً: "دعوناهم إلى لقاء لنتحدث معاً.. لكنني لم أتلق جواباً"، في إشارة إلى دعوة وجهها إثر اندلاع حركة الاحتجاجات.
وتخلل التظاهرات انتقادات واسعة وشتائم طالت تحديداً صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر. ويحمل عليه خصومه سعيه للاستئثار بالسلطة مستفيداً من كتلة وزارية ومن تحالفه مع حزب الله، المدعوم من إيران.
وكانت وسائل اعلام محلية أفادت عن استشارات يجريها الحريري لتشكيل حكومة لا تضم وجوهاً استفزازية بينها باسيل. وقال عون إن "أحداً لا يستطيع أن يمنع باسيل من حقه كرئيس أكبر كتلة نيابية وأن يضع فيتو عليه في نظام ديمقراطي"، إلا أنه في الوقت ذاته أبدى مرونة لناحية احتمال استبعاده بقوله: "لدي مبدأ ألا يكونوا (الوزراء) من داخل البرلمان".
ورجح عون أن تبدأ الاستشارات النيابية قبل نهاية الأسبوع، لكنه قال إن ذلك "رهن أجوبة سنتلقاها من المعنيين".
ولم ينف عون وجود ضغوط تمارس من الخارج حول مشاركة حزب الله في الحكومة، إذ قال: "لا يستطيعون أن يفرضوا عليّ أن أتخلص من حزب يشكل على الأقل ثلث اللبنانيين"، معتبراً أن (الخارج) "يطلب منا أشياء لا يمكننا أن نقوم بها".
ي.أ/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey