لبنان ـ بدء تدفق المساعدات وبرلين تعرض مساعدة جيشها لبيروت
٦ أغسطس ٢٠٢٠
جهزت ألمانيا طائرة مجهزة لنقل المصابين بإصابات خطيرة إلى جانب خطط لنقل السفينة "لودفيغسهافن أم راين" من قبرص إلى بيروت. ولكن لا يزال يتم فحص إذا ما كان ذلك أمراً مرغوباً فيه من الجانب اللبناني أم لا.
إعلان
عرضت ألمانيا عملية مساعدة موسعة من جانب الجيش الألماني للبنان بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت.
وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، تم توفير طائرة من السلاح الجوي الألماني من طراز "آيرباص إيه -310 ميد إيفاك" مجهزة لنقل المصابين بإصابات خطيرة.
وتم أيضا اليوم الخميس(6 أغسطس/آب 2020) فحص إذا ما كان ممكنا إقامة مركز الإغاثة الجوي للجيش الألماني - وهو منشأة طبية متحركة. ومن المقرر أن يقوم فريق استطلاع تابع للخدمة الطبية بالجيش الألماني فحص الوضع في بيروت على المدى القصير ومن المقرر نقله جوا إلى هناك.
ومن المخطط أيضا نقل الطراد "لودفيغسهافن أم راين" من المهمة الجارية التي تقوم بها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" من قبرص إلى بيروت. ولكن لا يزال يتم فحص إذا ما كان ذلك أمرا مرغوبا فيه من الجانب اللبناني أم لا.
وبعثت ميركل يوم الأربعاء (الخامس من آب/أغسطس 2020) برقية عزاء إلى رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، قالت فيها: "تلقيت بصدمة كبيرة نبأ الانفجار الخطير في بيروت الذي أوقع العديد من الضحايا"، وأعربت ميركل عن مواساتها للضحايا وأضافت: "في هذا الوقت الصعب يمكنكم الاعتماد على مساعدة ودعم الحكومة الألمانية".
وشكلت وزارة الخارجية الألمانية لجنة إدارة أزمات، حتى تتمكن من تقديم الدعم للبنان. وأوضح متحدث باسم الوزارة أمس الأربعاء في برلين أن الأمر يدور الآن حول تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، مضيفا أن فريقا من الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة الفنية (تي إتش دابليو) سيتوجه اليوم إلى لبنان.
وقال المتحدث إن الجانب الألماني تلقى طلبا من الحكومة اللبنانية بالمساعدة في البحث عن المفقودين والعالقين تحت الأنقاض، مضيفا أن الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة الفنية ستقدم الدعم في هذا المجال،
مشيرا إلى أنه تم التحدث مع ممثلي منظمات إغاثية عن إمكانية المساعدة في المجال الطبي. وذكر المتحدث أنه من المقرر أيضا إرسال بضائع إغاثة وتقديم الدعم اللوجستي.
تدفق المساعدات الدولية
وفي سياق متصل، استقبل لبنان خلال ساعات الليل طائرات مساعدات من عدد من الدول لدعمه في مواجهة حادثة انفجار مرفأ بيروت.
ووصل ليلا إلى البلاد طائرة إيرانية تحمل مساعدات وأدوات طبية، وهي واحدة من أربع طائرات ستصل تباعا إلى لبنان.
كما وصلت، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام، طائرة عسكرية تركية محملة بمساعدات طبية وأدوية ومعدات متطورة للكشف عن المفقودين، رافقها رئيس هيئة الإغاثة والطوارئ التركية محمد غوللو أوغلو.
كما وصلت طائرة تابعة لدولة الإمارات العربية وعلى متتها 30 طنا من المساعدات والإمدادات الطبية.
وتعهدت الكثير من الدول بإرسال مساعدات إلى لبنان لدعمه في مواجهة تداعيات الانفجار الهائل الذي وقع في بيروت أمس الأول الثلاثاء.
وتسببت الانفجار الذي وقع في المرفأ في مقتل 135 شخصا ونحو خمسة آلاف مصاب، فضلا عن أن أكثر من 250 ألفا أصبحوا بلا منزل. وقدرت السلطات الخسائر الناجمة عن الانفجار بما يصل إلى 15 مليار دولار.
فيما أفاد تقرير داخلي للوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة الفنية (تي إتش دابليو) يوم الأربعاء بوجود ثمانية ألمان بين مصابي الانفجار.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب ا)
سحابة موت وأطلال وضحايا بالآلاف.. صور مروعة من انفجار بيروت
إنها كارثة لم تشهدها بيروت في تاريخها من قبل: انفجار يذكر بقنابل هيروشيما وناغازاكي النووية، "دمر أو تضررت منه نصف منازل بيروت". وتعيش المدينة "المنكوبة" صدمة لا توصف ويهب الجميع للمساعدة، حتى "الأعداء".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
أفلام نهاية العالم تتحول لواقع في بيروت
كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.
صورة من: Reuters/A. Taher
سحابة عيش الغراب المرعبة
رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.
صورة من: Reuters/K. Sokhn
تحذيرات منذ 2014
إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
عدد لا يحصى من الضحايا
بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.
صورة من: Reuters/M. Azakir
دمار شامل وخسائر مادية مهولة
إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مستشفيات بيروت لم تعد قادرة
يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Amro
العالم يعزي ويعرض المساعدة.. لكن كيف؟
بعد الانفجار بدأت دول العالم تعزي لبنان وتهب لتقديم المساعدة، لدرجة أن إسرائيل التي مازالت رسميا في حالة حرب مع لبنان، كانت من أوائل من عرضوا المساعدة. وأرسلت دول بالفعل مساعدات مثل الكويت وهولندا وهناك مساعدات في طريقها لبيروت من دول مثل قطر والأردن وألمانيا وتونس مصر وغيرها، ويتعلق الأمر خصوصا بالمعدات الطبية والمستشفيات الميدانية وفرق انقاذ وانتشال الضحايا، مثل الفريق الذي قررت ألمانيا إرساله.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
"السوشيال ميديا" تظهر جانبها الإيجابي
وبالتوازي مع الجهات الرسمية سرعان ما انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" حملات لمساعدة لبنان في محنته. وهنالك منشورات تبادل نشرها مدونون ومغردون داخل وخارج لبنان تتضمن هواتف لأشخاص يعرضون استضافة من فقدوا مساكنهم، وأخرى تدعو للتبرع بالدم والبحث عن المفقودين. إعداد: صلاح شرارة