لبنان يدعو لاستئناف وساطة واشنطن لحل نزاع بحري مع إسرائيل
٦ يونيو ٢٠٢٢
دعت السلطات اللبنانية واشنطن لاستكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وذلك غداة إرسال إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين للغاز في حقل كاريش، الذي يقع في منطقة يدعي كل طرف أنها تدخل ضمن سيادته.
إعلان
دعت السلطات اللبنانية الإثنين الوسيط الأمريكي آموس هوكستين للمجيء الى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحريةبين لبنان وإسرائيل، وذلك غداة إرسال إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين ستعمل على استخراج الغاز من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
واعتبر مسؤولون لبنانيون أمس (الأحد الخامس من يونيو/ تموز 2022) أن أي نشاط إسرائيلي في المناطق البحرية المتنازع عليها يشكل "استفزازا" وعمل عدوانيا" بالنسبة للبنان. بينما قالت إسرائيل إن حقل "كاريش" غير متنازع عليه، وإن "أعمال التنقيب فيه انتهت منذ أشهر"، ووصول السفينة هو تمهيد لبدء عمليات استخراج الغاز.
وقال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على تويتر إنه اتفق مع الرئيس اللبناني ميشال عون على دعوة الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين "للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار الذي تعيشها المنطقة".
وأضاف أن لبنان سيتواصل مع قوى كبرى والأمم المتحدة للتأكيد على موقفه، مشددا على أن أي أعمال حفر أو تنقيب إسرائيلية في المنطقة المتنازع عليها ستعد "استفزازا وعملا عدوانيا يهدد السلم والأمن الدوليين". وبدأت الولايات المتحدة التوسط في محادثات غير مباشرة في 2020 لحل المشكلة. ولم يرد لبنان حتى الآن على مقترح لم يُكشف عنه قدمه هوكشتاين في وقت سابق هذا العام.
مفاوضات لترسيم الحدود بين اسرائيل ولبنان ..دلالات ومآلات
35:28
وكانت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي خاضت عدة حروب مع إسرائيل، قد حذرت إسرائيل في السابق من التنقيب في المنطقة المتنازع عليها حتى يحل النزاع وقالت إنها ستتخذ إجراء إذا حدث ذلك. وقال الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، اليوم الاثنين إن الجماعة مستعدة لاتخاذ إجراءات "بما في ذلك القوة" ضد عمليات التنقيب عن الغاز الإسرائيلية في المناطق البحرية المتنازع عليها بمجرد أن تعلن الحكومة اللبنانية سياسة أكثر وضوحا. وفي العام الماضي وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلو متر مربع لتتسع بذلك المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
مطالب لبنانية بتعديل مرسوم ترسيم الحدود البحرية
في سياق متصل، طالب نواب "قوى التغيير" في لبنان، السلطة التنفيذية بتعديل المرسوم رقم 2011/6433 الذي يحدد مساحة المنطقة المتنازع عليها في الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، واعتماد الخط 29 بدلاً من الخط 23، تحت طائلة المسائلة، وإيداع المرسوم الأمم المتحدة. وطلب النائب ملحم خلف، المتحدث باسم "نواب قوى التغيير" وعددهم 13 نائبا، في مؤتمر صحفي عقد في مجلس النواب اليوم الإثنين، من السلطة التنفيذية أن تقوم فوراً ومن دون إبطاء، بتعديل المرسوم رقم 2011/6433 وفق مقترحات قيادة الجيش اللبناني، واعتماد الخط 29 بدلا من الخط 23 "المحدد اعتباطاً ومن دون أي سند قانوني". وقال النائب خلف: "في حال التقاعس عن تعديل المرسوم :2011/6433 سنقوم كنواب قوى التغيير مع من يرغب من الزملاء النواب بتقديم اقتراح قانون معجل مكرر لتعديل القانون رقم 163 تاريخ 2011/8/18 بغية اعتماد الخط (29) كخط رسمي لتحديد الحدود الجنوبية للمناطق البحرية اللبنانية".
التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.. المآلات والتداعيات
43:24
This browser does not support the video element.
إسرائيل: النزاع حول الغاز سيحل دبلوماسيا
من جهته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن النزاع مع لبنان بشأن مخزون الغاز الطبيعي قبالة السواحل هو قضية مدنية سوف يتم حلها دبلوماسيا بوساطة أمريكية. وأضاف في تصريحات تليفزيونية لكتلته البرلمانية "أي شيء يتعلق بالنزاع سوف يتم تسويته في إطار المفاوضاتبيننا ولبنان بوساطة الولايات المتحدة"، بحسب صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار لمحطة إذاعة تل أبيب 103 إف.إم إنه لم يكن هناك أي تعد "على الإطلاق" من جانب إسرائيل. ويعرقل خلاف بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط ويخاطر بتفاقم التوترات بين البلدين.
في صور.. عام على جراح لم تندمل لدى اللبنانيين!
تحل الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت المروع وجراح اللبنانيين لم تندمل. انهيار اقتصادي متسارع فاقمته تداعيات مأساة المرفأ وتفشي فيروس كورونا، فيما تعجز القوى السياسية على التوافق وتشكيل حكومة تضمد جراح لبنان.
صورة من: Reuters/A. Taher
شرارة الاحتجاجات
إعلان الحكومة اللبنانية أواخر عام 2019 عزمها فرض رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات المراسلة الإلكترونية مثل واتساب، فجّرغضب لبنانيين لمسوا قبل أسابيع مؤشرات أزمة اقتصادية حادة، أبرز ملامحها كان انهيار سعر الليرة وأزمة الخبز فنزلوا إلى الشوارع تعبيراً عن رفضهم القرار ورغبتهم في إسقاط النظام. من هنا انطلقت شرارة الإحتجاجات مع توالي الأزمات على اللبنانيين، أسوؤها انفجار مرفأ بيروت.
صورة من: Marwan Bou Haidar/Zuma/picture alliance
استقالة حكومة الحريري
على الرغم من تراجع حكومة سعد الحريري عن فرض الرسم المالي، استمرت الاحتجاجات الشعبية. وخلال أيام بلغ الحراك الشعبي ذروته مع تظاهر مئات الآلاف في كل أنحاء البلاد مطالبين برحيل الطبقة الحاكمة التي لم يمسها تغيير جوهري منذ عقود والمتهمة بالفساد وبعدم الكفاءة. على وقع غضب الشارع، استقالت حكومة سعد الحريري في 2019.
صورة من: Imago-Images/ITAR-TASS
أزمة كورونا
في فبراير/ شباط 2020، سجل لبنان أول إصابة بفيروس كورونا. وتراكمت الأعباء تدريجياً على القطاع الصحي الذي أنهكه الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد. وفي طل غياب الخطط الحكومية للتعامل مع الفيروس وتوالي الأزمات الاقتصادية والسياسية بدأ الوضع الوبائي للبلاد يتخذ منحنى أكثر سوءاً مع تفشي المتحور دلتا.
صورة من: Emma Freiha/Reuters
فشل حكومة دياب
في السابع من مارس/ آذار 2020 أعلنت الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب عن خطة إنعاش اقتصادي في لبنان وطلبت مساعدة صندوق النقد الدولي. بعد نحو أسبوعين انطلقت المفاوضات بين الطرفين، إلا أنها توقفت في صيف 2020 بعد عدة جلسات جراء خلافات بين الفرقاء اللبنانيين أنفسهم.
صورة من: Getty Images/AFP
انفجار مرفأ بيروت
في الرابع من أغسطس / آب 2020، دوى انفجار ضخم في بيروت دمر أحياء فيها وقتل أكثر من مئتي شخص. بعد ساعات قليلة على وقوعه، عزت السلطات الانفجار إلى كميات ضخمة من مادة نترات الأمونيوم مخزنة في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت منذ عام 2014. ألحق الانفجار، الذي يعد أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم، دماراً ضخماً في المرفأ والأحياء القريبة منه، وأسفر عن مقتل 214 شخصاً وإصابة 6500 آخرين.
صورة من: Ahmad Terro/picture alliance
الانفجار يفاقم مآسي لبنان!
شكل الانفجار صدمة غير مسبوقة لللبنانيين، الذين أنهكتهم الأزمات المتتالية. بدأ سكان بيروت في اليوم التالي يبحثون عن المفقودين ويتفقدون منازلهم وأبنيتهم المتضررة، فيما انهمك عمال الإغاثة بالبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض. ووصف محافظ بيروت مروان عبود وقتها الوقع بأنه "كارثي". وأعلنت حالة الطوارئ وبدأت المساعدة الدولية تتدفق إلى البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Naamani
ماكرون يمدّ يد الإنقاذ
في السادس من أغسطس/ آب زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت حيث تفقد المرفأ والأحياء المتضررة وسط حشد من اللبنانيين الغاضبين على طبقة سياسية متهمة بالفساد وسوء الإدارة. في ختام زيارته، دعا إلى "تغيير" في النظام. ثم رعى مؤتمراً دولياً لدعم لبنان، تعهد خلاله المجتمع الدولي بتقديم مساعدة طارئة بقيمة نحو 300 مليون دولار، على ألا تمر عبر مؤسسات الدولة.
صورة من: Reuters/G. Fuentes
استقالة حكومة دياب
في الثامن من أغسطس/ آب، تظاهر آلاف اللبنانيين ضد المسؤولين السياسيين الذين حمّلوهم مسؤولية مأساة انفجار مرفأ بيروت. وشهدت التظاهرات مواجهات عنيفة بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاطي. وأعلن عدة وزراء تباعاً استقالتهم، إلى أن أعلن رئيس الحكومة حسان دياب في العاشر من آب/أغسطس استقالة حكومته.
صورة من: Reuters/H. Mckay
أزمة تليها أخرى!
على وقع الانهيار الاقتصادي المتسارع، بات أكثر من نصف اللبنانيين تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة. كما فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار في السوق السوداء، فيما ارتفعت أسعار المواد والبضائع كافة، حتى أن أسعار مواد غذائية أساسية ارتفعت بأكثر من 70 في المئة خلال عامين. كما تشهد البلاد منذ أسابيع أزمة وقود وشحاً في الدواء وتقنيناً شديداً في الكهرباء يصل الى 22 ساعة.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
إجهاض تشكيل حكومة جديدة
بعد تسعة اشهر من تكليفه، اعتذر سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون إتمامه المهمة وتم تكليف نجيب ميقاتي الذي ترأس حكومتين في 2005 و2011، بتشكيل حكومة جديدة. عادة ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية. لكن الانهيار الاقتصادي، الذي فاقمه انفجار المرفأ وتفشي فيروس كورونا، عوامل تجعل تشكيلها أمراً ملحاً.
صورة من: Dalati Nohra/Lebanese Official Government/AP Photo/picture alliance
الدعم مقابل الاستقرار السياسي
منذ عام كامل، لم يعلن القضاء اللبناني عن تحقيق أي تقدّم في التحقيق بشأن انفجار مئات الأطنان من مادة نترات الأمونيوم المخزنة منذ سنوات في مرفأ بيروت من دون أي إجراءات وقاية. كما لا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، فيما يشترط المجتمع الدولي تسريع تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان.
صورة من: Aziz Taher/REUTERS
لبنان في ذكرى أسوأ أزماته
في الذكرى الأولى لإنفجار مرفأ بيروت، ينظم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا دوليا من أجل مساعدة لبنان، وهو الثالث بالتعاون مع الأمم المتحدة. تسعى باريس من خلال هذا المؤتمر إلى جمع مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 350 مليون دولار من أجل شعب لبنان، الغارق في أزماته الاقتصادية والأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، كما صنفها البنك الدولي. فهل تندمل جراح لبنان قريباً؟ إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/H. McKay
12 صورة1 | 12
وتقول إسرائيلإن الحدود تمتد إلى الشمال أكثر مما يقبله لبنان بينما يقول لبنان أنها تمتد إلى الجنوب أكثر مما تقبله إسرائيل مما يترك مثلثا من المياه المتنازع عليها. وبعد مفاوضات غير مباشرة بدأت في عام 2020، وسع لبنان مطالبته. ثم فعلت إسرائيل الشيء نفسه. وقالت لوري هايتايان، وهي خبيرة نفط وغاز لبنانية إن كاريش أصبح جزءا من المنطقة التي يتنازع عليها لبنان بعد أن وسعت بيروت مطالبتها. وتقول إسرائيل إن حقل كاريش، الذي تم اكتشافه منذ أكثر من عشر سنوات، يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة. وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار إن الرواية اللبنانية" بعيدة تماما عن الواقع".
افتراض احتياطات كبيرة من الغاز
يقع لبنان وإسرائيل في حوض الشام حيث تم اكتشاف عدد كبير من حقول الغازتحت البحر منذ عام 2009. وتنتج إسرائيل بالفعل وتصدر الغاز. لكن على الرغم من مضي إسرائيل قدما تعثرت آمال اللبنانيين في إنتاج الطاقة بسبب الشلل السياسي. وقالت شركة توتال الفرنسية إن المحاولة اللبنانية الوحيدة للحفر والتي تمثلت في بئر استكشافية في عام 2020 وجدت آثارا للغاز لكن دون العثور على خزانات. وتشكل شركة توتال كونسورتيوم، مع إيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، حصل على أول رخصة من لبنان للتنقيب البحري عن النفط والغاز في عام 2018.
وسيمثل أي اكتشاف للغاز منحة كبيرة للبنان الذي يواجه أزمة مالية منذ عام 2019. ويمكن لمثل هذا الكشف أن يعالج في نهاية المطاف فشل لبنان منذ فترة طويلة في إنتاج الكهرباء الكافية لسكانه. وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يأملون في ألا تستغرق المفاوضات سوى وقت قصير وأن يعزز الاتفاق اقتصاديات البلدين.