لبنان يعود لمربع الاحتجاجات مع صعوبة تشكيل حكومة جديدة
١٤ يناير ٢٠٢٠
للشهر الثالث على التوالي مع انقطاع طفيف، يعود المحتجون الغاضبون في لبنان ليكونوا أسياد الشوارع وسط بيروت، بعد تعثر تشكيل حكومة جديدة من قبل المكلف حسان دياب والحريري يعتبر تشكيل الحكومة أساس الحل.
إعلان
عاد المتظاهرون مجدداً إلى الشوارع، الثلاثاء (14 كانون ثاني/يناير)، في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، احتجاجاً على تعثّر تشكيل حكومة وازدياد حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية، بعد ثلاثة أشهر من انطلاق تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية. ونظم متظاهرون بعد الظهر في بيروت مسيرة باتجاه منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب الذي لم يتمكن، بعد نحو شهر على تكليفه، من تشكيل حكومة اختصاصيين، وفق تعهّده.
وتحت شعار "أسبوع الغضب"، عمد المتظاهرون إلى قطع طرق رئيسية في بيروت ومحيطها وفي عدد من المناطق بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، كما أفاد مصورو وكالة فرانس برس. وتداول ناشطون دعوات لتنظيم مسيرات ومشاركة طلاب الجامعات والمدارس وقطع الطرق.
وأشعل المحتجون الإطارات لإغلاق الشوارع الرئيسية ومنع الموظفين من الذهاب لأعمالهم، كما أغلق المحتجون طرقا رئيسية في الجنوب والشرق والشمال. وتم نشر قوات من الجيش والشرطة لمحاولة فتح الطرق الرئيسية. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون كلف الأستاذ الجامعي حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن بسبب التجاذبات بين الكتل السياسية المختلفة.
من جانبه، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، في تصريحات للصحفيين عقب ترأسه اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية عصر اليوم الثلاثاء في مقره في بيروت، أن أساس الحل للوضع في البلاد هو تشكيل حكومة جديدة. وأكد الحريري، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن "أساس الحل هو تشكيل حكومة جديدة وليس تعويم حكومة استقالت بطلب من الشارع"، لافتاً إلى أنه "يقوم بتصريف الأعمال بشكل كامل بحسب الدستور، أما إذا كان المطلوب أكثر فلا مشكلة".
لكن المحتجين يرفضون بلا هوادة أي محاولة من النخبة السياسية تشكيل حكومة تحت تسمية مستقلة، فيما يسمون هم شخصيات المناصب الحساسة ومعاونيهم. وتتعالى الأصوات في لبنان لتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني لا تمت بصلة بالنخبة السياسية الفاسدة في البلاد، حسب تعبير المحتجين.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ، أ.ف.ب)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey