لجنة تحقيق: ضابط خالف الأوامر وأمر بجلد معتصمي الخرطوم
٢٧ يوليو ٢٠١٩
سمت لجنة تحقيق سودانية بالأحرف الأولى الضباط المسؤولين عن أحداث فض اعتصام الخرطوم، التي قتل خلالها العشرات. وأكد رئيس اللجنة أن ضابطا "خالف الأوامر وأمر بجلد المعتصمين". فيما رفضت المعارضة تقرير اللجنة ووصفته بالصادم.
إعلان
كشف محققون سودانيون السبت (27 يوليو/ تموز 2019) أنّ عناصر من قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية شاركت في العملية الدامية لفض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في 3 حزيران/ يونيو الماضي، بدون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.
وقال فتح الرحمن سعيد رئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام إنّ الأوامر صدرت بتطهير منطقة كولومبيا التي "تشهد ممارسات غير قانونية" والقريبة من موقع الاعتصام، لكنّ جنرالا في هذه القوات "خالف التوجيهات" وأمر بفض تجمع المحتجين في عملية أوقعت عشرات القتلى.
وذكر سعيد في مؤتمر صحافي بثّه التلفزيون الرسمي أنّ الجنرال "خالف التوجيهات وقام بقيادة قوة معسكر الصالحة (لقوات الدعم السريع) إلى داخل منطقة الاعتصام وأصدر توجيهاته بإنزال القوة من العربات وقام بجلد المعتصمين".
وأعلن سعيد عن الأحرف الأولى والرتب لثمانية ضباط وجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية التي يعاقب عليها القانون العسكري بالإعدام أو السجن مدى الحياة.
وأكّد سعيد مقتل 87 شخصا بين يومي 3 و10 حزيران/ يونيو بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام في يوم فضه، بالإضافة لإصابة 168 شخصا دون أن يحدد الإطار الزمني لذلك.
وكان مسعفون من المعارضة قد قالوا إن 127 شخصا قتلوا وأصيب 400 خلال الفض، بينما قالت وزارة الصحة إن عدد القتلى 61 شخصاً.
لكن رئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام الخرطوم قال إن اللجنة لم تكتشف أي وقائع اغتصاب رغم أن منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها نقلت عن مسعفين محليين قولهم إن نساء تعرضن لتمزيق ملابسهن واغتصابهن.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تقارير وقوع عمليات اغتصاب. ويقول نشطاء إن السودانيات يترددن في البوح علنا إذا تعرضن للاغتصاب لتجنب الوصمة الاجتماعية التي تلحق بهن. ونفى المجلس العسكري الحاكم من قبل وقوع أي عمليات اغتصاب.
تجمع المهنيين: نتائج التحقيق صادمة
من جهته أعلن تجمع المهنيين السودانيين المعارض رفضه القاطع لنتائج لجنة التحقيق هذه ووصف تقريرها بالصادم، مشددا على أن مكتب النائب العام نفسه حوله شُبهات حول الجريمة، حسبما أفاد موقع باج نيوز الإخباري السوداني. واتهم الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين إسماعيل التاج في مؤتمر صحفي السبت، النائب العام بتقويض مجرى العدالة واعتبر الأمر جريمة تستدعي التحقيق مع لجنة التحقيق في فض الاعتصام.
ص.ش/هـ.د (ا ف ب، د ب أ، رويترز)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج