لجنة خبراء تكشف حقائق خطيرة حول ظروف وفاة مارادونا
١ مايو ٢٠٢١
بعد أشهر من وفاة لاعب كرة القدم الأسطوري الأرجنتيني دييغو مارادونا، وجهت لجنة خبراء اتهامات خطيرة إلى أطبائه وممرضاته، واعتبرت أن فريقه الطبي تصرف "بطريقة غير ملائمة تكشف عن تقصير وإهمال".
إعلان
خلصت لجنة طبية تولت التحقيق في ملابسات وفاة نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا إلى أن الفريق الطبي لمارادونا تصرف "بطريقة غير ملائمة تكشف عن تقصير وإهمال". وصدمت وفاة مارادونا عن 60 عاماً في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي العالم وبلاده الأرجنتين حيث كان يحظى بشعبية هائلة وطالب كثيرون بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين.
وشرعت سلطات الادعاء في الأرجنتين في التحقيق بعد وفاة النجم السابق بسبب فشل في القلب في منزل بالقرب من العاصمة بوينس أيرس وشمل ذلك تفتيش متعلقات تخص طبيبه الخاص إلى جانب التحقيق مع أشخاص آخرين من الفريق المسؤول عن رعايته.
ونقلت صحيفة "لا ناسيون" عن تقرير للجنة الطبية حول الأيام الأخيرة للنجم الأرجنتيني: "تعامل الفريق الطبي لدييغو أرماندو مارادونا كان غير كاف ومعيب وغير مراعِِ للمريض. لقد ترك المريض لمصيره". وقال التقرير إنه على الرغم من أنه لا يمكن القول على وجه اليقين إن نجم كرة القدم لم يكن ليموت إذا تلقي رعاية طبية أفضل، إلا أنه على الأقل كانت ستتاح له فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.
ويعتبر مارادونا الذي فاز ببطولة كأس العالم مع الأرجنتين أحد أبرز لاعبي كرة القدم على مدار تاريخها وهو يحظى بمكانة رفيعة في بلده رغم مشكلاته الطويلة مع المخدرات وإدمان الكحوليات وضعف صحته. وخضع مارادونا لجراحة في المخ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي مارس/ آذار الماضي اجتمعت لجنة طبية، تشكلت بناء على طلب وزارة العدل، لتحليل وفاة مارادونا والبحث في ادعاءات تتحدث عن تقصير الفريق الطبي المخول برعايته. وكان اللاعب السابق الذي فاز بكأس العالم عام 1986 يعاني من مشكلات صحية خطيرة ويتعافى من جراحة بالمخ عندما توفي في إحدى ضواحي بوينس آيرس.
وقال تقرير اللجنة الطبية الذي صدر أمس الجمعة (30 أبريل/ نيسان 2021) وأطلعت رويترز على نسخة منه عن طريق مصدر قريب من التحقيقات إن "عمل الفريق الطبي المخول بعلاج دييغو أرماندو مارادونا كشف عن تقصير وإهمال" في أداء مهمته.
وأشار التقرير إلى أن حالة مارادونا ساءت وأنه كان يحتضر قبل نحو 12 ساعة من وفاته مع انتصاف النهار تقريبا في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني. وجاء في التقرير: "أظهر إشارات واضحة على معاناته لمدة طويلة ولهذا فنحن نستنتج أن المريض لم يحصل على الاهتمام المطلوب من الساعة 00.30 يوم 25 نوفمبر 2020".
ووفقا للتقرير، فإن رعاية نجم كرة القدم "اتسمت بأوجه نقص ومخالفات"، مضيفاً أن "مارادونا لم يخضع لملاحظة ودعم ملائمين من الطاقم الطبي والتمريضي والعلاجي".
ويجري تحقيق في مخالفات محتملة في علاج مارادونا في منزله بمنطقة سكنية تخضع للحراسة شمال العاصمة بوينس آيرس في الأسبوعين الأخيرين من حياته. ويحقق مكتب المدعي العام مع ما لا يقل عن سبعة أعضاء من فريقه الطبي في جريمة قتل نتيجة إهمال.
وسبق لمارادونا اللعب في صفوف برشلونة ونابولي وإشبيلية وبوكا جونيورز وأرجنتينوس جونيورز.
ع.غ/ م.س (رويترز، د ب أ)
الأسطورة مارادونا.. حين تعانق العبقرية الجنون بالساحرة المستديرة
رحل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عن 60 عاماً ليخلف أرثاً من الإبداع والسحر والإثارة، وصفحات قاتمة من التهور والإدمان. محطات صعود وأفول موهبة فذة.
صورة من: Tareq Onu
الحزن يخيم على الأندية
الحزن يخيم على الأندية
توفى أسطورة الكرة العالمية دييغو أرماندو مارادونا عن عمر 60 عاماً في منزله بأحد ضواحي العاصمة متأثراً بأزمة قلبية. ونعى العالم الكروي بالكامل، وليس وطنه الأرجنتين فحسب، وفاة أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Seeger
العالم يشاهد مراوغة مارادونا
بدأ مارادونا مشواره الكروي باللعب في سن مبكرة بنادي أرجنتينوس جونيورز، ومن هناك انتقل إلى بوكا جونيورز في بوينس آيرس. فقد كان النادي المفضل لأبيه، وتُوج معه بلقب الدوري الأرجنتيني عام 1981. ثم سرعان ما انتقل دييغو بعد ذلك إلى أوروبا للانضمام إلى نادي برشلونة الإسباني، بعد أن أصبحت الأرجنتين صغيرة للغاية بالنسبة له.
صورة من: AP
مارادونا يشتبك مع أودو لاتيك
لقد أنفق النادي الكتالوني رقماً قياسياً بلغ 7,3 مليون دولار في عام 1982 للفوز بتوقيع الفتى الأرجنتيني الساحر مارادونا، ولكنه لم يكن سعيداً قط في برشلونة. واشتبك مارادونا باستمرار مع المدير الفني الألماني أودو لاتيك، وذلك لاهتمامه المفرط بإقامة الحفلات الليلية في منزله الجديد وتعمد السهر. وبعد ثلاثة أعوام، ترك مارادونا النادي وربما اتخذ القرار الأفضل في مسيرته.
صورة من: imago/Werek
بطل نابولي بلا منازع
في يوليو/ تموز 1984، انتقل مارادونا إلى نابولي مقابل مبلغ قياسي عالمي آخر قدره 10.5 مليون دولار. ولم يحقق النادي الإيطالي قبل مارادونا سوى كأس إيطاليا عامي 1962 و1976، لكن الفتى الأرجنتيني قاد النادي بين عامي 1984 و1991 للتتويج بلقب الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي في 1989.
صورة من: picture alliance / Mark Leech / Offside
من بطل إلى إيقونة
في نابولي تخلد مارادونا بطلاً، ولكن إقامته في المدينة ومغامراته فيها اتسمت بالشهرة والسمعة السيئة، إذ بدأ في تعاطي الكوكايين والاقتراب من المافيا المحلية. لقد تمتع مارادونا بالحياة إلى أقصى حد، على حافة الشرعية. ولكن شعبيته ظلت رغم من ذلك، وبات إيقونة خالدة.
صورة من: Getty Images
دييغو مارادونا ولقب كأس العالم
لم يترك أي لاعب آخر بصماته على بطولة كأس العالم كما فعل مارادونا عام 1986. فقد فاز بالبطولة مع الأرجنتين وأصبح نجم كرة القدم بلا منازع. وأحرز هدفه الشهير – المعروف بـ "يد الله"- ضد إنجلترا في ربع النهائي، لكنه تبعه بهدف آخر في نفس المباراة وكان واحداُ من أكثر الأهداف إثارة في تاريخ اللعبة. واُختير مارادونا كأفضل لاعب في البطولة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Fumagalli
الهزيمة الأصعب
كانت واحدة من أصعب اللحظات في مسيرة مارادونا الكروية عندما خسر نهائي كأس العالم أمام المنتخب الألماني في إيطاليا عام 1990، حيث حد المدافع غيدو بوخفالد من خطورته في المباراة، ليسجل الألماني أندرياس بريمه هدف الفوز من ركلة جزاء مانحاً ألمانيا المجد ويفسد حلم مارادونا في الفوز بكأس العالم للمرة الثانية. الكابتين لوتر ماتيوس يواسي مارادونا بالخسارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
لحظات متهورة
وعلى مستوى الأندية انتقل مارادونا إلى إشبيلية عام 1992 قبل أن يعود إلى وطنه الأرجنتين. ولعب خمس مباريات فقط بقميص نيولز أولد بويز. ففي فبراير/ شباط 1994 أطلق النار من بندقية هوائية على الصحفيين بعد محاصرة فيلته بالقرب من العاصمة بوينس آيرس وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين و10 أشهر مع وقف التنفيذ.
صورة من: picture-alliance/AFP
قرار الاعتزال
خاض مارادونا مباراته الأخيرة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1997 مع نادي بوكا جونيورز الذي كان يدعمه دائماً. وقبل ذلك، تم إيقافه عن اللعب لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه المواد المخدرة. ومن أجل تجنب المزيد من الإيقاف، أعلن مارادونا اعتزال اللعب في نهاية الشهر، وهو يبلغ من العمر 37 عاماً، لينهي مسيرته الكروية المليئة بالسحر والإبداع والفضائح والتهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Pisarenko
تدريب المنتخب.. حلم يتحقق ولكن...
في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 عُين مارادونا مدرباً لمنتخب الأرجنتين، على الرغم من قلة خبرته التدريبية. ورغم نجومه الكبار ومنهم ليونيل ميسي فقد عانى فريقه في نهائيات كأس العالم 2010، حيث خسر 4-0 أمام ألمانيا في ربع النهائي وتمت إقالته في النهاية. ومن ثم درب أندية في المكسيك وأماكن أخرى، لكنه لم يكن بنفس مستوى نجاح مسيرته الكروية.
صورة من: DANIEL GARCIA/AFP/Getty Images
مارادونا والسياسة
بعد مسيرته الكروية ظل مارادونا يتصدر عناوين الصحف - على سبيل المثال عندما زار الرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو. كان هناك تقارير منتظمة عن إقامة حفلات كبيرة واستخدام مفرط للمخدرات والكحول. فأينما حل مارادونا كان موضع ترحيب.
صورة من: AP
صراع مع المرض
لقد أدى أسلوب حياة مارادونا إلى مشاكل صحية، بما في ذلك وزنه. أكثر من مرة تفادى الموت، إلى أن وفاته المنية أمس. وبعد أن خضع اللاعب السابق لجراحة طارئة هذا الشهر لعلاج تجمع دموي على المخ، تعرض مارادونا لأزمة قلبية أمس الأربعاء وتوفي عن عمر يناهز 60 عاماً. إعداد يورغ ستروشين/ و.ع