يشكل تراجع الجليد البحري في القطب الشمالي، خطرا على كوكب الأرض. وقد نشرت مجلة "نيو ساينتست" مؤخرا تقريرا كشف عن طرق مبتكرة لإنقاذ القطب الشمالي. فما هي؟
إعلان
قد لا يعرف كثيرون أهمية القطب الشمالي بالنسبة لكوكب الأرض؛ إذ يشكل تراجع الجليد فيه خطرا على البشر لأنه يمثل مخزونا طبيعيا ضخما للكربون.
ويقول الباحثون إنه في حالة ذوبان الجليد في القطب الشمالي، فسوف ينجم عن ذلك إطلاق الغازات الدفيئة مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتقترن الظاهرة بتداعيات كارثية على البشر مثل زيادة حدة وضراوة الفيضانات أو الجفاف وغيرها من ظواهر الطقس المتطرفة.
وفي محاولة لإنقاذ القطب الشمالي، نشرت مجلة "نيو ساينتست" تقريراكشف عن طرق جديدة لإعادة تجميد الجليد في هذه البقعة الهامة من كوكب الأرض.
ذوبان القطب الشمالي.. خطر على الأرض
وفي تقريرها، قالت مجلة "نيو ساينتست" إن الجليد في القطب الشمالي يتشكل خلال فصل الشتاء ويتقلص في الصيف، مضيفة أن هذا الجليد يعد عنصرا هاما في منظومة الحفاظ على برودة الأرض وإبطاء وتيرة الاحترار العالمي.
ونوه التقرير إلى أن الجليد البحري في القطب الشمالي يتقلص بسبب تفاقم ظاهرة تغير المناخ مع توقعات متشائمة بشأن احتمالية اختفائه ما ينذر بتداعيات كارثية على البشر.
وقال إن الجليد في القطب الشمالي يعمل كمرآة لامعة تعكس الحرارة بعيدا عن سطح الأرض ما يعني المحافظة على برودة الكوكب. وأضاف أنه في حالة ذوبان الجليد، فإن معدل انعكاس الحرارة يقل ما يزيد من درجات الحرارة.
وحذر من أن المخاطر لن تقتصر على ذلك، بل إنه في حالة ذوبان الجليد في القطب الشمالي، فإن هذا سوف يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في المحيطات ما سينجم عنه زيادة وتيرة الفيضانات.
وبالاستعانة بصور الأقمار الصناعية، رصد العلماء تزايد ذوبان الجليد في القطب الشمالي خلال الصيف وقلة تكوينه في الشتاء على مدى العقود الماضية.
طرق مبتكرة لإنقاذ القطب الشمالي
وفي تقريرها، قالت المجلة إن شركة ناشئة قدمت حلولا مبتكرة لإنقاذ القطب الشمالي منها محاولة ضخ مياه البحر فوق المحيط المتجمد لزيادة سماكة الجليد.
وأشار التقرير إلى أن الشركة وتدعى "Real Ice" اختبرت إمكانية حفر ثقوب في الجليد ثم ضخت المياة على الجليد ما أدى إلى زيادة معدل انتشاره.
وأضاف أن الشركة استعانت بطائرة مسيرة تحت الماء يمكنها أن تبحر داخل القطب الشمالي من أجل حفر ثقوب في الجليد لضخ مياه البحر.
وخلصت المجلة إلى أن الهدف يرمي في نهاية المطاف إلى الخروج بمنظومة لإنشاء طبقات جديدة من الجليد على أمل حماية النظام البيئي الحيوي في القطب الشمالي.
ورغم ذلك، حذر باحثون من أن ضخ مياه البحار والمحيطات في الجليد البحري على نطاق كبير يمكن أن يغير منظومة المحيطات والبحار.
أبعد قرية في العالم لم تسلم من التغيرات المناخية
قد تكون إيتوكورتيرمايت الواقعة شرق غرينلاند، أكثر القرى بعدا في العالم. يعيش فيها حاليا حوالي 350 شخصًا فقط. وأصبحت طريقة حياة سكان هذه القرية الصغيرة بشمال المحيط المتجمد الشمالي، مهددة بسبب التغير المناخي.
صورة من: Olivier Morin/AFP
من بعيد
تقع إيتوكورتيرمايت في منطقة خلابة مقابل الجبال المغطاة بالجليد على ساحل غرينلاند. إنها قرية يبلغ عدد سكانها 350 نسمة فقط في منطقة سكورسبي ساوند، التي يوجد بها أكبر نظام للمضايق البحرية في العالم.
صورة من: Olivier Morin/AFP
منازل خشبية خلابة
تذكرنا طريقة بناء هذه المنازل وألوانها بتراثها الاسكندنافي: منذ 70 عامًا فقط لم تعد غرينلاند مستعمرة دنماركية. واليوم، هي أكبر جزيرة في العالم وتقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي – جزء منها يتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير عن الدنمارك.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الصيادون ودراجات الدفع الرباعي
إيتوكورتيرمايت هي مستوطنة للإنويت (الإيسكيمو) يعيش سكانها على صيد الفقمات وثيران المسك وكركدن البحر والدببة القطبية. رغم ذلك بات العديد من الصيادين يفضلون الآن قيادة دراجات الدفع الرباعي بدلاً من فرق الكلاب التقليدية.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الحياة اليومية في أقصى العالم
لكن أساليب العيش الحديثة جعلت الحياة صعبة على سكان إيتوكورتيرمايت. فالسفن السياحية باتت تجلب الكثير من السياح إلى المضايق وتتسبب في تراجع الحياة البرية. كما أن العلماء أيضًا يحذرون من أن لحوم هذه الحيوانات أصبحت ملوثة بشكل خطير بالمواد الكيميائية.
صورة من: Olivier Morin/AFP
ارتفاع درجة الحرارة
وباتت ظاهرة الاحتباس الحراري تترك أثرها السلبي على سكان الجزيرة. في السابق كان مألوفا رؤية جلود الحيوانات تجف هنا. في الماضي، عندما عزلت الثلوج السكان عن بقية العالم لمدة 11 شهرًا في السنة كان سكان الجزيرة يعيشون على الحيوانات البرية. لكن تلك العادات القديمة أصبحت تذوب مع الأنهار الجليدية. ففي القطب الشمالي، ترتفع درجات الحرارة بمعدل أربع مرات أسرع من أي مكان آخر.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الاستفادة القصوى من الصيف
وثق أوليفييه مورين، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، الحياة في إيتوكورتيرمايت في الأيام الأخيرة من صيف 2023، عندما يحاول الصغار والكبار الاستفادة أقصى قدر ممكن من الأسابيع القليلة التي لا تزال فيها الشمس تشرق فوق دائرة القطب الشمالي.
صورة من: Olivier Morin/AFP
الاستحمام في المياه الذائبة
القفز في هذا المسبح قد يشكل بكل تأكيد تحديًا حقيقيًا لمعظم الناس. فحتى في شهر يوليو/ تموز، نادرًا ما ترتفع درجات الحرارة عن 10 درجات مئوية. ولا يتم تسخين المياه الجليدية الذائبة.
صورة من: Olivier Morin/AFP
البقعة الخضراء الوحيدة
في مكان لا ينمو فيه العشب، فإن البقعة الخضراء الوحيدة هي العشب الصناعي في ملعب كرة القدم. يجتمع الشباب هنا للعب كرة القدم. ولكن في ظل عدم وجود الأضواء الكاشفة، يجب أن تقام المباريات في منتصف النهار معظم أيام العام.
صورة من: Olivier Morin/AFP
لم يعد الوضع مثلما كان
لقد تقلص عدد سكان إيتوكورتيرمايت إلى حوالي 500 شخص قبل بضع سنوات فقط. والناس الذين كانوا في السابق صيادين، مثل أجدادهم، يكافحون الآن للعثور على عمل بديل. فهذه القرية النائية تقع على الخط الأمامي لتبعات التغيير المناخي. أعده للعربية: م.أ.م