إيران تعلن قرب إعادة فتح السفارتين في الرياض وطهران
٢٨ أبريل ٢٠٢٣
بعد أزيد من سبعة أعوام على إغلاق السعودية وإيران لسفارتيهما، أعلن وزير الخارجية الإيراني قرب إعادة افتتاح السفاراتين في طهران والرياض. وأكد عبداللهيان أن تقارب إيران والسعودية "يصب في مصلحة المنطقة كلها".
إعلان
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الجمعة (28 أبريل/نيسان 2023) إنه سيتم إعادة فتح السفارتين في السعودية وإيران "في الأيام القليلة المقبلة".
ولم يذكر عبد اللهيان موعدا محددا لإعادة فتح سفارتي البلدين، اللذين اتفقا في مارس/ آذار على استئناف العلاقات.
وأُغلقت السفارة السعودية في طهران منذ أن قطعت السعودية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران على خلفية خلاف شديد بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي. وطلبت المملكة فيما بعد من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة أراضيها في غضون 48 ساعة بينما أجلت طاقم العاملين من السفارة السعودية في طهران.
وبدأت العلاقات تدهورها في 2015 في أعقاب تدخل السعودية والإمارات في حرب اليمن بعدما أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة المدعومة من السعودية وسيطرت على العاصمة صنعاء.
واتهمت السعودية إيران بتقديم السلاح للحوثيين، الذينهاجموا المدن السعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية. وفي عام 2019، اتهمت الرياض طهران بالمسؤولية عن هجوم استهدف منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو وأسفر عن توقف نصف إنتاجها النفطي. ونفت إيران تلك الاتهامات.
وساهم العداء بين الخصمين الإقليمين والمنتجين الكبيرين للنفط في تأجج صراعات في أنحاء المنطقة. وفي الشهر الماضي، اتفقا على إنهاء الخلاف الدبلوماسي وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.
مسائية DW : التقارب السعودي الإيراني، هل يعيد خلط الأوراق؟
35:55
"تقارب يصب في مصلحة المنطقة ككل"
وقال عبد اللهيان في ختام اجتماعاته مع مسؤولين لبنانيين من بينهم أمين عام حزب الله حسن نصر الله "خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين وزيري خارجية إيران والسعودية في عيد الفطر السعيد اتفقنا على أن نعمل في الأيام القليلة المقبلة على إعادة افتتاح السفارات الإيرانية والسعودية في طهران والرياض".
وتابع "المنطقة تسير نحو التعاون وتضافر الجهود ولا نقيّم تقارب إيران والسعودية على أنه يصب في مصلحة البلدين فقط بل بمصلحة المنطقة كلها". وقال: "قبل حلول عيد الفطر وجهت دعوة رسمية لنظيري السعودي إلى زيارة طهران وأكد لي أنه رحب بالدعوة وسيقوم بتلبيتها، وتلقيت كذلك دعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي لزيارة المملكة وطبعاً سأقوم بتلبيتها، وموعد إنجاز هذه الزيارة سيتم التوافق بشأنه من خلال القنوات الدبلوماسية".
وقال إن التطورات الإيجابية بعد الاتفاق "وعودة الانفتاح العربي على سوريا تفتح مناخات بالغة الأهمية على مستوى المنطقة، ولا شك أن لبنان يحتل مكانة مرموقة في هذه المنطقة".
احترام اختيار اللبنانيين لرئيسهم
ويعول المسؤولون اللبنانيون على الاتفاق الإيراني السعودي لحل الأزمة الاقتصادية اللبنانية المتفاقمة منذ عام 2019. ولبنان بلا رئيس للبلاد منذ غادر الرئيس السابق ميشال عون القصر الجمهوري في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي. وقال عبداللهيان: "ما سمعناه من المسؤولين اللبنانيين يوحي بالتفاؤل".
وأعلن وزير خارجية إيران اليوم الجمعة أن بلاده ترحب بأي شخصية لبنانية تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية بالتوافق، معربا عن اعتقاده أن لدى القوى السياسية اللبنانية المؤثرة الكفاءة اللازمة لاختيار رئيس البلاد. وقال في مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم في ختام زيارته إلى لبنان إن "إيران سترحب بأي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سدة الرئاسة اللبنانية بالتوافق".
ورحّب عبد اللهيان "بتعزيز العلاقات السورية العربية" مضيفاً" وضعنا برنامجا لزيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى سوريا في الفترة المقبلة".
وكان عبد اللهيان قد وصل إلى بيروت الأربعاء الماضي في زيارة التقى خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين، وعددا من النواب من كتل نيابية متنوعة، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وزار منطقة مارون الرأس الحدودية جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
هـ.د/ص.ش (رويترز، د ب أ)
عداء وحروب بالوكالة في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.
صورة من: Fars
شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.
صورة من: Getty Images/AFP
توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.
صورة من: farhangnews
خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Ammar
زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.
صورة من: Kavoshpress.ir
هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.
صورة من: AP
أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.
صورة من: AP
منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.
صورة من: AP
في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي .
صورة من: Reuters
في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين