1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانتخابات الألمانية تفرز مشهدا سيُصعب تشكيل ائتلاف حكومي

٢٧ سبتمبر ٢٠٢١

ظلت ألمانيا صخرة للاستقرار السياسي في أوروبا طيلة عهد المستشارة ميركل، غير أن نتائج الانتخابات التي تقدم فيها الاشتراكيون بشكل طفيف، أفرزت مشهدا غامضا سيجعل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي في غاية الصعوبة. فمن سيكون المستشار؟

أرمين لاشيت (يمين) أوولاف شولتس (يسار) (26/9/2021)
صورة مركبة لمرشح الائتلاف المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت (يمين) ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس (يسار)صورة من: Wolfgang Rattay/Reuters & Martin Meissner/AP/picture alliance

من المفترض أن تصدر الأحزاب الألمانية المختلفة التي قد تدخل في ائتلاف حكومي مقبل، مؤشرات حول تحالفاتها المحتملة اعتبارا من صباح اليوم (الاثنين 27 سبتمبر/ أيلول 20121). غير أن الطريق لتشكيل الحكومة لن يكون بالضرورة مفروشا بالورود. فقد أظهرت أولى النتائج

الرسمية المؤقتة التي نشرت صباح اليوم على موقع اللجنة الانتخابية حصولالحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة أولاف شولتز على 25.7% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيّين الديموقراطيّين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذين حصلوا على 24.1% من الأصوات، وهي أدنى نسبة لهم.

 ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30 %. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في وقت تستعد فيه للانسحاب من الحياة السياسية. لكن ذلك لا يحسم النتيجة، ففي ألمانيا لا يختار الناخبون مباشرة المستشار بل النواب ما أن تتشكل غالبية.

 ويبدو التوصل إلى غالبية معقدا جدا هذه المرة لأنها ينبغي أن تشمل ثلاثة أحزاب وهو أمر غير مسبوق منذ 1950 بسبب تشرذم الأصوات.  وذكرت مجلة "دير شبيغل"، "لعبة البوكر بدأت" مضيفة "بعد التصويت تبقى الأسئلة الرئيسية مفتوحة: من سيتولى منصب المستشار؟ ما طبيعة التحالف الذي سيحكم البلاد في المستقبل؟".

 بالنسبة للاشتراكيين الديموقراطيين الأمور واضحة، إذ قال زعيمهم شولتسر البالغ 63 عاما "من المؤكد أن الكثير من المواطنين صوتوا لنا "لأنهم يريدون تغييرا في الحكومة، لأنهم يريدون ان يكون المستشار المقبل أولاف شولتز". وأكد أن "الحزب المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي (الفرع البافاري) لم يخسرا أصواتا فحسب بل تلقيا رسالة من المواطنين مفادها انه لا ينبغي أن يكونا في الحكومة بل في المعارضة"

وتكمن المشكلة في أن منافسه اليميني الوسطي ورغم نتيجته "المخيبة للآمال" ليس مستعدا للجلوس في مقاعد المعارضة. فقد أكد المرشح المسيحي-الديموقراطي ذلك بالقول"سنبذل قصارى جهودنا لبناء حكومة" من تحالف المحافظين.

في ألمانيا، تدور المحادثات لتشكيل حكومة جديدة بين الأحزاب السياسية، فعقب الانتخابات التشريعية السابقة في 2017، لم يتم التوصل إلى الائتلاف الحكومي الواسع المنتهية ولايته إلا بعد ستة أشهر ما أدى إلى شلل سياسي في ألمانيا ولا سيما على صعيد القضايا الأوروبية. لكن الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الديمقراطي أكدا أنهما يسعيان إلى البت في أمر الحكومة قبل عيد الميلاد.

 وقال لاشيت "ستتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع في 2022 لذا ينبغي التوصل إلى تشكيل حكومة بسرعة كبيرة". من جانبه أكد رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، أن التحالف المسيحي (يضم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري) حل في المركز الثاني وليس الأول في الانتخابات، لذلك لا يمكن أن ينشأ من ذلك استحقاق بقيادة حكومة، بل فقط عرض لإجراء محادثات بشأن تشكيلها. وأوضح زودر أنه سيُجرى تقديم مثل هذا العرض - ولكن لن يكون هناك "تملق بأي ثمن" لحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.

وفي ظل الوضع الراهن، ثمة حلول عدة ممكنة للحصول على الغالبية المطلوبة في البرلمان الألماني الذي سيضم عددا قياسيا من النواب يبلغ 735 أي اكثر ب137 مما كان عليه العدد قبل أربع سنوات على ما قالت اللجنة الانتخابية.

 

 ومن الخيارات المحتملة أن يتحالف الاشتراكيون الديموقراطيون (206 نواب) مع الخضر الذين حلوا في المرتبة الثالثة بحصولهم على 14.8 % (118 نائبا) والليبراليين في (الحزب الديموقراطي الحر) الذي حصد 11,5 % من الأصوات (92 نائبا).

كذلك، يمكن للمحافظين (196 نائبا) أن يشكلوا الحكومة مع الخضر والليبراليين.

 ويظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه معهد يوغوف ليل الأحد / الاثنين أن غالبية الناخبين تحبذ الخيار الأول. ويرى 43 % أن اولاف شولتز يجب أن يصبح مستشارا. وسيكون ذلك رهنا بإرادة الحزبين الصغيرين الذين وصفتهما صحيفة "بيلد "الاثنين بأنهما "صناع ملوك".

 وبالنسبة لأقدم حزب في ألمانيا ستشكل الأسابيع المقبلة اختبارا، فطوال الحملة الانتخابية وضع الاشتراكيون الديموقراطيون حدا للخلافات القديمة بين التيارين اليساري والوسطي فيه دعما لزعيمهم وزير المالية الحالي في حكومة أنغيلا ميركل.

 لكن كيف ستكون ردة فعل الحزب في حال اضطر أولاف شولتز إلى التخلي عن نصف برنامجه لاستمالة اليمين الليبرالي على ما سألت صحيفة "سودويتشه تسايتونغ"؟، إذ أن الحزب الليبرالي لن يقبل بتاتا بزيادة الضرائب على أغنى الأغنياء التي يريدها الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر. وشددت الصحيفة على أنه في نهاية المطاف سيخضع تشكيل الائتلاف لتصويت أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW