أُسدل الستار على الدوري الألماني لكرة القدم بفوز بايرن ميونيخ باللقب. واستفاد الفريق البافاري من تعثر غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند، الذي فشل بعض نجومه في الحفاظ على مستواهم المميز حتى الأمتار الأخيرة في "البوندسليغا".
إعلان
بعد صراع طويل، حسم بايرن ميونيخ لقب الدوري الألماني لكرة القدم. واستفاد الفريق البافاري من تراجع أداء غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند، خصوصاً في الأمتار الأخيرة من "البوندسليغا". وتذبذب أداء بعض نجوم بوروسيا دورتموند، الذين قدموا بداية موسم أكثر من رائعة، وفشلوا في الحفاظ على نفس المستوى، وقيادة دورتموند إلى الفوز بلقب الدوري الغائب عن خزينة الفريق في السنوات الأخيرة.
صاحب القفاز بوركي
في أكثر من مباراة، تمكن حارس بوروسيا دورتموند رومان بوركي من الذود عن مرماه، والوقوف كسد منيع أمام هجمات الفرق المنافسة. ورجحت مهارة الحارس السويسري كفة بوروسيا دورتموند في عدة مباريات حاسمة كان الفريق في أمس الحاجة للفوز بها.
لكن، أداء رومان بوركي تراجع بشكل ملحوظ في بعض مباريات النصف الثاني من "البوندسليغا"، وارتكب عدة أخطاء فادحة أدت إلى فقدان بوروسيا دورتموند الكثير من النقاط المهمة، التي كان يحتاجها للفوز بلقب الدوري الألماني.
الموهوب حكيمي
لم يحتج أشرف حكيمي إلى وقت كثير من أجل التأقلم مع أجواء الدوري الألماني، الذي انتقل إليه بداية الموسم على سبيل الإعارة من ريال مدريد. واستطاع الدولي المغربي في وقت وجيز أن يضمن مكانة ثابتة في تشكيلة بوروسيا دورتموند الرسمية، ويصبح واحداً من أعمدة الفريق الرئيسية.
بيد أن أداء الظهير المغربي، شهد بدوره تراجعاً في مبارياته الأخيرة مع الفريق، وذلك قبل تعرضه إلى الإصابة. واهتزت شباك بوروسيا دورتموند بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبها أشرف حكيمي، الذي وجد نفسه في أكثر من مرة على دكة البدلاء.
حلقة الوصل فيتسل
بدوره متوسط ميدان بوروسيا دورتموند أكسيل فيتسل من النجوم، الذين تأثر الفريق الألماني كثيرا بتراجع مستواهم في النصف الثاني من مباريات "البوندسليغا"، فقد تراجعت قتالية الدولي البلجيكي فوق المستطيل الأخضر وضيع الكثير من الكرات الحاسمة.
ورغم تراجع مستواه، إلاّ أن أكسيل فيتسل كان واحداً من نجوم بوروسيا دورتموند هذا الموسم، حيث شكل حلقة ربط مميزة بين الدفاع والهجوم، ومرر عدة كرات حاسمة وذكية إلى هجوم الفريق، الذي حولها إلى أهداف.
القناص ألكاسير
قدم باكو ألكاسير بداية أكثر من رائعة مع بوروسيا دورتموند، إذ كان يسجل تقريباً في كل مباراة مستفيداً من حاسته التهديفية الكبيرة أمام المرمى، وقدرته المميزة على وضع الكرة في شباك الفرق المنافسة.
غير أن أداء الدولي الإسباني تراجع بشكل ملحوظ، وأصبح يضيع كرات كان يضعها في السابق بسهولة كبيرة في الشباك. ويعود تذبذب مستوى ألكاسير ربما إلى عدم حصوله على دقائق لعب كافية، حيث دخل في أكثر من مرة في الشوط الثاني، فضلاً عن تعرضه للإصابة.
المدرب لوسيان فافر
يُحسب لمدرب بوروسيا دورتموند لوسيان فافر أنه في عامه الأول كان قريبا للغاية من قيادة فريقه إلى لقب الدوري الألماني لكرة القدم. وقدم المدرب السويسري كرة قدم جماعية تعتمد بشكل كبير على سرعة تناقل الكرة بين مختلف الخطوط والضغط على الفرق المنافسة، التي عجزت دفاعاتها عن صد هجوم دورتموند الكاسح.
لكن لوسيان فافر خسر عدة مباريات كانت كل التوقعات الأولية تشير إلى فوز بوروسيا دورتموند بها (شالكه، فورتونا دوسلدورف...). زيادة على ذلك، شكلت الخسارة المذلة أمام بايرن ميونيخ بخماسية ضربة معنوية قوية لفافر، الذي ظل يتفرج على فريقه وهو ينهار أمام الفريق البافاري البطل.
مواجهات خالدة بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند
ركلات كونغ فو، فوز بدزينة أهداف ومهاجم لحِراسة المرمى. لقطات وحوادث غريبة رافقت مباريات التنافس المحموم بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند. لكن لقاء القمة رقم 102 بين قطبي الكرة الألمانية يعد بالمزيد من الإثارة.
صورة من: imago/Team 2
فوز ساحق على "الأرض الحمراء"
إحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.
صورة من: picture-alliance/dpa
سيناريو الفوز الأكبر
لا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيف يمكن له أن يفشل في التسجيل؟
هذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
أيها البكّاء!
كان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.
صورة من: imago/Team 2
من حارس مرمى إلى لاعب الكونغ فو
حارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.
صورة من: imago/Team 2
معركة للمتهورين
المباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.
صورة من: imago/Team 2
مواجهة عدائية
استمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.
صورة من: imago/WEREK
مهاجم يحمي شباك دورتموند
في المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.
صورة من: imago/MIS
أيما إذلال!
فاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.
صورة من: imago sportfotodienst
آرين روبن وهدفه الذهبي
كان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.
صورة من: Reuters
السمعة أولاً
يمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
حصيلة ثقيلة
في المباراة التي جمعت الفريقين بآذار/ مارس 2018 أدخل بايرن نصف دزينة من الأهداف في مرمى بروسيا دورتموند، ليثبت من جديد أنه سيد الكرة الألمانية. وتكشف الإحصائيات أن 99 مباراة بين الفريقين حصيلتها: 45 فوزاً لبايرن، و25 انتصاراً لدورتموند، و29 مباراة انتهت بالتعادل.
صورة من: imago/ActionPictures/P. Schatz
صفعة بافارية
انتهت المواجهة المائة بين قطبي الكرة الألمانية التي جرت في أبريل/ نيسان 2019 بخماسية نظيفة للبافاريين سحقت طموحات دورتموند باللقب، فقد كان قبلها متصدراً لجدول الترتيب. وفي نهاية الموسم خطف بايرن لقب الدوري. وفي المباراة التي تلتها كرر بايرن الفوز على ملعبه برباعية نظيفة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
مدرجات خالية
اللقاء 102 بين الناديين سيتذكره عشاق الكرة بشكل خاص، إذ سيجري بدون جمهور بسبب جائحة كورونا وتداعياتها. ويتسلح دورتموند الذي لم يخسر على ملعبه هذا الموسم، بمهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند وهو متعطش للانتقام لنفسه بعد خسارة جولة الذهاب. وتميل الكفة لصالح بايرن في المحصلة، إذ فاز بـ 47 مباراة، بينما لم يفز دورتموند سوى بـ25 وتعادلا في 29 مباراة.