بات معروفا في البريميرليغ أن الوصول إلى القمة ليس سوى نصف المعركة، أما الحفاظ على اللقب فيمثل النصف الآخر منها. من تشيلسي إلى ليفربول، يبدو أن الدفاع عن اللقب في البريميرليغ أصبح مهمة شبه مستحيلة.
في رحلة الدفاع عن لقبه، مر ليفربول بموسم مضطرب امتزج بين النجاحات والإخفاقات في بطولة الدوري الإنجليزي.صورة من: Carl Recine/Getty Images
إعلان
تواجه الفرق التي تتوج ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ" تحديات جمة من أجل الحفاظ على اللقب وضغوط التنافس الهستيري، وحتى لعنة الإصابات والإرهاق التي تطارد النجوم.
في تقرير موسع، استفاضت مجلة "ذا أتلانتيك" في شرح أسباب صعوبة قدرة الأندية الإنجليزية التي تفوز باللقب على الحفاظ عليه.
وقالت المجلة إنه بعد التتويج، تتحول كل مباراة إلى اختبار جديد، حيث تدرس الفرق المنافسة البطل بدقة في مسعى للعثور على نقاط ضعفه، وسط تزايد الضغوط النفسية على الفريق البطل.
واستشهدت المجلة بواقعة حديث البرتغالي جوزيه مورينيو إبان قيادته تشيلسي، والذي فاز معه بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2015-2016. فبعد ثلاثة أشهر من التتويج، كان مورينيو في مزاج سيئ، حتى أن أجوبته على الصحفيين اتسمت بالتحفظ.
وقالت المجلة إن مورينيوعندما سأله صحفي: "هل أنت سعيد بتشكيلة فريقك يا جوزيه؟"، كانت إجابته: "لا أريد التفكير في ذلك".
وأضافت المجلة أنه بعد أشهر من هذه الواقعة، رحل مورينيو عن النادي، وأصبح تشيلسي في المركز السادس عشر، نقطة واحدة فوق منطقة الهبوط، بعد تحقيق أربعة انتصارات فقط في أول 16 مباراة.
عقب تتويجيه بلقب الدوري موسم 2015-2016، خسر تشيلسي تسع مباريات من أصل 16 وهو حامل اللقب رغم كتيبة النجوم وقيادة مورينيو الفريد.صورة من: picture alliance/empics/A. Matthews
لعنة التتويج تطارد ليفربول
وقالت المجلة إن هذه السردية التي عاشها تشيلسي تطارد في الوقت الحالي ليفربول، حامل اللقب. فخلال الأشهر الثلاثة الماضية، مر ليفربول بموسم مضطرب امتزج بين النجاحات والإخفاقات في بطولة الدوري الإنجليزي.
إعلان
وجاءت انطلاقة ليفربول في بداية حملة الدفاع عن لقبه، الذي حققه في الموسم الماضي، على أفضل وجه، بعد فوزه في مبارياته الخمس الأولى، قبل أن يتلقى أربع هزائم متتالية.
وبعد سلسلة الهزائم التي تعرض لها على الصعيدين المحلي والقاري، استعاد ليفربول اتزانه نسبيا، عقب فوزه على أستون فيلا بالدوري الإنجليزي، والذي أعقبه انتصاره المستحق 1-0 على ضيفه ريال مدريد الإسباني في بطولة دوري أبطال أوروبا.
بيد أن ليفربول سرعان ما تعرض لكبوة أخرى عنيفة، عقب خسارته القاسية 0-3 أمام مضيفه مانشستر سيتي، في لقائه الأخير بالدوري الإنجليزي، قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة.
قالت مجلة "ذا أتلانتيك" مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا جعل الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي يبدو أمرا سهلا.صورة من: Oli Scarff/AFP/Getty Images
مانشستر سيتي... الاستثناء
يشار إلى أن لقب الدوري الإنجليزي ظل حكرا على مانشستر سيتي وليفربول خلال المواسم الثمانية الأخيرة، بواقع 6 ألقاب لفريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، ولقبين للفريق الأحمر.
بيد أن مجلة "ذا أتلانتيك" قالت إنه في الوقت الذي يعاني فيه ليفربول من صعوبة في الدفاع عن اللقب، فإن مانشستر سيتي مثل الاستثناء. وأردفت أنه حتى الموسم الماضي، جعل مانشستر سيتي تحت قيادة بيب غوارديولا الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي يبدو أمرا سهلا.
ورغم ذلك، قالت إن الأمر "لم يكن مريحا دائما؛ إذ احتاج مانشستر سيتي إلى اليوم الأخير لحسم اللقب أمام ليفربول في موسمي 2018-19 و2021-22 وأمام أرسنالفي 2023-24".
وأضافت أنه رغم ذلك، فإن ما حققه مانشستر سيتي بالفوز بستة ألقاب من أصل سبعة بين 2017-18 و2023-24، كان استثنائيا بكل المقاييس.
تحرير: خالد سلامة
رحيل مفاجئ عن ليفربول..الساحر كلوب بين إنجازات وتحديات مستمرة!
مرتين، خسر كلوب نهائي "الأبطال"، لكن كلوب لا يستسلم، لينجح في إحراز لقب دوري الأبطال ويتوج موسمه الناجح أيضاً بجائزة أفضل مدرب في العالم. بعد كل هذه النجاحات والتحديات الكبيرة، قرر كلوب مؤخراً وبشكل مفاجىء الرحيل.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
رحيل في ذروة النجاح
بعد ثمانية أعوام ونصف من النجاح والتحديات الكبيرة، وقبل عام على نهاية عقده مع نادي ليفربول، فجر المدرب الألماني (56 عاما) مفاجأة نهاية الشهر الماضي بإعلانه التنحي عن منصبه بنهاية الموسم الجاري وأكد في مؤتمر صحفي مطول أن طاقته نفدت مؤخرا. وقال كلوب إنه اتخذ القرار الصحيح بالرحيل عن ليفربول في نهاية الموسم. قرار خلف صدى كبيرا في الأوساط الرياضية.
صورة من: Ian Stephen/Pro Sports Images/IMAGO
أفضل مدرب لعام 2019
توج مدرب ليفربول يورغن كلوب موسمه الناجح بحصوله على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019. المدرب الألماني قاد ليفربول لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2019 واحتلال مركز الوصافة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
متوجا على عرش الكرة الأوروبية
بعد فشله عدة مرات في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ابتسم الحظ أخيرا للساحر الألماني يورغن كلوب في رفع الكأس ذات الأذنين رفقة فريقه ليفربول واعتلاء عرش الكرة الأوروبية في موسم 2018/2019 . ليفربول فاز في النهائي على خصمه العنيد توتنهام بهدفين لصفر وأزاح قبله عمالقة أوروبا مثل برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
"نثق بكلوب"
سرعان ما استحوذ المدرب الألماني يورغن كلوب على قلوب مشجعي ليفربول عندما قال في يومه الأول بالنادي: "علينا تحويل المشككين في النادي إلى مؤمنين بقوته وقدراته"، حتى أن البضاعة الأكثر رواجاً في متجر النادي باتت قميص كُتب عليه: "نثق بكلوب". ورغم شهرة كلوب الرياضية إلا أنه بدأ بعيداً عن ميادين الكرة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ellis
صورة مع زيلر
ولد يورغن كلوب عام 1967 في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولعب في صفوف شباب نادي توس إيرغينتسينغن حيث شارك في إحدى البطولات الرياضية في هامبورغ، كما تظهره هذه الصورة (الثاني على اليسار في الأعلى) مع أسطورة هامبورغ أوفه زيلر. حينها لم يعلم أحد أن حلم الكثيرين من عشاق الكرة سيصبح الحصول على صورة سيلفي مع كلوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسلوب بسيط ومحبوب
لم يكن المهاجم كلوب ساحر المستديرة، فسرعان ما غُير مركزه من مهاجم إلى مدافع في صفوف نادي "أف أس في ماينز 05" في الدرجة الثانية، وبات معروفاً بأسلوبه البسيط والمباشر، وهو ما أحبه مشجعو النادي فيه. وكان اللاعب الوحيد في صفوف ماينز الذي ملك ناديه الخاص من المعجبين باسم "الكلوبيون".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
18 عاماً في صفوف ماينز
عام 2001 ترك كلوب اللعب ليباشره من مقعد المدربين. وبعد محاولتين فاشلين، نجح ماينز تحت قيادة كلوب عام 2004 في تحقيق انطلاقته التاريخية إلى دوري الدرجة الأولى من البوندسليغا. وبعد عودته إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007 وفقدان فرصة الصعود في العام اللاحق ترك كلوب ماينز، بعد 18 عاماً في صفوفه كلاعب ومدرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Mrotzkowski
صاحب أفضل نظارة عام 2008
وفي وسائل الإعلام الألمانية فإن طبيعة كلوب المنفتحة وخفيفة الظل أثارت إعجاب جمهور الكرة، حتى أنه بات ما يشبه "الموضة". وحتى نظاراته التي يضعها بات يُنظر إليها بشكل إيجابي في الرأي العام الألماني. وهو ما دفع "جمعين صانعي النظرات" إلى تتويجه عام 2008 بلقب "أفضل صاحب نظارة في العام".
صورة من: KGS
صانع النجوم
منتصف 2008 أصبح كلوب مدرباً لبروسيا دورتموند. وكانت للمشاكل النادي المالية الحادة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام من ذلك، أثرها الكبير في تراجع مستوى النادي كروياً. لكن كلوب وعد بإعادة الفريق إلى جادة الانتصارات. وكان شعاره: عدم شراء النجوم بل صنعهم. وهكذا وضع ماتس هوميلز ونيفن سوبوتيتش في قلب الدفاع رغم أنهما لم يتجاوزا الـ19 من العمر.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ثلاثة ألقاب في عامين
ونجحت وصفة يورغن كلوب هذه في إعادة بروسيا دورتموند إلى بريقه وتألقه، ففاز عام 2011 بدرع الدوري الألماني، وكان طعم هذا الانتصار مختلفاً حين احتفل كلوب مع الجماهير في ساحة بورسيشبلاتس. وفي 2012 فاز أسود ويستفاليا بقيادة كلوب بالثنائية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/T. Silz
وللسقطات وقتها
على الرغم من كل الجاذبية والذكاء الذي يتمتع به كلوب، إلا أن حماسته توقعه في كثير من الأحيان في مشاكل، فمثلاً هنا عام 2010 حين تنازع مع الحكم الرابع شتيفان تراوتمان. بعد أن رأى كلوب هذه الصورة قال: "نفسي أنا شعرت بالخوف من هذا. لم يكن هذا من التصرفات اللائقة".
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
خسارة مريرة في ويمبلي
في 2013 كان كلوب على وشك الحصول على لقبه الدولي الأول في المباراة النهائية من منافسات دوري أبطال أوروبا التي جمعته بالمنافس اللدود بايرن ميونيخ على ملعب ويمبلي بلندن. لكن بروسيا دورتموند خسر بهدفين مقابل هدف واحد بعد أن سجل الهولندي أريين روبن هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة.
صورة من: picture alliance/augenklick
وداعاً دورتموند!
منتصف 2014 حل دورتموند وصيفاً لبطل الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم بدأ التدهور. بعد 18 مباراة من الموسم اللاحق حل دورتموند في المركز الأخير من الترتيب. وبدا كلوب مرهقاً، لكنه تمكن من قيادة النادي للعب في الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا 2015 أمام فولفسبورغ، الذي خسره دورتموند 1.3. حينها أعلن كلوب رحيله عن دورتموند.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
بدء الحقبة الإنجليزية
بعد راحة من هموم الفوز والخسارة امتدت لعام وخمسة أشهر، قُدم كلوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 مدرباً جديداً لليفربول الإنجليزي. وتمكن في وقت قياسي من تطوير أداء الفريق وقاده لنهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل الخسارة أمام ريال مدريد (1-3). كما ينافس بشكل متقارب جداً على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم مع مانشستر سيتي.
صورة من: Getty Images/A. Livesey
معجزة "انفيلد"
أما وفي دوري الأبطال ففصل جديد من أسطورة ملعب "انفيلد" سطّره ليلة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار 2019)، كلوب وفريقه. فقد نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم صفر-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الى انتصار مدوٍ برباعية نظيفة إيابا ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا.