بعد حجز فريق ليفربول لتأشيرة المرور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب روما العنيد، سيخوض المدرب يورغن كلوب النهائي أمام ريال مدريد وعينه على كسر لعنة خسارة النهائيات، التي تُلاحقه منذ سنوات. فهل ينجح في ذلك؟
إعلان
انتزع فريق ليفربول الإنجليزي بطاقة التأهل إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعدما تغلب على نادي العاصمة الإيطالية روما بـ 6-7 (ذهابا وإيابا)، وسيلتقي "الريدز" مع حامل لقب النسخة الماضية من الكأس "ذات الأذنين"، فريق ريال مدريد الإسباني في نهائي يتوقع أن يكون مُثيرا ستحتضنه العاصمة الأوكرانية كييف نهاية هذا الشهر.
وقدم فريق ليفربول مسيرة ناجحة هذا الموسم، تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي استطاع تكوين كتيبة "مرعبة" من اللاعبين يتقدمها نجم الفريق الأول محمد صلاح، الذي أصبح محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة.
وتولى يورغن كلوب قيادة دفة ليفربول في عام 2015، بعدما قضى سنوات رائعة مع فريق بوروسيا دورتموند الألماني، الذي حقق مع عدة ألقاب محلية، وقاده إلى نهائي دوري أبطال أوروبا سنة 2013، بيد أنه انهزم فيه بـ1-2 أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ.
لعنة النهائيات
ويشير موقع شبكة "سكاي سبورت" أن يورغن كلوب (50 عاما) خاض في مسيرته التدريبية ستة نهائيات (أربعة مع بوروسيا دورتموند و اثنان مع ليفربول)، و فاز بنهائي واحد فقط، وهو ما كرس فكرة أنه هناك لعنة تُلاحق يورغن كلوب منذ سنوات في المباريات النهائية، التي يخوضها، حسب الموقع المذكور.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نهائي مسابقة الدوري الأوروبي سنة 2016/2015 ، الذي جمع بين فريقي ليفربول وحامل اللقب آنذاك الفريق الأندلسي إشبيلية، حيث تقدم الفريق الإنجليزي العريق ليفربول في شوط المباراة الأول بهدف دور رد، وأهدر الكثير من الفرص، التي كانت ستقضي على كل أمال إشبيلية للعودة في المباراة، غير أن الفريق الأندلسي استطاع قلب الموازين في الشوط الثاني، والانتصار بثلاثة أهداف لواحد، فيما ظل يورغن كلوب عاجزا عن استيعاب ما حدث في تلك المباراة.
الريال... بين العقدة والمفتاح!
وفي الـ 26 من مايو/أيار 2018 سيواجه فريق ليفربول حامل لقب النسخة الماضية من مسابقة دوري أبطال أوروبا ريال مدريد، إذ سيُحاول يورغن كلوب ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. فمن جهة، سيعمد المدرب الألماني على وضع حد لعقدة المباراة النهائية، التي تعود على تجرع المرارة فيها، خاصة وأنه كان قريبا من معانقة الكؤوس الأوروبية في أكثر من مرة. وبالتالي دخول يورغن كلوب التاريخ كمدرب فاز بأعرق المسابقة الأوروبية في عالم الساحرة المستديرة. ومن جهة أخرى، سيحاول المدرب الألماني وضع حدا لسيطرة الفريق الملكي على القارة العجوز، في ظل توقعات بأن تشهد المباراة النهائية الكثير من الإثارة والتشويق على الاستاد الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف.
محمد صلاح.. هل تلقى رحلة الصعود الفريدة نهاية حزينة؟
إصابة نجم ليفربول المصري محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الريال وخروجه من هذه المباراة تلقي بظلال كبيرة على اللاعب المصري الفذ. فهناك أخبار حول أن الإصابة قد تبعده عن مشاركة منتخب بلاده مصر في مونديال روسيا.
صورة من: picture-alliance/Newscom/D. Klein
خروج بالدموع
خرج النجم المصري محمد صلاح مصاباً في كتفه بعد نصف ساعة من انطلاق مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بين فريقه ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الإسباني حامل اللقب السبت (26أيار/ مايو 2018) في كييف. وسقط صلاح على أرض الملعب بعد احتكاك مع قائد الريال سيرجيو راموس. وبرغم دخول الجهاز الطبي لإسعافه، إلا أنه خرج باكياً بعد ثوان قليلة.
صورة من: Imago/VI Images
محمد صلاح مع ليفربول ضد روما
سجل محمد صلاح، الذي انضم إلى ليفربول قادما من روما، أربعة وأربعين هدفا في مسابقات هذا الموسم ليقود ناديه بلا هوادة إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا. السبت (26 أيار/ مايو 2018) محمد صلاح وفريقه ليفربول سيواجه نادي ريال مدريد ونجمه رونالدو في نهائي دوري الأبطال.
صورة من: picture-alliance/Newscom/D. Klein
محمد صلاح من نصر إلى نصر
من نصر الى نصر يتقدم اللاعب الدولي المصري محمد صلاح خطوة أخرى بانتخابه أفضل لاعب في انكلترا هذا الموسم. وقد وُصف بأن "كلّ كرة يلمسها تبدو أنها تسكن الشباك"، وبالفعل فقد سجل صلاح 44 هدفا في كل مسابقات هذا الموسم.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA Wire/B. Coombs
من لا يحب صلاح؟
تعشقه الجماهير في ملعب آنفيلد، ويسمونه "مو صالا" وألفوا له أناشيد يتغنون فيها بسرعته ومهارته وحتى الأطفال في ليفربول يرسمونه في كراساتهم. وهناك من يرسم لحية على وجهه ويرتدي باروكة تشبه شعر صلاح. ويقول عنه الألماني ماركوس شتاينهوفر، زميله السابق في بازل السويسري: "لا يملك المرء إلا أن يحب صلاح". ويضيف حسبما نقلت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية" "مو بشوش بطبعه وراسخ ومتواضع".
صورة من: picture-alliance/AP/R. Vieira
سويسرا جعلت الحلم ممكنا
لو ظل صلاح في مصر لبقي كعشرات المواهب المصرية الأخرى التي لم تتخط شهرتها إفريقيا والعالم العربي. لكن القدر كتب له طريقا آخر. فبعد تألقه مع منتخب مصر الأوليمبي في أولمبياد لندن تعاقد معه بازل في موسم 2013/2012، ففاز معه بالدوري وبلقب أفضل لاعب في سويسرا، ليرحل إلى تشيلسي الإنجليزي في شتاء 2014. لكنه لم يجد الفرصة لدى مورينيو فذهب في شتاء 2015 على سبيل الإعارة لفيورنتينا الإيطالي.
صورة من: picture-alliance/dpa
إيطاليا طريق العودة لإنجلترا
حلم البرمييرليغ بقي مع صلاح، الذي تألق في فيورنتينا، ليصبح معشوق الجماهير، غير أنه فضل بعدها التعاقد مع روما في صيف 2015. وبقى به موسمين وظهر بقوة كهداف وصانع أهداف. حيث سجل في الدوري 29 هدفا خلال 65 مباراة خاضها بقميص "ذئاب" العاصمة الإيطالية. ثم تعاقد معه ليفربول في يونيو/ حزيران 2017 مقابل 42 مليون يورو، بناء على رغبة المدرب الألماني يورغن كلوب، الذي كان يريد إعطاء خط هجومه المزيد من السرعة.
صورة من: Reuters/M. Rossi
لا يحتاجه ليفربول؟
كانت صفقة صلاح حينها ثاني أغلى صفقة في تاريخ ليفربول وبسببها لام البعض المدرب كلوب، مثلما فعل الناقد الرياضي ماكسيمليان شميكل، الذي كتب بموقع "غول" بالألمانية إن صلاح لاعب رائع غير أن التعاقد معه "لا فائدة منه نظرا لوجود كوتينيو ومانيه وفيرمينو، ثم إن مشكلة ليفربول في الدفاع وليس الهجوم". ولا نعلم إن كان صلاح قد قرأ كلام شميكل أو غيره من منتقدي الصفقة إلا أن رده على المشككين جاء سريعا وبقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Puchner
البداية من ميونيخ
كانت بطولة "كأس أودي" الودية في ميونيخ الظهور الرسمي الأول لصلاح بقميص ليفربول، لكن باللون الأبيض. حيث نجح الوافد الجديد في تشكيل خطورة على مرمى بايرن ميونيخ في عقر داره وسجل الهدف الثاني في اللقاء، الذي انتهى بفوز ليفربول على الفريق البافاري 3- صفر في أول أغسطس/ آب 2017. ولتشهد عاصمة بافاريا ميلاد النجم المصري مع ليفربول.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/P. Manzo
يورغن كلوب يمنحه الحرية
في روما كان المدرب سباليتي يمدح صلاح يوما وينتقده يوماً آخر، لكن يورغن كلوب، وهو من أقرب المدربين لقلوب اللاعبين في الأندية التي دربها، فَهم صلاح جيدا ومنحه الحرية في التحرك في الجناح الأيمن، ليظهر النجم الشاب وكأنه تخلص من قيود كانت تكبل ساقيه وتمنعه من إظهار مهاراته الفطرية في الجري والمراوغة. لقد فك كلوب أغلاله. ويقول المدرب الألماني: "صلاح مهم لنا حتى لو لم يسجل لأننا نبني خططنا عليه".
صورة من: Reuters/L. Smith
ملك مصري يركض عبر الجناح
يقول الألماني ماركوس شتاينهوفر زميله السابق في بازل "في موقف رجل لرجل يكون صلاح سريعا بشكل لا يصدق.. وارتكاب أخطاء ضده هو غالبا الإمكانية الوحيدة (لإيقافه) لكن لا يمكن أن يفعل معه لاعب ذلك الأمر 100 مرة في مباراة واحدة". ويغني له جماهير ليفربول "مو صلاح .. ملك مصري.. يركض عبر الجناح.." وقال عنه محمد أبوتريكه إن صلاح حرم مصر من ميدالية أوليمبية في سباقات الجري، بسبب اختياره أن يصبح لاعب كرة قدم.
صورة من: Imago/Action Plus/N. Krsitc
التعاون بدلا من التنافس
في أول مباراة له مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، في 12 أغسطس/ آب 2017، نجح صلاح في تسجيل هدف وصناعة آخر في مباراة انتهت بالتعادل مع واتفورد 3-3. وبقي على هذا الأمر يسجل ويصنع في كل مباراة تقريبا بالتعاون مع تشمبرلين وفيرمينو ومانيه وكوتينيو، قبل أن يرحل الأخير إلى برشلونة. ووصلت أهدافه في البرميير ليغ 32 هدفاً، كما صنع أكثر من 10 أهداف لزملائه، الذين يشكل معهم ثنائيات رائعة.
صورة من: Reuters/A. Yates
الصراع مع هاري كين
ظل صلاح حتى بداية مارس/ آذار 2018 يتبادل مع هاري كين، نجم توتنهام ومنتخب إنجلترا، اعتلاء صدارة هدافي البرمييرليغ قبل أن يحسم صلاح المسألة في الجولات التالية، حيث نجح في تسجيل 32 هدفا ليصبح الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي.
صورة من: picture-alliance/Actionplus
ملك إفريقيا ورئيساً لمصر!
كان موسم 2017/ 2018 عام السعد على صلاح ومنتخب مصر. فقد قاده صلاح في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، للصعود لكأس العالم لأول مرة منذ 1990. كما توج بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2017، متفوقا على مانيه وأوباميانغ. وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية إنه عند فرز بطاقات الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية في مارس/ آذار 2018، تم العثور على أكثر من مليون بطاقة كتب الناخبون عليها اسم محمد صلاح كخيار لهم. صلاح شرارة.