رغم عدم اعترافهما بوجود سجون سرية على أراضيهما، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رومانيا وليتوانيا لارتكابهما انتهاكات "عبر التواطؤ مع برنامج السي آي إيه السري". وهذه ليست المرة الأولى، إذ سبق أن أدينت بولندا أيضا.
إعلان
بعد بولندا في 2015، دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم الخميس (31 أيار/ مايو 2018) ليتوانيا ورومانيا، بسبب تواطؤهما مع برنامج الاعتقالات السرية الذي نفذته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أيام حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن.
ففي قرارين منفصلين، دانت المحكمة السلطات الرومانية والليتوانية بارتكابها انتهاكات عدة لحقوق الإنسان في سجون الاستخبارات الأميركية على أرضهما. وقالت المحكمة إن "مشاركة ليتوانيا في برنامج الاعتقالات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قادها إلى ارتكاب انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان".
وكان معتقلان من غوانتانامو رفعا الشكوى أمام المحكمة في 2011 و2012 قائلين إنهما اعتقلا في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في رومانيا وليتوانيا بين عامي 2004 و2006. وفي قرار ثان، اعتبرت المحكمة أن "رومانيا ارتكبت عدة انتهاكات لحقوق الإنسان عبر التواطؤ في برنامج الاعتقالات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية".
وإذا كانت بوخارست وفيلنيوس لم تقرا حتى الآن بوجود سجون سرية مفترضة للاستخبارات الأميركية على أراضيهما، فإن النيابة العامة الرومانية والنيابة الليتوانية فتحتا تحقيقا يتصل بالوجود المفترض لهذه السجون، في حين أكدت المحكمة الأوروبية وجودها.
وخلصت المحكمة في قراريها إلى أن "رومانيا استضافت بين أيلول/سبتمبر 2005 وتشرين الثاني/نوفمبر 2005" سجنا سريا عرف باسم "سايت بلاك" فيما "استضافت ليتوانيا سجنا سريا للسي آي ايه بين شباط/فبراير 2005 وآذار/مارس 2006".
والقراران ليسا نهائيين. وأمام الحكومتين الرومانية والليتوانية ثلاثة أشهر لاستئنافه وطلب إعادة النظر فيه أمام الغرفة العليا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وفي شباط/فبراير 2015، دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي كانت تنظر بشكوى من ابو زبيدة، بولندا بسبب دورها في السجون السرية للسي آي ايه.
ح.ع.ح/أ.ح (أ ف ب)
GSG9: فرقة النخبة الألمانية لمكافحة الإرهاب
تخطط ألمانيا لتوسيع وحدة الشرطة التابعة لها الموسومة بفرقة GSG9، وذلك نظرا لاستمرار التهديد الإرهابي الذي تتعرض له. وتتمتع هذه المجموعة بتاريخ متميز امتد على زمن تجاوز أربعة عقود.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
مستعدون للتعامل مع الحالات الصعبة
فرقة الـ GSG9، وهو مختصر لعبارة (مجموعة حماية الحدود 9)، أنشئت في سنة 1972 بعد أن فشلت الشرطة الألمانية النظامية في إنقاذ رهائن إسرائيليين اختطفهم ارهابيون فلسطينيون في أولمبياد ميونيخ. وكان تشكيلها مثيرا للجدل، حسب بعض السياسيين في ألمانيا الذين وجدوا فيها بقية من قوات أس أس النازية سيئة الصيت.
صورة من: picture alliance/dpa/Hannibal
بناء سمعة طيبة
أول مهمة تولتها الـGSG9، نعتت بـ"عملية النار السحرية". وقد أكسبتها سمعة طيبة. فبعد أن اختطف إرهابيون فلسطينيون طائرة "لوفتهانزا" سنة 1977، تمكن فريق الأمن العام9، من إنقاذ الركاب في عملية مدتها سبع دقائق، بمقديشو. وأصيب، حينها، عضو من المجموعة، بالإضافة إلى مضيفات بجراح، بينما قتل ثلاثة من أصل أربعة خاطفين. وللأسف، قتل الطيار قبل الشروع بالعملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
مكافأة على مهمة منجزة
"أولريش فيغنر"، واحد من الأعضاء المؤسسين لـ GSG9، حصل على شهادة استحقاق من الحكومة الألمانية بعد تلك العملية الناجحة.وصار يلقب بـ"بطل مقديشو". توفي في 28 ديسمبر/ كانون الأول2017، عن عمر ناهز الـ88 عاما. ولم يكن أبدا معجبا بلقبه؛ بل كان يردد دائما: "قمنا بالمهمة معا."
صورة من: imago/Sven Simon
حاضرون في البحر...
ينشط فريق GSG9 لأداء عمله في حالات احتجاز الرهائن، وحالات الإرهاب والقيام بتفجير القنابل. ولكنه يعمل أيضا لتأمين المواقع، كما ظاهر في الصورة الملتقطة عشية قمة G9 (مجموعة الدول الصناعية الثمانية) عام 2007 في مدينة هايليغندام الشمالية.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
...كما هم جاهزون على الأرض
معظم عمليات الـ GSG9 سرية، ويقال إنها شاركت في أكثر من 1900 عملية منذ تأسيسها. ويقع مقرها حاليا في مكانٍ ما بمدينة زانكت أوغستين الغربية، بالقرب من العاصمة الألمانية السابقة، بون.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
تدريب دائم
يخضع أعضاء فريق الـ GSG9، لتدريب صارم تؤخذ فيه كل الاحتمالات بعين الاعتبار. وهنا يتعاملون مع هجمات إرهابيين مسلحين في محطة للسكك الحديدية. ويتم حاليا وضع خطط لتوسيع الوحدة بمقدار الثلث ومنحها مقرا آخرا في العاصمة برلين. وعلى الرغم من أن عدد أفرادها يبقى سريا، إلا أن وسائل الإعلام تقدره في حدود 400 عنصراً.
تيموثي جونز/ مريم مرغيش